دمشق-سانا
يقدم مسلسل “بانتظار الياسمين” منعكسات الأزمة في سورية على الناس من خلال عرضه لمكان أساسي هو حديقة عامة لجأ إليها عدد من المهجرين من بيوتهم بسبب جرائم التنظيمات الإرهابية في محاولة لرصد ما يتجلى من هذا الواقع المر والحياة الصعبة مع فقدان مقومات العيش الأساسية إلى جانب الآمال المفقودة والانكسارات المتتالية.
ويعرض العمل عبر سلسلة من العلاقات المتشابكة بين شخصيات العمل لطيف واسع من النماذج البشرية مع تشريح عميق لشخصية الإنسان في الأزمات وملامسة ابعد النقاط الشريرة والخيرة في تكوين النماذج المعروضة في اعتماد شبه كامل على سلطة الأخلاق والضمير فقط.
على مستوى النص يظهر في الحلقات التي عرضت أن الكاتب أسامة كوكش انتقى نماذج متنوعة من المجتمع السوري ويعرض لأنواع متداخلة من العلاقات الاجتماعية المتشابكة والشائكة أحيانا ملقيا الضوء على جملة من الاشكاليات التي منها ما يرتبط بمفرزات الأزمة كالاستغلال والظلم والغدر والخيانة ومنها ما هو بعيد عن الأزمة كالزواج والطلاق بعد سنوات طويلة من الزواج والعلاقات غير الشرعية مقابل المال نتيجة الفقر وغيرها الكثير مما يجعل من العمل كتلة كبيرة من القصص والحكايا التي بدأت تنفرد أمام المشاهد وتسير حبكتها نحو الذروة لتبدأ بعدها بالانحسار باتجاه النهاية المنتظرة بأسلوب مشوق لمعرفتها.
المخرج سمير حسين يثبت قدرته الإخراجية من جديد من خلال إدارة عدد كبير من الممثلين وتقديم خطوط درامية عديدة ومتداخلة بحرفية عالية مع صورة بعيدة عن البهرجة وبسيطة بزوايا تصويرها مع مساحة مريحة للممثلين لتأدية أدوارهم دون إضاعة لتفاصيل ما يجسدونه إلى جانب نجاحه باختيار ممثلين مناسبين لشخصيات العملومن نجوم الصف الأول بالدراما السورية كغسان مسعود وسلاف فواخرجي وصباح الجزائري وايمن رضا ومحمد حداقي وغيرهم.
محمد سمير طحان