السويداء-سانا
تحدت إعاقتها البصرية التي رافقتها منذ الولادة بالإرادة والتصميم لتعيش حياة محملة بالعديد من النجاحات ومثبتة وجودها المميز والجميل بين أهلها وأصدقائها وأفراد مجتمعها.
الشابة مروة العشعوش ابنة العشرين عاما من محافظة السويداء تدرس في كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية ومتطوعة في جمعية الوفاء للمعاقين تحدثت لنشرة سانا الشبابية عن حياتها وطموحاتها ومشاريعها المستقبلية التي لم تحدها إعاقتها فقالت ” إنها بمساعدة أهلها ورعايتهم لها تمكنت من الدراسة حتى الصف العاشر في مدرسة المكفوفين بدمشق ثم تابعت دراستها بالسويداء مع الطلاب الأصحاء من خلال مدرسة الحكمة وذلك رغم صعوبة مسألة الدمج مبينة أنها تقدمت للشهادة الثانوية بشكل حر وحصلت على مجموع درجات ساعدها على تحقيق طموحها والتسجيل في قسم اللغة الإنكليزية بكلية الآداب بجامعة دمشق.
وتضيف مروة ” أنها تجد حاليا متعة في دراستها وتستفيد من برنامج ناطق على الحاسوب لمساعدتها بالقراءة والكتابة”.
ولا يقتصر تميز مروة بالدراسة فهي رياضية تجيد لعبة الشطرنج التي حققت من خلالها المركز الثالث ببطولة الجمهورية عام 2010 الخاصة بفئة المكفوفين وهي تتابع اليوم في هذا المجال وتطمح لتطوير مستواها والحصول على المراكز المتقدمة بشكل أكبر مستقبلا.
وتوضح أنها تعمل حاليا بشكل تطوعي في جمعية الوفاء الخيرية للمعاقين بالسويداء وتعلم مجموعة من المكفوفين القراءة والكتابة.
وتدعو مروة إلى زيادة الاهتمام بالمكفوفين وتوفير الكادر التعليمي والأدوات التعليمية الخاصة بهم وإحداث معهد لهم بالمحافظة وإعطائهم الثقة من قبل أهلهم ومجتمعهم للاعتماد على أنفسهم.
بدوره يبين رئيس لجنة المكفوفين بجمعية الوفاء الخيرية للمعاقين بالسويداء عهد أبو فخر أن مروة شابة ذكية لديها قدرة عالية على الاستيعاب والحفظ وتشكل أرشيفا حقيقيا لهم بالجمعية في مسألة حفظ الارقام مشيرا إلى تفوقها من صغرها ووجودها في مدرسة المكفوفين وصولا إلى الجامعة حيث حصلت على معدلات عالية ببعض المواد في السنة الأولى كمادة اللغة الأسبانية التي نالت فيها 100 بالمئة منوها بالتقدير الذي تحظى به من مدرسيها.
ويلفت أبو فخر إلى أن مروة تعتمد على نفسها في حياتها لدرجة كبيرة مع دعم أهلها لها وهي موظفة منذ عام على المقسم في مديرية الخدمات الفنية بالسويداء وتحسن التواصل والتفاعل مع الآخرين.
وقال أبو فخر ” إن فئة المكفوفين الذين يحتاجون لدعم مادي للعلاج ولا سيما مع وجود طرق حديثة خاصة بذلك إضافة لتأمين الوسائل التعليمية الخاصة بهم” موضحا أنهم عملوا حاليا من خلال اللجنة الموجودة بالجمعية على حصر أعداد المكفوفين بالسويداء بغية تقديم المساعدة لهم وفق الإمكانيات المتوفرة.
من جهته يذكر والد مروة غسان العشعوش أنه لم يبخل بتقديم أي دعم تحتاجه ابنته وهو يشجعها دائما على الدراسة والعمل منوها بمدى ذكائها وحيويتها ونشاطها في البيت وإصرارها على الاجتهاد.
عمر الطويل