نقلت العمل الخيري إلى مفهومه التنموي.. مشاريع الجمعيات الخيرية توفر مئات فرص العمل

الحسكة- سانا

نجحت الجمعيات الخيرية في الحسكة بالانتقال من العمل الخيري بمفهومه التقليدي إلى التنموي واستطاعت من خلال مشاريع صغيرة تنفذها بالتعاون مع منظمات دولية إنسانية توفير فرص عمل للكثير من المحتاجين والوافدين المهجرين من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى وأسهمت في تحسين واقعهم المعيشي والتخفيف من تداعيات الأوضاع الراهنة.

وتمكنت هذه المشاريع ذات التكلفة المنخفضة أن ترى النور مستفيدة مما تنتجه المحافظة من مواد أولية وسلع متوافرة بالأسواق حيث وفرت لمئات العائلات مهنا وأكسبتهم الخبرات العملية التي تساعدهم في تأمين مستلزمات الحياة الضرورية.1

ويشير مدير الشؤون الاجتماعية بالحسكة لمراسل سانا عصام الحسين إلى أن فكرة هذه المشاريع تقوم على النهوض بواقع الأسر المتضررة من الظروف الراهنة والعمل على إعادة دمجها بالمجتمع المنتج عبر توفير فرص عمل تدر لها دخلا شهريا يخفف من اعتمادها الكامل على ما تقدمه لجان الإغاثة الفرعية من مساعدات غذائية وغير غذائية.

ويبين الحسين أن المشاريع التي أقيمت بالمحافظة تعتمد في تمويلها على المنظمات الإنسانية الدولية بينما تقوم الجمعيات الخيرية بتوفير أماكن لإقامة هذه المشاريع والورش الصغيرة وتوفير المدربين حتى بدء الإنتاج حيث يعود ريع ما يتم إنتاجه وبيعه في الأسواق المحلية إلى الجمعية الخيرية التي تخصص قسما منه كرواتب شهرية للعمال المنتجين والقسم الآخر تشتري فيه المواد الأولية التي تدخل في الإنتاج وفي حال وجود وفرة مالية توضع خطط لتوسيع نطاق العمل ليصبح تمويل هذه الورش فيما بعد ذاتيا من الأرباح التي حققتها من مبيعاتها دون الاعتماد على ما تقدمه المنظمات.

ويتطرق مدير الشؤون الاجتماعية إلى أهم المشاريع المنفذة في محافظة الحسكة كمشروع تصنيع خبز التنور والفطائر بالتعاون بين جمعية المودة الخيرية بالحسكة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي تم خلاله إحداث أربعة تنانير في أحياء النشوة الغربية وتل حجر والمفتي والناصرة بالحسكة استفاد منه 31 عاملا ومشروع ورشة خياطة بالتعاون بين جمعية البر والخدمات الاجتماعية بالقامشلي و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استفاد منه 22 خياطا وخياطة.

ويتابع الحسين أنه تم أيضا تنفيذ مشروع تحضير الخضار والمنتجات الزراعية بالتعاون بين جمعية الإحسان بالقامشلي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي استفادت منه 120 عاملة 70 بالمئة منهن من الأسر النازحة و30 من الأسر المتضررة إضافة لمشغل خياطة بالتعاون بين جمعية البر والخدمات الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقامشلي استفاد منه 158 عاملا وعاملة.

ويشير الحسين إلى أن بعض المشاريع ذات طابع إنساني غير ربحي كمشروع مستوصف طبي خيري بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بدأ بتاريخ1 كانون الثاني عام 2014 واستفاد منه لتاريخه أكثر من 16 ألف مواطن من أدوية وعمليات جراحية وتحاليل وتصوير شعاعي حيث يبلغ عدد العاملين فيه 7 ما بين أطباء وموظفين.

ويشير مدير الشؤون الاجتماعية إلى مشروع استهداف الأطفال المتسربين من التدريس بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف والذي استفاد منه 600 طالب وطالبة خضعوا لدورات مكثفة للمناهج التدريسية بإشراف 60 موظفا ما بين مدرسين وعاملين إضافة إلى مشروع الدعم النفسي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف والذي استفاد منه 42 مواطنا في أحياء العنترية وطي وحطين بمدينة القامشلي.

من جهته يؤكد عواد الهرو مدير جمعية الإحسان بالقامشلي المشرفة على مشروع بيت المونة أن المشروع يوفر فرص العمل لعشرات النساء المعيلات لأسرهن من خلال تصنيع المواد الغذائية والبقوليات والزعتر والبزوريات التي تنتجها المحافظة عبر تنظيفها وتنقيتها من الشوائب وفرزها في أكياس تحمل علامة الورشة وبيعها في أسواق القامشلي مبينا أن ما يميز جو العمل في الورشة هو روح العطاء والمحبة بين العاملات الأمر الذي عزز كثيرا من العامل النفسي لديهن وخاصة المهجرات من المحافظات الآخرى.

وتقول السيدة إلهام عواد من أهالي محافظة دير الزور ..”قبل خروجنا من محافظة دير الزور نتيجة الاعتداءات الإرهابية كنت ربة منزل ولم أعمل من قبل ولكن أثناء وجودنا في مدينة القامشلي ونتيجة الظروف المعيشية ومتطلبات الحياة قررت الاعتماد على ذاتي والعمل في مشروع بيت المونة لأساهم بتحسين مستوى معيشة أسرتي من جهة ونفي الصفة السلبية التي قد تتشكل لدى البعض حول العائلات النازحة وجلوسهم بانتظار المساعدات الشهرية المقدمة لهم من جهة ثانية مبينة أن فرصة العمل هذه أكسبتها خبرة تستطيع من خلالها التقدم للعمل في أي مصنع أغذية في المحافظات الأخرى.

أما السيدة انتظار حسو التي تعمل في ورشة خياطة بحي القوتلي بمدينة القامشلي فقالت ..”خضعت لدورة مكثفة مجانية في خياطة الملابس النسائية أقامتها جمعية البر تعلمت خلالها مهنة الخياطة وأنا اليوم أساعد زوجي في تأمين دخل مالي آخر يساعدنا في تأمين مستلزمات لمعيشة”.

نزار حسن

انظر ايضاً

جمعية العناية الطبية بالسويداء… خدمات تتجاوز المفهوم التقليدي للعمل الخيري

السويداء-سانا تخرج جمعية العناية الطبية الخيرية بالسويداء من مفهوم العمل الخيري المباشر إلى معنى أوسع …