الشريط الإخباري

التشكيلية منار بيطار..لوحاتها انعكاس لمشاعرداخليةتحاول كشف النفس الإنسانية

اللاذقية-سانا

تسعى الفنانة التشكيلية منار بيطار من خلال لوحاتها التشكيلية إلى التعبير عن مكنونات ذاتها الداخلية فأغلب افكار لوحاتها انعكاس لمشاعرها الداخلية وصراعاتها الذاتية وتحاول من خلال لوحاتها الكشف عن النفس الانسانية ومجاهلها واللوحة بالنسبة لها وليدة اللحظة وتأتي كومضة ولثانية واحدة تبدأ بتجسيدها فور حضورها لذهنها وتعمل على تطويرها كعناصر بصرية لتلائم ما تفكر وما تشعر به.

وبينت أن الفكرة الأساسية في لوحاتها هي احلام وانعكاسات ذاتية وصور قد تتراءى لها وتسعى لان تلتقطها بقلمها وما زالت تبحث وتحلم.. ولوحاتها حتى اللحظة الحالية سعي دائم وراء مشهد ليس بالضرورة ان تراه في الواقع بل تكونه في خيالها ومن ثم تدع لريشتها مهمة أن تستجمع اجزاءه على الورق.

وفي حديث لسانا الثقافية قالت الفنانة التشكيلية منار بيطار .. “من الممكن ان تبدأ اللوحة عندي بفكرة وتنتهي بفكرة أخرى حسب تطورها في داخلي و ببساطه اترك نفسي للوحة لتأخذني إلى حيث تشاء واسلم نفسي وريشتي وجوارحي بأكملها للوحتي لتوصلني إلى حيث تقرر انها انتهت ضمن نطاق خطوط اساسية وعريضة اضعها أنا”.01

وبحكم دراسة واختصاص الفنانة التشكيلية في فن الغرافيك والحفر والطباعة في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق كانت لوحاتها خلال فترة الدراسة ضمن تقنيات الحفر والطباعة المعروفة “الخشبية والمعدنية والحريرية والحجرية” ومن خلال دراستها كانت التقنية الاقرب لافكارها هي الخشبية وغالبا ما تكون لوحاتها باللونين الأبيض والأسود وتدرجاتهما وترى في اللون الأسود حضورا قويا وقدرة على التعبير عن مكنونات ذاتها ومشروعها الحالي يتجسد في محاولات للرسم بتقنية الالوان الزيتية.

وأوضحت أنه كان لدراستها الأكاديمية وتخصصها في فن الحفر والطباعة اثر عظيم في اتجاهها نحو تبسيط اللوحة وإظهارها بمظهر بسيط غير معقد وتطوير ذاكرتها البصرية واغنائها مشيرة إلى أنه كان للطبيعة اثر كبير في نفسها فهي تمنحها نوعا من الهدوء الداخلي وتصحبها بموسيقا اشجارها وعصافيرها الى عالم آخر لا تتمنى العودة منه حسب تعبيرها.

وبينت البيطار أنها ترسم بشكل حر ولا تنتمي لاي مدرسة ولا تقيد نفسها بأية قواعد وحتى الآن تعتبر نفسها في بداية طريقها الفني وتسعى وتجتهد لتثبت نفسها وتكرس فنها بشكل جدي فاللوحة بالنسبة لها مشهد متراء في داخلها تحاول اخراجه ومشاركته للمحيطين بها كما ان الرسم بالنسبة لها هاجس وحلم طفولة تسعى جاهدة لتحقيقه كما أنه متعة عظيمة توصلها الى مبتغاها وترتقي بها إلى القمة.

ومن أكثر الفنانين الذين تركت أعمالهم أثرا كبيرا في ذاكرتها البصرية الفنان بابلو بيكاسو بخطوطه المبسطة ولوحاته الغنية وعمق تفكيره وهو يسحرها حتى بتفاصيل حياته البسيطة وحول علاقة المرأة بالرجل وكيف تناولتها اوضحت ان هذه العلاقة ازلية تتسم بالخلود والتكامل وهي اسمى العلاقات بالوجود كما أنها علاقة عميقة وغامضة ولم تستطع حتى الان وصفها بكلمة تعطيها حقها.

