الشريط الإخباري

ندوة سياسية في الدوما الروسي حول خطر “داعش”

موسكو-سانا

أكد سيرغي ناريشكين رئيس مجلس الدوما الروسي أن تفاقم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتنامي خطرها على الأمن والاستقرار في جنوب روسيا يزداد حدة بازدياد توسع وانتشار الأفكار المتطرفة التي تتبناها التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” وغيرها وبتمددها في بلدان الشرق الأوسط.

وقال ناريشكين في ندوة نظمها مجلس الدوما الروسي اليوم في موسكو تحت عنوان “الوضع في الشرق الأوسط .. داعش خطر يهدد الحضارة الإنسانية.. إن “خطر تنظيم داعش ناجم عن تمدده السريع وتزايد تأثيره على الشباب المسلم رغم ان هذا التنظيم لا يمت للإسلام بصلة” مشيرا إلى أن الغرب الذي حاول منذ سنوات غزوه للعراق التدخل في شوءون الدول العربية بذريعة نشر الديمقراطية ومبادىء حقوق الإنسان ونمط الحياة الغربية في البلدان العربية لم يزرع في هذه البلدان سوى الإرهاب والكراهية.

وأكد ناريشكين أن إصلاح ما أسس له العدوان الغربي على البلدان العربية من فوضى وإرهاب لا يمكن إلا بالجهود الدولية الجماعية وباجتماع الدول ذات المصلحة حول تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية وذلك برعاية الأمم المتحدة وبالالتزام بقواعد القانون الدولي.

من جهتهم أشار المشاركون في الندوة إلى أن تركيا تلعب دورا مزدوجا في موقفها من الحركات الارهابية المتطرفة في المنطقة وذلك من خلال محاولتها ضرب خصومها المحليين معتمدة في ذلك على قوى إرهابية موءكدين ضرورة تقديم جميع أوجه المساعدة والدعم لسورية وجيشها إعلاميا واقتصاديا وعسكريا وعدم تركها بمفردها في الحرب ضد الإرهاب الدولي لكونها الدولة الوحيدة التي تتصدى بجدية للتنظيمات الإرهابية.

وأوضح المشاركون أن من يجري تجنيدهم للمشاركة في الحرب على سورية لا ينضم جميعهم إلى تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” الارهابيين فقط بل يتوزعون على مختلف التنظيمات الإرهابية الأخرى وكأن هناك مركز تجنيد معينا يقوم بتوزيعهم حسب معطيات محددة في الوقت الذي لم يعد كيان الاحتلال الاسرائيلي يخفي دعمه لتنظيم “جبهة النصرة” الارهابي الذي يرسل مصابيه إلى مستشفيات إسرائيلية للمعالجة.

وأكد المشاركون أنه إذا لم تتدخل روسيا في شوءون محاربة الإرهاب فسيتدخل الإرهاب بشؤونها عبر بلدان آسيا الصغرى نظرا لغياب أي أفق للتطور الاقتصادي الاجتماعي في هذه الدول ولكونها موقعا ملائما لتكاثر عناصر المجموعات المتطرفة وحاضنة اجتماعية للمتطرفين مشيرين إلى أن الصين تجاوزت مرحلة الخمول في محاربة التطرف والإرهاب بعد أن شعرت أن تنظيمي “داعش” والقاعدة الارهابيين بدأا يتحركان في المناطق الصينية وراحت الحكومة تنشط في دعم مركز محاربة الإرهاب في منظمة شنغهاي للتعاون لأنها أدركت أن نشوب قلاقل التطرف في الصين سيكون له تأثير سلبي على التطور الاقتصادي في البلاد وعلى جلب الاستثمارات العالمية إليها.

وأكدوا اهمية تقديم روسيا الدعم للحكومة السورية في مختلف المجالات وخاصة من خلال الدعوة إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمحاربة الإرهاب بشكل حقيقي في المنطقة مشيرين الى ان مثل هذا التحالف لن يكتب له النجاح نظرا لأن الأمريكيين قيدوا انفسهم من خلال تصريحاتهم السابقة بحق القيادة السورية لذلك لا بد من “تطبيع” العلاقات بين الحكومة السورية و”المعارضة الوطنية” وتوحيد جهودهما في محاربة التنظيمات الارهابية كـ”داعش” و”الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.

ودعا المشاركون في الندوة واشنطن للعمل على تفعيل محاربة الإرهاب والدفع في اتجاه التسوية السياسية بين الأطراف السورية دون المساس بهيكلية الدولة السورية وموءسساتها الرئيسية لأنه من دون حل الأزمة قي سورية لا يمكن القضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط.

وفي مؤتمر صحفي في موسكو اليوم اعتبر فلاديمير جيرينوفسكي رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي عضو مجلس الدوما ان دول المنطقة بما فيها تركيا وسورية وإيران والعراق تواجه مخاطر متشابهة وتحديات واحدة يمكن أن تحركها قوى من خارج المنطقة لذلك كان ينبغي على تركيا أن تحسن علاقاتها مع هذه الدول لا أن توصلها إلى حد القطيعة بسبب دعمها للقوى الإرهابية المتكالبة على سورية.

وأكد جيرينوفسكي أن المذنب الأول في أحداث الشرق الأوسط هي “إسرائيل” داعيا دول الشرق الأوسط إلى التعاون مع إيران في ترتيب الأمور في المنطقة.

بدوره اعتبر سيميون بوغدوساروف رئيس المركز الروسي لدراسة بلدان الشرق الأوسط واسيا الصغرى أن تركيا حاولت التلاعب على الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط مشيرا الى أنها في دعمها سرا لتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” وللمجموعات الإرهابية الأخرى ستكون بمنأى عنها وعن انشطتها الارهابية.

وقال بوغدوساروف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إن “أجهزة الاستخبارات التركية قامت بدور سلبي للغاية في احتضان تنظيمات ارهابية تحت مسمى المعارضة السورية والمجموعات الإرهابية المسلحة ووفرت لأعضاء هذه التنظيمات أماكن الإقامة والراحة وفرص التواصل مع المجموعات المسلحة ودعمها بالمال والسلاح والأفراد وأقامت معسكرات التدريب والإيواء للإرهابيين على أراضيها” مبينا أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا ظنت أن هذا التطور للأحداث سيمر بهدوء دون أن يمس أراضيها ودون أن تتطاير شظاياه إلى الداخل التركي.

وذكر بوغدوساروف أن تركيا بقيادة رجب أردوغان تعتبر من أبرز الدول الرئيسية المساهمة بإشعال الحرب في سورية وهي اليوم تنال ما تمنته لسورية من شر معتبرا أن تركيا بسلوكها المعادي لسورية تهيىء لنفسها انقساما كبيرا سيجري على أراضيها بحدود العام “2025” وأن قسما من أراضيها الواقعة في الجنوب الغربي في كيليكيا ولواء اسكندرون سيعود إلى سورية.