الشريط الإخباري

حفل تأبيني للباحث والأديب محمد رضا بني المرجة في ثقافي المزة

دمشق-سانا

بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاته أقامت رابطة رجال الثورة السورية الكبرى وجمعية البيت الدمشقي حفل تأبين للباحث والأديب المجاهد محمد رضا بني المرجة ألقى خلاله مجموعة من الشعراء قصائد تناولت مناقب الفقيد إضافة إلى كلمات وشهادات تؤكد أهمية ماقدمه الراحل للثقافة ومواقفه الوطنية في حياته وذلك في ثقافي المزة.

وقدم الباحث محمد عيد فيلما وثائقيا تضمن صورا للراحل بني المرجة مستعرضا مسيرة حياته منذ أن شارك في شبابه بالدفاع عن الوطن إلى أن قدم بحوثه وكتاباته ونتاجاته الإبداعية الأدبية.

أما كلمة المجاهد عبد الحميد الحجازي الكيلاني رئيس رابطة الثورة السورية الكبرى والتي ألقاها بالإنابة عنه محمد الهواري أشار فيها إلى أن “الجهاد يعني حفظ الأوطان والدفاع عنها وصيانة المقدسات وكرامة الأطفال والشيوخ ورد العدوان عن الأرض” لافتا إلى أهمية ما قام به بني المرجة من مواقف مشرفة في التصدي للعدو الصهيوني مع زملائه في الجيش والقوات المسلحة وإلى ما قدمه من كتب وبحوث وثقافة تميزت بمعانيها الوطنية السامية وبإحساسها العالي بقضايا الإنسان.

في حين رثا الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب الراحل بني المرجة بقصيدة شعرية التزمت أسلوب الشطرين وموسيقى الخليل معتمدا فيها على العاطفة ومناجاة أولاده وتقديم العزاء لهم نظرا لأهمية الفقيد وما قدمه على الصعيدين الوطني والثقافي فقال:

” ليل سرى في هدأة ضج الخبر .. من كان فينا عمدة أضحى أثر
صوت يداري جرحنا يا حسرة .. غاب الحبيب وكل قلب قد كسر
قد كنت فينا يا رضا أمثولة .. ما كل فرد جاء في الدنيا ذكر”.

كما أرسل رئيس جمعية البيت الدمشقي الشاعر محمد رجب رجب قصيدة بعنوان “أسائل” ألقتها عنه سوسن رجب بكى فيها الراحل وربط بين الحزن عليه وبين الحزن على ما يجري في سورية جراء الحرب التي افتعلها المجرمون والمتآمرون فقال :

“لعلك سيدي شئت الرحيلا .. وضقت بما يبرحنا نزولا أسائل أمتي عن ألف حلم .. رقصنا تحت شرفته طويلا لئن غدروا لئن فجروا فمنذا .. بدلو يفرغ البحر المهيلا”.

وفي كلمة جمعية البيت الدمشقي رأى الدكتور محمد منير أبو شعر نائب رئيس جمعية البيت الدمشقي أن الراحل بني المرجة كان عاشقا لدمشق ولياسمينها وكنائسها ومآذنها وكان يترجم عشقه في كتاباته وسلوكه الوطني وتعامله مع زملائه وأصدقائه .

وفي كلمة الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين أشار الدكتور الأديب حسن حميد إلى أن بني المرجة هو كشكيب الجابري والعجيلي وسعيد حورانية ويوسف عبد الأحد قدم كثيرا من ذوب نفسه لإغناء الثقافة إضافة إلى مواقفه الوطنية المشرفة التي تجلت بتاريخه ونضاله عبر حياته العامرة بالعطاء .

وبينت الأديبة سوسن رجب رئيسة مجمع دمر الثقافي في كلمتها أن الراحل بني المرجة وثق في كتابه “ذاكرة وطن” كثيرا من النشاطات الثقافية و التحولات الإبداعية التي كانت في دمشق متمنية أن يرصد الباحثون ما قدمه هذا المناضل من أدب وبحوث بالاعتماد على إرثه الثقافي وعلى ما تمتلكه زوجته من معلومات هامة من مسيرة حياته.

واستذكر الشاعر زياد جزائري في رثائه لبني المرجة ماضي العرب وحضارتهم ثم عبر عن حزنه العميق لخسارة هذا المناضل والباحث الذي عاش عمره بالكفاح والعطاء فقال:

“نم قرير العيون بعد هناء .. وثمانين أجزلت بالعطاء
عمر المرء ما يقدم فيه .. للورى حوله وللأبناء”.

وألقى سامر مصطفى مستشار السفارة الإيرانية ورئيس تحرير مجلة الثقافة الإسلامية كلمة تحدث فيها عن التزام بني المرجة بالانتماء الوطني واحترام الحرية الحقيقية وكان يعرف أن الحرية يجب أن تقف عند حدود حرية الآخر وعلينا ألا نسخرها في الشر والاعتداء على حقوق الإنسان كما كان يؤمن بالانفتاح والمثاقفة مع الشعوب الأخرى.

وفي شهادته لفت الباحث هاني الخير أن بني المرجة كان مؤرخا وأديبا ولم يبخل بمعلوماته التاريخية التي قدمها لتكون وثيقة جديدة في مكتبتنا العربية كما أرخ ما أهمله التاريخ من أحداث وأهوال كان من الضروري أن تكون موجودة في صفحات الكتب وقدم الباحث والكاتب غسان كلاس شهادة أوضح فيها أن الراحل بني المرجة اشتغل على بناء الإنسان واعتمد على الأصالة والانتماء وارتبطت ابداعاته وكتاباته بشموخ دمشق وتاريخها العريق.

وفي كلمة ال الفقيد تحدث ابن الفقيد الشاعر الدكتور نزار بني المرجة في كلمته عن تطوع والده في الجيش العربي السوري بعد الاستقلال ثم تدريبه لجيش الانقاذ الذي ذهب لفلسطين ليخوض المعركة ضد الصهاينة وحكم عليه بالإعدام إلا أنهم لم يظفروا به وهذا كان حافزا له ليتعلم العبرية إضافة إلى أنه كشف كثيرا من المؤامرات التي حيكت ضد الوطن آنذاك بسبب عمله في القوات المسلحة باختصاص الإشارة كما قاتل مع الشهيد عدنان المالكي في جنوب لبنان حيث تعرض للمخاطر وأنقذه عدنان المالكي بنفسه.

كما ذكر الشاعر نزار بني المرجة كثيرا من الميزات النضالية التي قام بها والده إضافة لحضوره الثقافي الذي تجلى في كتابة القصة والبحوث والدراسات والترجمة.

وقدمت مجموعة “وطن.. شرف ..إخلاص” هدية تكريمية تسلمها ابن الفقيد الدكتور نزار بني المرجة تقديرا لعطاءاته وابداعاته الثقافية والأدبية.

يذكر أن المحتفى به الباحث والمناضل رضا بني المرجة عضو في رابطة رجال الثورة السورية الكبرى وفي جمعية البيت الدمشقي له مجموعة من المؤلفات في القصة منها “يوم حافل بالذاكرة” وفي البحوث “سدود شيدت” وفي الدراسات الأدبية “أزهار ورياحين” وقبسات من الأدب الفارسي بعنوان “كليستان نو” وأخيرا كتاب “ذاكرة وطن” تعلم اللغة العبرية واللغة الإيرانية وكرم عدة مرات كان آخرها في مهرجان أعلن الحب على دمشق في مجمع دمر الثقافي.

محمد الخضر -شذى حمود