دي ميستورا …الغامض جداً.. الواضح جداً- بقلم:أسعد عبود

 لنكن واقعيين … لم نعتد ولم يعتد العالم أن الأمم المتحدة هي منظمة دولية قادرة على حل مشكلاته. وربما غير فاعلة أيضاً في حل هذه المشكلات.. لكنها سجلت عبر تاريخها مستقراً مستقطباً للمبادرات التي تطرح للحلول الممكنة.

والأمر لا يخرج أبداً عن الموضوعية فإن هي الأمم المتحدة إلا ناد كبير تلعب على ساحاته وفي ملاعبه مصالح الدول والشعوب وفق سلم للأولويات يراعي الأقوى كانت الأمم المتحدة الأوضح في إظهاره.‏

داخل هذا النادي جلست الدول في طابقين.. دائمة العضوية وغير دائمة العضوية … فيما بعد تحولت الطوابق إلى ثلاثة حيث تأسس طابق بكامله للولايات المتحدة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي. في هذه المرحلة الطوابق الثلاثة عاشت المنظمة الدولية بين حرج مرور قرارات سيئة من بين أيديها … ضرب ليبيا مثلاً … وبقاء على هامش الأحداث إن هي رفضت لهذا الأمر أوذاك مشيئة سكان الطابق الأول … الغزوالأميركي للعراق مثلاً. حيث رفضت أن تجيزه وعجزت عن إيقافه أوإثارة الحقائق الكارثية المحيطة به والتي تدين الولايات المتحدة.‏

من هذه المنظمة أوهذا النادي تخرج مهمات للحل في سورية … أشهرها … مهمة كوفي عنان ، ثم مهمة الأخضر الإبراهيمي … ونحن نعيش امس في ظلال مهمة دي ميستورا التي لا تعطي من الضوء ما يكفي لقراءة الأمل.‏

الغموض المحيط بمهمة دي ميستورا ليس فقط بسبب رغبته في الابتعاد عن أخطاء أسلافه في السطوع الاعلامي ، على العكس من ذلك فرغم الضباب الكثيف الذي يحيط بمهمة المبعوث الدولي، يبدوفعلياً ورغم انخفاض الرؤية للناظر ، أنه الأكثر جدية ومبادرة.‏

بتقديري أن الهوان في مهمته – إن كان موجوداً – هوعرض لمرض يعتري المنظمة الدولية وأداءها في ظل التوزع على الطبقات الثلاث ، على الرغم من المحاولة الروسية الصينية لتعديل حالة الجلوس في طوابق … مدعومة برغبات معلنة من أميركا الجنوبية وبعض دول آسيا البريكس . من يريد أن يدرس حالة المنظمة الدولية ، ما عليه إلا أن يتابع أداء الأمين العام بان كي مون ، فيما مبادرته لإقامة الحوار اليمني في جنيف ؟!! رجل بائس بحق، تنازل عن الرداء الدولي الأممي الذي تقدمه المنظمة الدولية وارتدى الرداء الأميركي !!! هل تتذكرونه في جنيف مرة أخرى سابقة حيث كانت المحاولة للحوار السوري وكان منشغلاً بعد الكلمات وحصر الدقائق على الوزير وليد المعلم ، عوضاً عن أن يستزيده ليزيد في معلوماته حول ما يجري في سورية !!! يومها قالها له الوزير المعلم : أنه هوالذي يحمل صورة ما يجري على الأرض وليس مغيباً في نيويورك.‏

امس واجه دي ميستورا مهمة الكشف ولوجزئياً عن حقيقة ما تواجه مهمته … أمام الحكومة السورية أولاً التي لطالما دعمته دائماً وأكدت ترحيبها بمهمته والحل السياسي للأزمة السورية. أحدهم … أحد المبادرين … ومتولي مهمات تسويق المبادرات يجب أن يعلن الحقائق قبل أن يمضي الزمن طويلاً عليها … سيد ميستورا … ماذا قال لك المعارضون ؟… ومن هم ؟… ومن يمثلون؟؟؟

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

الثورة يحرز المركز الثاني بالدورة العربية للأندية للسيدات بكرة السلة

أبو ظبي-سانا أحرز نادي الثورة المركز الثاني في دورة الألعاب العربية للأندية للسيدات بكرة السلة …