الشريط الإخباري

الوطنية السورية عصية على الاختراق-صحيفة البعث

كما فعل ويفعل السوريون في مختلف مناطقهم، أكد أهالي حضر، وقبلهم أبناء السويداء، أن انتماءهم الى الوطن السوري جدار سميك غير قابل للاختراق، وأن الدولة العربية السورية هي خيارهم الوجودي الذي يتمسكون به، ويدافعون عنه بلا هوادة، في مواجهة كل محاولات الترهيب والترغيب التي تسعى الى دفعهم للتخلي عنه.

ولهذا التأكيد دلالة بالغة الأهمية أوضحت للعدو الصهيوني – الوهابي – العثماني الجديد أن رهانه على شق النسيج الوطني السوري، لتحقيق هدف تفكيك المجتمع والدولة، ليس أكثر من أضغاث أحلام غير قابلة للصرف السياسي. فبعد خمسة أعوام من الحرب الإرهابية والنفسية الشرسة على سورية، يثبت الشعب السوري الأصيل، بمختلف مكوناته، أن الوطنية السورية مازالت بكامل قوتها وحضورها، وأنه لا مجازر الإرهاب التكفيري، ولا التحريض الطائفي المنهجي، ولا حملات التضليل الإعلامي، ولا حرب الشائعات، تستطيع النيل منها أو حتى إضعافها، ذلك أن الوطنية هنا ليست فبركة إيديولوجية وظيفية، كما هو شأنها في الدول العربية التابعة والرجعية منها بشكل خاص، ولكنها نتاج ممارسة تاريخية طويلة من الكفاح الوطني والنضال القومي العربي ماجعلها حالة تكوينية تاريخية ونفسية وثقافية وسياسية متجذرة في الشخصية العربية السورية كما في بنية الدولة.

وعلى خلفية هذا الموقف الوطني الذي يتجسد على الأرض بطولات وتضحيات وملاحم يجترحها السوريون شعباً صامداً وجيشاً باسلاً وقيادة شجاعة، فإن تطور الحدث السوري، يبقى محكوماً استراتيجياً بانتصار الدولة السورية على المشروع المعادي الذي أفشله تلاحم الشعب والجيش في الجنوب السوري، مثلما أفشله قبل ذلك في الشمال.

سورية في طريقها الى الانتصار. وقد أصبح صمودها الوطني الملحمي الذي لم يحسب له أعداؤها الصهاينة والوهابيون والعثمانيون الجدد حساباً كافياً، كابوساً يقضّ مضاجعهم، ويؤزّم أوضاعهم ويعمّق مآزقهم.

وإذا ماتم التوصل الى توقيع الاتفاق النووي المرتقب بين إيران والسداسية، سواء في الموعد المقرر أو بعده، فإن ذلك سيكون بمثابة طلقة الرحمة على مشروعهم المتهالك.

بقلم: محمد كنايسي