الشريط الإخباري

النحات علي سليمان: هوية النحت السوري تتشكل الآن

دمشق -سانا

يرى النحات علي سليمان أن مهمة فن النحت هي رفع الذائقة البصرية والجمالية لدى الإنسان بشكل عام وأن هذا الفن يجب أن يكون قريبا من الناس في الساحات والشوارع والحدائق ولا يقتصر على الصالونات الفخمة والصالات المتخصصة والمتاحف.h

ويقول النحات سليمان في حديث لسانا..لا أجد هدفا أسمى من تربية الناس لاسيما الأطفال على الذائقة البصرية والجمالية الحقيقية والصحيحة و هذا ما حرص عليه جيل من النحاتين السوريين عملوا على إقامة الملتقيات النحتية في الأماكن العامة أمام الناس وعرضوا نتاجهم في الشوارع والساحات والحدائق.

ويتابع.. أن أي مجتمع لا يهتم بالفنون لن يكون قادرا على تربية جيل متعلم ومثقف ومعني بتطوير هذا المجتمع ونحن اليوم بحاجة ماسة لإعادة الاعتبار لمواد الفنون في مناهجنا الدراسية لخلق جيل واع وقادر على البناء والتطوير لكل مجالات الحياة والارتقاء بالوطن من هول ما شهدناه ونشهده في ظل الأزمة التي نعيشها.

ويوضح النحات سليمان أن أعماله النحتية هي الوعاء الفكري الذي يقدم عبره رؤيته للحياة وهي وسيلته للتعبير والكتل النحتية بما تحويه من خطوط وتعابير تمكنه من تسجيل لحظة معينة وتوثيقها كما يقدم عبرها استشرافه للمستقبل فهي برأيه الشخصي لغة بصرية قادرة على الوصول للجميع.

وعن حال الحركة النحتية السورية اليوم يقول..استطاع عدد كبير من نحاتينا أن يستمروا في العمل رغم الألم الكبير الذي نعيشه ليؤكدوا قدرة الإنسان السوري على الاستمرار في الحياة وليقدموا للناس أعمال جمالية تحارب البشاعة والقتل والموت وأن كانت الفعاليات النحتية ضعيفة نسبيا عن السابق ولكن الفنان السوري يمارس دوره ضد هذه الهجمة الشرسة على وطننا ويعمل دون توقف.

ويرى سليمان أن هوية النحت السوري تتشكل حاليا من خلال العمل الفردي لكل نحات والعمل الجماعي للنحاتين مع بعضهم من خلال الملتقيات والمعارض والندوات وتبادل الافكار والخبرات والتقنيات وهم سفراء للنحت السوري في الخارج حيث استطاعوا تقديم كتل نحتية جميلة ومهمة في أكثر من مكان في العالم عبر عدة ملتقيات وفعاليات.j

ويجد سليمان صاحب الخبرة في فن النحت أن النحاتين الشباب مبشرين لأنهم موهوبون وتعلموا على يد فنانين مهمين تعبوا في تكوين تجاربهم الفنية الخاصة من دون أي بنية ثقافية أو فنية أساسية لافتا إلى أن هناك تجارب شابة مهمة اثبتت قدرتها على تحسس طريقها للمستقبل بأساليب فنية متطورة.

سليمان الذي يفضل خامة الخشب عن سواها لأنها كائن حي وقادرة على التعبير عن داخله يعتقد أن النحت هو “فن إنساني” يقدم الجمال والأفكار التي تهم البشر جميعا ولا يمكن أن يحصر في مكان أو حيز جغرافي مع وجود هوية ثقافية فنية للعمل النحتي ويقول..نحن تربينا كسوريين على حب الوطن والإنسانية جمعاء ونشعر بالمسؤولية تجاه كل الناس ولا نفرق بين الحالات الإنسانية تبعا للتواجد الجغرافي.

وحول دور اتحاد التشكيليين ووزارة الثقافة في هذا الوقت يعتبر سليمان أنهما تمكنا من لمس الحاجة الملحة للفن والثقافة ونشر الثقافة الفنية بين الناس من خلال النشاطات والفعاليات الفنية المتعددة والتي تبشر بالمزيد على مستوى الكم والنوع.

وأكثر ما يسعد النحات سليمان ويدعوه للفخر هو الأعمال النحتية الثلاثون التي نتجت من خمس ملتقيات ضمن مهرجان السنديان الثقافي في قرية الملاجة والموجودة حاليا في وادي القرية تمارس دورها الفني والجمالي في رفع الذائقة الجمالية والفنية للناس والتي كان لها الدور الكبير في توجه العديد من شباب المنطقة لدراسة الفنون والآداب.

ويعبر سليمان عن تفاؤله بمستقبل النحت السوري ويختم بالقول..إن الحياة لا يمكن أن تتوقف وهي في تطور مستمر وعلينا أن نرتقي بالمجتمع لدينا في كل المجالات مؤكدا أن كل ما يثبط هذا الارتقاء لن يدوم كما أن القتل والإرهاب لن يدوم وستبقى سورية وشعبها أقوياء.

والنحات علي سليمان من مواليد عام 1958 حاصل على إجازة في هندسة الميكانيك ودرس النحت دراسة خاصة ومشارك في العديد من الملتقيات النحتية داخل سورية وخارجها وأحد مؤسسي مهرجان السنديان الثقافي في قرية الملاجة.

محمد سمير طحان