وزير الثقافة خلال مؤتمر “السياسة الثقافية” في أرمينيا يدعو للعودة إلى سلطة الثقافة بكل مضامينها الإيجابية

يريفان-أرمينيا-سانا

أكد وزير الثقافة عصام خليل أن البشرية تشهد اليوم “مشروعا مخيفا” لتهديم العقل ونفي التفكير والتوجه للحصول على المعلومة من أسرع المصادر دون التدقيق في صحة وموثوقية هذه المصادر.

وقال وزير الثقافة في كلمته خلال المؤتمر العالمي الثالث بعنوان “السياسة الثقافية والسياسة من أجل الثقافة” الذي اختتم أعماله في أرمينيا أمس.. “أن التطور التقني في المرحلة الحالية لم يساعد في تغيير ثقافة السلطة بسلطة الثقافة”.

ودعا خليل في كلمته التي جاءت بعنوان تهديم العقل إلى العودة لسلطة الثقافة بمضامينها الإيجابية لأنها المنتج البشري المهم الذي يمكن من التوجه بالبشرية من حالتها الغرائزية إلى رقيها العقلي مؤكدا أن من أبرز واجبات المثقفين العمل على إعادة الاعتبار إلى الأمم المتحدة وتحريرها من سلطة الدول التي تستخدمها لتحقيق مصالحها على حساب مصالح الشعوب الأخرى.

ولفت إلى أن ثورة الاتصالات التي جعلت العالم قرية كونية صغيرة أدت إلى “انفصالنا إنسانيا” وهذا مؤشر على فجوة تتسع بين البشر ومحيطهم الإنساني وثقافتهم الوطنية لصالح مشروع يسعى لخلق نمط واحد من التفكير يمكن توجيهه والسيطرة عليه وقال.. إن “هذا المشروع يقوم على استلاب العقل وذهنية التفكير وتوجيه وسائل وأنماط المعرفة في سياق السيطرة التامة على مصادرها وطرق تلقيها بما يؤدي إلى تسطيح العقل وإجهاض قدرته على التفكير الفاعل وعلى الإنتاج المستمر”.

وأكد وزير الثقافة أهمية انعقاد هذا المؤتمر في أرمينيا وقال..”نجتمع اليوم في بلد شهد مذابح وحشية منذ مئة عام وما زال العقل العثماني المريض الذي دبر وارتكب هذه الجرائم المروعة خارج سلطة القانون الدولي وما زال يرتكب جرائم الإبادة بحق الشعب العربي السوري من خلال مساندة الإرهاب العالمي وتقديم كل أشكال الدعم والاحتضان للمجرمين” موضحا أن إفلات المجرمين العثمانيين وغيرهم من المتورطين في دعم الإرهاب من عقاب المحاكم يشجعهم ويحض غيرهم على مزيد من القتل والوحشية ويعود بالبشرية قرونا إلى الوراء.

وكان المؤتمر الدولي الثالث السياسة الثقافية الذي استضافته العاصمة الأرمنية يريفان بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس منظمة اليونيسكو أدان في بيان صدر عن المشاركين “الإبادة الثقافية” التي تجري في المنطقة ودعا إلى العمل على مكافحة الإرهاب فيها.

وناقش المؤتمر على مدى أربعة أيام محاور عديدة شملت تعزيز دور الثقافة في سياسة التنمية المستدامة والتراث كمصدر للقيم والحوار والتنمية إضافة لثلاث حلقات للنقاش حول التراث الثقافي بصفته عاملاً في التماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة والتنوع الثقافي ضمان للحوار بين الثقافات والتنمية المستدامة والتراث الثقافي اللامادي في العالم
المتغير.

وعن أهمية المؤتمر والمشاركة السورية في أعماله قال السفير الأرميني في سورية الدكتور أرشاك بولاديان في تصريح لسانا.. إن “دعوة وزير الثقافة عصام خليل لحضور هذا اللقاء الحواري والثقافي والاجتماعي المهم ضرورة ملحة لأننا نشكل معا وقفة ثقافية وحضارية ضد استمرار التهديد العثماني والارهابي لإبادة حضارات الشعوب”.

ولفت السفير بولاديان إلى أن سورية تشكل محورا أساسيا في المنطقة والعالم نظرا لأهمية جغرافيتها وحضارة وثقافة شعبها وتبنيها حكومة وشعبا حقوق العدالة الإنسانية ومواجهة الإرهاب.

وشهد المؤتمر مشاركة وزراء الثقافة من 45 دولة بينها سورية إضافة إلى بعثة المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى اليونيسكو وأمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في اليونيسكو ومختصين بالبرامج الثقافية لدى مكتب اليونيسكو في روسيا والاتحاد الروسي.

محمد الخضر

انظر ايضاً

وزيرة الثقافة تلتقي وفداً إسبانياً وتدعوه لنقل الصورة الحقيقية عما فعله الإرهاب بسورية

دمشق-سانا التقت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح وفداً إسبانياً من (حركة دعم سورية) التابعة للحزب …