الشريط الإخباري

آراء متفاوتة وانتقادات للأفكار السلبية في الدراما السورية

دمشق-سانا

مع اختتام الموسم الرمضاني للعام الحالي 2015 باتت صورة الأعمال الدرامية السورية أكثر وضوحا وبات المشاهدون أكثر قدرة على تقييمها وفرز الغث من السمين وتفاوتت اراء الباحثين والفنانين والاعلاميين الذين التقتهم سانا  الثقافية تبعا للموضوعات المطروحة والأفكار والاخراج مع انتقادات واضحة لأعمال دون المستوى المطلوب.

ولخص الباحث علي القيم رأيه بالدراما الرمضانية بقوله إنها صارت أشبه بالتجارة في معظمها وعبر عن أسفه لكون الكثير من سمات ومواصفات الدراما السورية فقدت هويتها من خلال تكرار الأحداث والمسميات وإبراز بعض العادات والأفكار البالية التي لم يعد لها وجود في حياتنا الاجتماعية كالأحاديث التي تدور في باب الحارة إذ أن الرمزية التي كانت في الحلقات الأولى لم يعد لها وجود في الأجزاء الأخيرة فصارت مجرد تكرار ممجوج.

4

كما أن مسلسل تشيللو الذي لقي إقبالا جيدا من قبل المشاهدين حسب رأيه كان بكل أسف نقلا حرفيا ممطوطا لفيلم أميركي عنوانه عرض غير لائق للمخرج أندريان لي 1993 وشاهده الملايين في العالم ويبدو أن قريحة بعض كتاب السيناريو استسهلت عملية النقل والمط وإقحام أشياء غير معقولة وغير مقبولة في مجتمعنا الشرقي وهو أمر يسيء الى الدراما السورية بشكل عام.

وترى الفنانة المتألقة سلاف فواخرجي أن وجود ثلاثين عملا سوريا في الموسم الرمضاني الحالي رغم الحرب والصعوبات التي تواجهها الدراما السورية هو شيء مهم وهناك أعمال جيدة ومهمة بالتأكيد ولكن الحرب أفرزت أعمالا دون المستوى في الوقت نفسه.

مبينة انها شاركت في الموسم الحالي الى جانب دورها بشخصية بسيمة في مسلسل حرائر وفي مسلسل بانتظار الياسمين الذي يحكي عن موضوع الانسان في الحرب.

رغدا صحفية ترى أن الدراما السورية في هذا الموسم تراجعت من حيث تصوير المشاهد الطبيعية والحشود الضخمة الا أن الموضوعات المطروحة كانت جيدة في معظمها ولصيقة بالبيئة والواقع مثل مسلسل بانتظار الياسمين وعناية مشددة مشيرة الى أنه رغم المبالغة باظهار المشاهد القاسية الا أنها تحاكي الواقع المؤلم الذي يعيشه السوريون مبدية اعجابها بالأداء الرائع للفنانة سلاف فواخرجي وبالكم الكبير من الأعمال الدرامية لهذا الموسم رغم ضعف الامكانات المادية .. حيث لاحظت بحكم تواصلها مع أقربائها المغتربين اهتمامهم ومتابعتهم للدراما السورية والبحث عنها على اليوتيوب.

5

وقالت ان مستوى مسلسل باب الحارة تراجع في جزئه السابع ولم يعد هناك منطق في الأحداث بل يتم إقحام قصص كلها مكائد ودسائس وأفكار غريبة عن مجتمعنا وغير مقنعة بهدف الاطالة والمطمطة دون وجود حبكة أو رابط بينها كما أن الممثلين المشاركين فيه خبا نجمهم كالفنان مصطفى الخاني الذي كان محبوبا أكثر في الأجزاء السابقة..

وانتقدت مسلسل صرخة روح الذي يصور علاقات فاضحة وإيحاءات جنسية غير مقبولة في الشهر الفضيل وخارجة عن المألوف في المجتمع السوري.

الممثلة الشابة حلا رجب ترى أن الموسم الرمضاني الحالي يضم محاولات تستحق الاحترام وجديرة بالمتابعة وفي نفس الوقت هناك أعمال دون المستوى المطلوب لتطور الدراما الذي كنا نتوقعه والتي من المفروض أن تكون الآن بوضع أفضل بعيدا عن استسهال الأعمال تحت ذريعة ظروف الأزمة التي تمر بها البلاد والتي باتت شماعة لتبرير التراجع مشيرة الى ان الأزمة أفرزت أعمالا محترمة لكن على الدراما السورية أن تتجاوز هذه الأخطاء والهفوات لترتقي أكثر.

وقالت رجب انها شاركت في هذا الموسم بخمسة أعمال أولها مسلسل حرائر بشخصية ماري عجمي والثاني مسلسل عناية مشددة بشخصية نهلة وهي شخصية المفروض ان تكون طريفة ولكن أفعالها في العمل قاسية جدا وهي بنت مازوخية ولما كان المجتمع لا يقبل هذا الجانب لجأ المخرج الى أن يكون لدى الشخصية شيء من الطرافة فكانت بالمصطلح العامي وحدة مجنونة.