وللفنانة عدد من اللوحات القريبة جدا من ذاتها ونفسيتها وتعكس مشاعرها في كثير من الاحيان منها ما يتحدث عن تعدد المشاعر الداخلية وصراعها ومن اكثر اللوحات قربا إليها تلك التي تتميز ببساطتها ومباشرتها في التعبير عن السجن الذاتي والسعي نحو تحرر فكري جامح مؤكدة أن الخطوة الاولى نحو التحرر هي إدراك أبعاد السجن.. ومن أجمل أحلام الفنانة الذاتية لحظة رقص الهية وصفاء وتحليق فوق كل المحسوسات.

ولفتت إلى أن الألوان بالنسبة لها حتى الآن عالم غامض تحاول اكتشاف تفاصيله وماهيته وما زلت في بداية الطريق وأن اللون الأسود حاضر بثقة باغلب لوحاتها فهو بالنسبة لها لون يعبر عن قوة الفكرة والاصرار على طرحها…خاصة في الوجوه الإنسانية الحاضرة في اغلب لوحاتها واهم مايميز لوحاتها بساطة التعبير وقلة العناصر والخطوط القاسية في بعض الاحيان وبعض الحزن والأمل المختبئ في العمق.

وأغلب لوحاتها تعبر عن لحظات سجن للذات وواقع مقيد وحلم بالتحرر والخروج الى النور وجانب مظلم وجانب يتسلل إليه النور ويحاول أن يتغلب على الظلام خطوط قاسية وبساطة بالتعبير وفي لوحات أخرى نرى لحظة انعتاق صفاء ورقص الهي حلم بالانعتاق ولرقص بالفضاء هي حلم بالإرتقاء والصفاء والتحرر من كل القيود.

والمقاهي الفنية الثقافية بالنسبة لها خطوة جميلة وتشجع على انتشار الفن في المجتمع واعلاء الذائقة الفنية وجعل الفنان على احتكاك مباشر مع المتلقي ونشر سوية معينة في المجتمع والفنان الشاب طريقه متعثر وصعب في مجتمعاتنا ولا يستطيع التفرغ للعمل الفني لأن هذا العمل ان اكتمل فمصيره العرض في احدى زوايا المرسم وان عرض فإن فرصة بيعه قليلة بالتالي الفنان بحاجة لان يعمل ويهمل الجانب الفني وهذا ما تسعى المقاهي الشعبية لتغييره ونتمنى أن توفق.

وترى الفنانة أن تجربتها الفنية حتى الآن في البداية ولا تستطيع أن تقول إنها اجتازت الخطوة الاولى فالفن التشكيلي عالم واسع وعميق وتتمنى أن تصل لبصمة خاصة بها وأن تترك أثرا ما.

وكان للفنانة التشكيلية منار بيطار مشاركة بمعرض واحد هو معرض اللوحة الصغيرة الذي أقيم مؤخرا في مقهى هيشون في اللاذقية بمشاركة أسماء كبيرة ولامعة من رواد الفن التشكيلي السوري حيث عرض أكثر من 25 فنانا اكاديميا من خريجي كليات الفنون الجميلة في مختلف المحافظات تجارب متنوعة وتقنيات مبتكرة وجميع الأعمال تحمل رقيا بالأفكار وبطريقة التعبير وبرأيها كان للمعرض أهمية تفاعلية وتشاركية داعمة للحركة التشكيلية بشكل عام ولجيل الشباب بشكل خاص كما انه نوع من التشجيع للفنانين
ليعيشوا تجربتهم الفنية مع الجمهور المتلقي.

أوضحت أن المعرض بالنسبة لها خطوة أولى كفنانة خريجة أكاديمية حديثة ومدرسة في كلية الفنون الجميلة بجامعة تشرين وفرصة للمشاركة مع أساتذة وأسماء لها وزنها بمجال الفن السوري التشكيلي وتتمنى كأي فنانة حديثة ان تتكرر هذه المعارض المشتركة لتعطي دفعا للفنانين الجدد.

يذكر أن الفنانة التشكيلية منار بيطار ولدت في مدينة جالو الليبية عام 1990 وهي خريجة كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق ومدرسة في كلية الفنون الجميلة بجامعة تشرين.

بشرى سليمان – نعمى علي

انظر ايضاً

عفوية الفن في دائرة الإبداع… معرض الفنان التشكيلي إبراهيم سلامة في صالة اتحاد التشكيليين بحمص

حمص-سانا استحوذ الإنسان بانفعالاته وحالاته الحسية والتعبيرية على أعمال الفنان التشكيلي “إبراهيم سلامة”