كتاب بشرى علي خير بيك يتناول موقف الحركات الوطنية في المغرب العربي من قضية فلسطين

دمشق-سانا

يبحث كتاب “موقف الحركات الوطنية في أقطار المغرب العربي- تونس- الجزائر- المغرب من قضية فلسطين بين العامين 1917 و1939” للدكتورة بشرى علي خير بيك بأسلوب منهجي علمي العلاقة  التاريخية بين دول المشرق والمغرب العربيين وتأثر المغرب العربي ورواد فكره بالنهضة المشرقية ووعي دول المغرب وخاصة الجزائر لخطورة ما تعرضت له فلسطين واهتمامها المبكر بالقضية الفلسطينية رغم وقوعها تحت السيطرة الاستعمارية الأجنبية.

واعتمدت خير بيك في بحثها على الوثائق التاريخية من خلال نقدها وتحليلها والمقارنة بين مواقف الأحزاب المغربية من القضية الفلسطينية وتوصيفها لحركاتها الوطنية فضلا عن دراسات سابقة تعرضت لمواقف المغرب العربي من قضية فلسطين.

وتتناول الدكتورة خير بيك في الفصل الأول من كتابها المعنون ب /النهضة الفكرية في المشرق ومحاولات النهوض والإصلاح/ مواطن ونواحي الاختلاف والتلاقي بين المشرق والمغرب العربي والأوضاع المحلية في المشرق والمغرب منذ القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى وحالة الضعف والتخلف التي أنتجها الاحتلال العثماني والأدوات الاستعمارية التي اتخذت سبلا شتى للسيطرة على الوطن العربي بمشرقه ومغربه ودعم الاستعمار ومساندته للحركة الصهيونية.

وتسلط الدكتورة خير بيك في الفصل الأول من كتابها الضوء على ردود فعل الحركات الوطنية على التغلغل والنفوذ الغربي الاستعماري في شمال إفريقيا والتيارات الفكرية المتعددة التي ظهرت في المشرق.

وفي الفصل الثاني من الكتاب تبين الدكتورة بشرى موقف الحركات الوطنية في الدول المغربية من القضية الفلسطينية من نهاية الحرب العالمية الأولى حتى عام 1928 وبدايات الاهتمام الجزائري بمخاطر الصهيونية وتطور الأوضاع السياسية في فلسطين.

وتوضح الدكتورة خير بيك التشابه بين القضية الفلسطينية والقضية الجزائرية ما جعل الجزائريين أكثر اندفاعا تجاه قضية فلسطين من غيرهم في بلدان المغرب حيث يعود ذلك إلى ازدياد الصلة بين الجزائر والمشرق العربي بعد الاستعمار الفرنسي والهجرات الجزائرية إلى المشرق العربي والتي أسهمت في توطيد العلاقة بين الجزائريين والعرب في المشرق.

وتوضح خير بيك في الفصل الثالث مواقف الحركات الوطنية في المغرب العربي من القضية الفلسطينية بين عامي 1929 و1935 أي من ثورة البراق حتى ثورة عز الدين القسام في فلسطين وأهم التطورات السياسية في البلدان المغربية وفلسطين.

وفي الفصل الرابع تبحث خير بيك موقف الحركات الوطنية المغربية من القضية الفلسطينية بين عامي 1936 و1939 أي مرحلة الثورة الفلسطينية وردود فعل الحركات الوطنية المغربية من تطور الأحداث في فلسطين وأهمها اضراب 1936 ومشروع التقسيم.

وأشارت الباحثة إلى أن الحركات الوطنية في تونس انشغلت في مرحلة العشرينيات ببعض الأزمات السياسية الداخلية التي حجمت من اهتمامها بالقضية الفلسطينية إلى ما بعد أحداث البراق وأن عمق الوعي لأحداث البراق اختلفت من دولة لأخرى إلا أن التيار الجزائري كان واضحا بمواقفه والتي تجلت في رفض اليهود الجزائريين لما يجري على الأرض الفلسطينية وازداد ذلك إثر تجدد الثورة الفلسطينية عام 1936 ورفض مشروع التقسيم.

يشار إلى أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 235 من القطع الكبير.

محمد خالد الخضر