الشريط الإخباري

قرية عرقايا تحيط بها الغابات كالسوار بالمعصم

حمص -سانا

تحيط بقرية عرقايا الواقعة إلى الغرب من مدينة حمص وعلى بعد نحو 27 كم الغابات كالسوار بالمعصم من معظم جهاتها و تمنح الزائرين من السكان المحليين والزوار فرصة طيبة للاستجمام و الراحة و العيش بكنف الطبيعة الساحرة.2

أشجار و شجيرات الغابات من البلوط والسنديان المعمرة تزيد من بهاء الطبيعة الخلابة و تجذب إليها مختلف أنواع الطيور المغردة من البلابل و الحساسين و الدوري لتعزف لحن الحياة و الجمال في قرية عرقايا والقرى المجاورة لها حيث تقع إلى الشمال منها بلدة القبو وغربا المحفورة وجنوبا جرنايا وحداثة ومن الشرق الهرقل و تتصل أراضي القرية بالقرى المجاورة عبر مساحات من الأراضي المزروعة بكروم الزيتون والعنب والتين.

ويوضح غسان الحسن رئيس بلدية عرقايا لنشرة سانا سياحة و مجتمع أن معظم أهالي القرية و البالغ عددهم حاليا نحو2300 نسمة يعملون في زراعة المحاصيل الاستراتيجية و على رأسها القمح إضافة إلى انتشار زراعة الزيتون بكثرة في السنوات القليلة الماضية لتصل المساحات المزروعة بهذه الشجرة المباركة إلى نحو60 هكتارا حيث يقوم الأهالي ببيع الفائض عن حاجتهم من هذا المحصول إضافة إلى تصنيع التين المجفف و القلائد والمربي من أشجار التين المنتشرة بكثافة في القرية.

كما يعمل بعض الأهالي بتربية النحل إلى جانب تربية المواشي ولا سيما الأبقار وصناعة الألبان ومشتقاتها من الجبن والسمن العربي والزبدة والقشدة ولاسيما الشنكليش التي تشتهر به قرى حمص.3

ولفت رئيس البلدية إلى أن معظم الخدمات الرئيسية بالقرية من هاتف وماء وكهرباء واتصالات متوفرة وتضم مدارس تعليم أساسي وثانوي كما تمت الموافقة فيها مؤخرا على بناء مشفى ريفي لتخديم القرية و القرى المجاورة.

من جهته أشار الاستاذ محمد حجو مدير ثانوية عرقايا إلى أن اسم القرية يشير إلى العراقة والأصالة حيث لا يزال الأهالي فيها يتوارثون العادات و التقاليد العربية العريقة من كرم الضيافة و حسن الجوار و المشاركة بالأفراح والأتراح منوها بأن العديد من العائلات لم تستغن عن بيوتها القديمة المصنوعة من حجر البازلت الأزرق بدقة وعناية فائقة حيث تقع القرية القديمة وسط التوسع العمراني الذي طال القرية في صورة يتمازج فيها القديم الأصيل بالحديث المتطور كما يوجد في القرية مسيل مائي قادم إليها من جهة الغرب يفيض في المواسم الممطرة ويمر في وسط القرية ليشكل ساقية مياه يستفيد منها الناس في سقاية مزروعاتهم و سبيل ماء لأرزاقهم وموسيقا خرير المياه يكسر هدوء وصمت الطبيعة فيها.4

ويرى حجو أنه في ظل الواقع الاقتصادي الراهن فإن نهضة زراعية واقتصادية شهدتها القرية لتحسين مستوى الدخل لدى الكثير من الأسر فيها والأمطار الخيرة التي شهدها الشتاء الماضي شجع معظم العائلات على العودة إلى تربية المواشي والاعتماد على الزراعة بكل أنواعها من المحاصيل والأشجار المثمرة وغيرها إلى اقتناء الأغنام والأبقار والاهتمام أكثر بالمنتجات الزراعية والحيوانية التي طالما كانت المورد الأساسي للريف السوري الغني فيها وشكلت اكتفاء ذاتيا للمنتجين والمربين منوها بأن الريف اليوم يضم جميع مفردات القرية التي لا تمحى من ذاكرة الطفولة والتي تتجسد في صياح الديك و خوار البقرة وخرير الماء و رائحة الحطب يغلى عليه الحليب و تحلم فيه النفوس المتعبة من صخب و ضجيج المدن.

تمام الحسن