الشريط الإخباري

توازنات جديدة لإعادة رسم المشهد.. نار الإرهاب تلتقط أطراف الجلابيب-صحيفة الثورة

نعم .. تتطاول أيدي الإرهاب وداعميه، وتلتهب جذوة ناره، نعم تسخر الدول التي تحارب سورية كل إمكاناتها لتحقيق أي من أهدافها حفاظاً على ماء الوجه، لكن توازنات تفرض ذاتها، ومعادلات أخرى تلوح في الأفق لرسم المشهد السوري وما يتعلق به من جديد.

أولى بشائر الرسم التي أعقبت الحدث الكبير بين إيران والدول الست، رغم العد العكسي لمعركة الاتفاق النووي في الكونغرس الأميركي، الانهيار التدريجي للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش» و«النصرة» في الزبداني والمنطقة الشرقية، والتخبط الذي تعانيانه، رغم الإمدادات المتجددة المرسلة من تركيا، وخاصة من دربتهم أميركا مؤخراً تحت تسميات «المعتدلين»، ثانياً التأكيد الدولي على الحل السياسي، وهذا ما ترجمته التصريحات الأميركية والأوروبية، وأن لا حل عسكرياً للأزمة في سورية، لكون منطق الحكمة والحوار أكد هويته وضرورته في أكثر من حدث دولي، انطلاقاً من أن الاقتتال والحروب سوف تؤدي لنتائج كارثية وهذا ما يشهده العالم العربي والإسلامي.‏

بعض الدول التي أوغلت حتى العظم في دعم الإرهاب، لم تكتف بإرسال وتجنيد العملاء والمأجورين لتحقيق غاياتها ومراميها في سورية، بل تستخدم فلذات أكبادها في حربها القذرة ضد سورية، وذلك من أجل مساعدة جرحى الإرهابيين، وترؤس هيئات وطواقم طبية سرية لعلاجهم، وما كشفه موقع غلوبال ريسيرتش دليل جديد على ضلوع و تورط نظام رجب اردوغان في تقديم كل وسائل الدعم لـ«داعش» الإرهابي، وذلك إرضاء لمزاج مرتزقته ورفاهيتهم ورفع معنوياتهم.‏

مفاعيل الأزمة في سورية تترك صداها في كل بقعة من المنطقة، ولاسيما داخل المحميات التي عملت على تفريخ وإنماء الإرهاب، وانقسمت بين رافض لتأجيج الصراع ومؤيد لعمليات القتل والجرائم التي يرتكبها المتطرفون في سورية، وما الخلافات التي تظهر بين أوساط العائلة الحاكمة في مملكة بني سعود تحت ذريعة محاربة الفساد، وتحقيق الإصلاح وتتحدث عنها التغريدات على مواقع التواصل، والمواقع الإخبارية وغيرها وما يتناقله القراء والمتابعون، إلا دليل على تلبك في أحشاء العوائل الحاكمة وتشابك في خيوط رغباتها، ليس حرصاً على سورية، بل لأن النار وصلت إلى هشيمهم وبات التقاطها لجلابيبهم قاب قوسين أو أدنى، حيث تبدأ التحذيرات من انتقال عدوى الزهايمر والخرف إلى رؤوس أخرى، وعندها لن ينفع الندم.‏

بقلم: حسين صقر