الشريط الإخباري

كتاب للصحفي الأمريكي جيريمي سكييهيل يفضح ممارسات شركة بلاك ووتر

موسكو-سانا

اعتبر المشاركون في طاولة مستديرة خصصت لمناقشة وتقديم كتاب “بلاك ووتر” للكاتب الصحفي الأمريكي جيريمي سكييهيل في طبعته الروسية في موسكو اليوم أن اسم شركة “بلاك ووتر” الأمنية أصبح مرادفا لجرائم القتل غير المعاقب عليها في عدد من دول العالم.

وأشار المشاركون إلى أن الكتاب يفضح ممارسات هذه الشركة العسكرية الخاصة في بلدان الشرق الأوسط وغيرها من بلدان العالم كما كشف عن الإنتشار المنفلت للشركات العسكرية الخاصة وعجز الدول الغربية عن مراقبة أنشطتها.

ولفت المشاركون في النقاش إلى أن “بلاك ووتر” وغيرها من الشركات العسكرية العاملة في حقل تعهدات الأعمال الحربية أصبحت “جيوشا ضخمة” ينحصر نشاطها بالمشاركة في النزاعات المسلحة في العالم مشيرين إلى دور الدول الراعية لها في تنفيذ مخططات جيوسياسية مختلفة وإلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تأتي في مقدمة الدول التي تنشئ مثل هذه الشركات على أراضيها.

2

وأوضح المشاركون أن هذه الشركات تسعى لزيادة أرباحها باستقدام وتجنيد الشباب العاطلين عن العمل والعمالة الأجنبية الرخيصة وخاصة من أبناء الدول الفقيرة الذين يقبلون بتعويضات مالية متدنية مؤكدين تورط الولايات المتحدة في تقديم كل الدعم اللوجستي لهذه الشركات في العراق وليبيا وأفغانستان كما تقوم حاليا إضافة إلى الدول الإقليمية التابعة لها بدعم الشركات العسكرية الخاصة التي تقاتل في سورية وتطلق عليها تسميات تمويهية تحمل صبغة دينية مثل تنظيمات “داعش والنصرة” والجبهة الإسلامية” وغيرها.

وأكدوا أن جوهر تلك التنظيمات لا يختلف أبدا عن “بلاك ووتر” وغيرها من الجيوش الخاصة بها وهذا ما أثبته العديد من الأدلة والوثائق حول قيام الولايات المتحدة ودول غربية وإقليمية بتسهيل نشوء وتمدد تنظيم “داعش” الإرهابي وتقديم المساعدات العسكرية والأسلحة له بهدف استخدامه كأداة في حربها ضد الدولة السورية.

ورأى المشاركون أن الكاتب الأمريكي سكييهيل الذي يعتبر “نجم الصحافة الاستقصائية المعاصرة” على دراية جيدة بالأوضاع الناشئة وبما يجري في مناطق النزاعات حيث تعمل الشركات العسكرية الخاصة كذلك في أروقة الإدارة الأمريكية وهو يقوم في كتابه بفرز تلك الخيوط السرية التي تربط بين الجانبين.

وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أكد الجنرال يوري بالويفسكي الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش والأسطول الحربي في روسيا أن الأمريكيين بدعمهم للإرهابيين في سورية أطلقوا تنظيم “داعش” الإرهابي الذي أصبح كيانا سرطانيا في سورية والعراق ويدعو علانية إلى التمدد في مجمل منطقة الشرق الأوسط.

3

وأشار الجنرال بالويفسكي إلى خطر هذا التحدي الذي بات يهدد الجميع بعد أن خرج عن السيطرة داعيا المجتمع الدولي الى وعي خطورة هذا التنظيم الإرهابي والقضاء على كل داعميه حتى لا تحدث مشكلة كارثية لا يمكن حلها نتيجة “الوضع المعقد جدا” بالنسبة للمنطقة ولسورية بشكل خاص مؤكدا أنه يجب الالتفاف حول سورية وشعبها وقيادتها والحفاظ عليها كدولة موحدة عصرية كما كانت سورية سابقا.

وأكد بالويفسكي أن روسيا “كانت ومازالت تقدم كل العون والدعم لسورية في المجالات العسكرية التقنية والسياسية والدبلوماسية وستواصل تقديم كل ما تحتاجه سورية في تصديها للإرهاب وتعول في ذلك على صمودها” مبينا أن ما يجري في سورية هو حرب مفتوحة تهدف إلى القضاء على الدولة السورية مشيرا إلى أن ما يحرك كل هذا العدوان هو “نزوة امتلاك الثروة المالية مقابل زرع القتل والدمار في كل مكان”.

من جهته اكد غيورغي كوتشكوف مدير دار كوتشكوف للطباعة والنشر الروسية التي أصدرت كتاب “بلاك ووتر” في تصريح مماثل أن بصمات الإدارة الأمريكية واضحة في تشكيل تنطيم “داعش” الإرهابي فهو لم يظهر من الفراغ مشيرا إلى أن الأمريكيين دعموا في البداية مجموعات “المعارضة المسلحة” في سورية ثم قاموا بتجميع وتسليح الفرق “المتشظية” عنها وأنه ليس سرا أن الولايات المتحدة خططت منذ أمد بعيد لإسقاط الحكومة السورية وبالتالي فإن كل ما نراه هناك هو من صنع أمريكا.

واعتبر كوتشكوف أن الأمريكيين لم يدركوا أن كل ما صنعوه يمكن أن ينقلب عليهم ويعمل ضدهم وهذا ما جرى في أفغانستان وفي ليبيا حيث يعملون في بادئ الأمر على التدخل في شؤون الدول ثم يخلقون الفوضى فيها عبر “اعتصامات وتظاهرات” تحت شعارات براقة ليتمكنوا فيما بعد من اشعال فتيل الحرب فيها مؤكدا أن الدول التابعة لأمريكا وفي مقدمتها السعودية تتعاون مع الولايات المتحدة” على قدم وساق “في تحقيق كل ما يطلب منها بالرغم من أن دولا” تعمل بخبث وسرية مثل تركيا تحاول أن تموه نشاطها العدائي لدول الجوار بمفاهيم إنسانية”.

بدوره أكد موسى حمزاتوف الخبير العسكري الروسي المستقل أن نشاط الشركات العسكرية الخاصة التي تزداد في العالم اليوم يؤدي إلى الفوضى لأنها لا تعتبر هيئات حكومية شرعية تملك الحق في حمل السلاح مشيرا إلى أن تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية الموجودة في الأراضي السورية حاليا تندرج في إطار هذه الشركات مشددا على أن تمويل هذه التنظيمات يأتي من دول أجنبية وبمبالغ كبيرة ومن غير المعقول أن يأتي من مصادر خاصة وعن طريق تبرعات من أنصارها يشترون بها الاسلحة والمعدات القتالية والذخائر اللازمة لها.

وفي مقابلة مماثلة قالت أولغا زينوفييفا الرئيسة المشاركة في منتدى ألكسندر زينوفييف أن “الإملاءات التي تريد الولايات المتحدة فرضها على سورية عبر ما ادعته من عولمة أصبحت واضحة للجميع وهي تبدأ بتشكيل مجموعات وكأنها مسالمة ولكن سرعان ما يتحول نشاطها إلى أعمال اغتيالات وقتل وتخريب”.

وشددت زينوفييفا على ضرورة تعزيز التلاحم في سورية قيادة وشعبا لمواجهة هذه المخططات العدوانية والتصدي لها في سبيل الحفاظ على سيادة سورية وصون وحدة أراضيها.