كما شاركت رجب في مسلسل بانتظار الياسمين مع المخرج سمير حسين عن نص لسمير كوكش بشخصية نجوى النازحة الى الحديقة التي تعيش فيها قصة حب فيما بعد .. وشاركت في احدى خماسيات صرخة روح بعنوان لابأحلامك مع المخرج اياد نحاس .. اضافة الى مشاركتها في باب الحارة الجزء السابع بدور جميلة بنت أبو عصام للمخرج عزام فوق العادة .. وتعتبر نفسها محظوظة في هذا الموسم لأنها استطاعت أن تختار هذه الأدوار من بين مجموعة كبيرة عرضت عليها..وحاولت قدر الامكان أن يكون هناك تنوع في الشخصيات التي اختارتها وبذلت جهدها وأقصى طاقاتها في أدائها وتترك الحكم النهائي للمشاهد.

7

مي صحفية قالت إن الدراما السورية لهذا العام حققت انتشارا ومتابعة ولكن هناك الكثير من الأعمال غير ناجحة بسبب توظيفها للجسد واعتمادها على الايحاءات الجنسية ومواضيع الخيانة مشيرة إلى أن هذا ليس رأيها فقط بل إن من يتابع صفحات التواصل الاجتماعي يجد كما من الانتقادات المليئة بالسخط على المسلسلات التي لا تحترم عقل المشاهد السوري وقيمه الاجتماعية.

ولفتت الى أن مسلسل صرخة روح مثلا يقدم لنا في نهاية كل خماسية عبرة وجانبا انسانيا لكنه بمجمله يركز على الخيانة واستعراض الجسد والصورة السلبية للمرأة متناسيا جروح الناس التي تعاني في ظروف الأزمة ومتجاهلا أن مثل هذه المشاهد تسيء الى جيل المراهقين وتكرس لهم الخطأ على أنه أمر عادي في المجتمع وسهل التطبيق .. وتجاهل أمثلة ايجابية كالمرأة التي تقدم الشهيد تلو الشهيد وتبقى متماسكة ومحبة للوطن

ومن خلال متابعتها لمسلسل امرأة من رماد للمخرج نجدة أنزور رأت أنه يقحم في بعض الحلقات مشاهد تخدش الحياء العام لا داعي لوجودها في العمل بالرغم أنه يسلط الضوء بشكل جيد على واقع نعيشه كالأسر المهجرة وتجار الأزمة .. أما مسلسل عناية مشددة فيحتوي برأيها على مشاهد قاسية من ذبح وتقطيع وسادية وبعض المشاهدين لا يحتملون رؤية هذه المشاهد المشوهة.

أما الممثلة الشابة لمى الحكيم فقالت انها لاحظت فرقا بين مستوى المسلسلات لهذا الموسم بالمقارنة مع العام الماضي اذ ترى ان هناك أعمالا أسوأ واخرى أفضل وهي كمشاهدة استمتعت بمتابعة غدا نلتقي لرامي حنا.

وعن أعمالها في الموسم الرمضاني الحالي قالت انها شاركت في مسلسل حرائر بدور نازك العابد التي تعتبر من أولى النساء اللواتي تعلمن بدمشق وساهمت في تحرير المرأة السورية واخراجها من الحالة التي كانت تعيشها والتي حاربت المستعمر الفرنسي و الاحتلال العثماني بعدة طرق وأسست جمعية لتعليم النساء القراءة والكتابة وتعليمهن المهن المفيدة لكي يخرجن من تحت سيطرة الرجال ثم يقوم العثماني بنفيها هي وعائلتها ولكنها عادت الى نشاطها سرا.

وأضافت انها تعمل حاليا في السينما مع جود سعيد بتصوير دورها في فيلم رجل وتابوت وثلاثة أيام وكانت قبل ذلك تشارك في مطر حمص لجود أيضا.

ومن جانبها ترى مصممة الأزياء الدرامية ريا قطيش أن هناك مسلسلات مميزة تستحق المشاهدة لهذا العام كعناية مشددة وشهر زمان والعراب .

أما الممثلة خلود عيسى فامتنعت عن ابداء رأيها بمستوى الاعمال الدرامية للموسم الحالي مكتفية بالحديث عن مشاركاتها فيه فإلى جانب دور ايلين في مسلسل حرائر شاركت في مسلسل بقعة ضوء بثماني لوحات وشاركت في مسلسل وعدتني يارفيقي وفي مسلسل باب الحارة الجزء السابع بشخصية شريفة المثقفة التي تسعى الى تعليم نساء الحارة بما يشبه شخصيات حرائر بالاضافة الى مشاركتها في مسلسل صدر الباز الذي سيعرض بعد رمضان .

سلوى صالح

تابعنا على صفحة سانا الثقافية على فيس بوك