الصحة العالمية تدعو إلى إيقاف الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ

دمشق-سانا

تحتفل دول العالم في 31 أيار من كل عام باليوم العالمي لمكافحة التدخين لتسليط الضوء على المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ واختارت منظمة الصحة العالمية لهذا العام دعوة “أوقفوا الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ”.

ويشكل الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ مصدر قلق عالمي كبير على المستويات الصحية والقانونية والاقتصادية إذ يتوجب على واضعي السياسات إدراك حقيقة أن الاتجار غير المشروع لا يسهم فقط في تفاقم وباء التبغ وما يرتبط به من تأثيرات على الصحة فحسب وإنما له تداعيات أمنية من خلال تمويل الجريمة المنظمة بما فيها الاتجار بالمخدرات والبشر والأسلحة والأنشطة الإرهابية.

ويقوض الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ مكاسب الرعاية الصحية وبرامجها وسياسات مكافحة التدخين وتورط دوائر صناعة التبغ في هذا الاتجار حيث تتم إتاحة تلك المنتجات في متناول الشباب والأطفال بأسعار رخيصة وتضلل من يتعاطونها لعدم عرضها للتحذيرات الصحية إضافة إلى إشراك الأطفال أحيانا في عمليات بيعها بشكل غير قانوني.

والتزمت سورية وفقا لرئيس دائرة الرعاية الصحية بمديرية صحة ريف دمشق الدكتور محمد الطباع بحظر الإعلان عن التدخين والترويج له في جميع الوسائل الإعلامية من خلال المرسوم التشريعي رقم 13 للعام 1996 إضافة إلى المرسوم رقم 62 للعام 2009 الذي كان شاملا فأكد على حماية غير المدخنين من التدخين السلبي في الأماكن المغلقة وضرورة توفير أماكن خاصة للمدخنين وتقديم العلاج المناسب في الموءسسات الصحية وتكليف من يضبط تنفيذ المرسوم في جميع الهيئات والوزارات والمؤسسات والمنشآت والمطاعم ودور السينما وغيرها.

وتدل آخر الإحصاءات حسب الدكتور الطباع على أن التدخين يقتل سنويا 6 ملايين إنسان في العالم منهم 600 ألف مدخن سلبي أو ما يسمى التدخين اللاإرادي من بينهم 165 ألف طفل حيث تشير الأرقام إلى أن عدد المدخنين يزداد في الدول الفقيرة مقارنة بالغنية.

وتظهر الأرقام أن عدد المدخنين في سورية يصل إلى 4 ملايين مدخن بناء على قول الدكتور الطباع الذي أوضح أن الدراسات التي أجريت في سورية حول انتشار التبغ في المرحلة العمرية من سن 13 إلى 15 عاما خلال أعوام 2002- 2007-2010 بينت أن ثلث هؤلاء الأطفال من المدخنين أما نسبة المدخنين السلبيين بينهم فبلغت 50 بالمئة كونهم يتنفسون هواء ملوثا.

والأخطر في الموضوع حسب قول الطباع أن أضرار التبغ عندما يبدأ الشخص التدخين في عمر مبكر تجعله يعتمد على النيكوتين بشكل كبير ولا يستطيع تركه مستقبلا حيث يستمر الشباب بالتدخين بنسبة 90 بالمئة.

وتحذر منظمة الصحة العالمية أن “وباء التبغ” سيحصد أرواح ما يزيد على 8 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030 ما لم يتم اتخاذ إجراءات للتصدي له وسيقع أكثر من 80 بالمئة من هذه الوفيات بين أشخاص يعيشون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.