اللاذقية-سانا
أثبت الصناعي السوري أنه بإرادته أقوى من الإرهاب وهناك تجارب ناجحة لصناعيين انطلقوا مرة جديدة من الصفر بعد تدمير معاملهم وسرقة آلات منشآتهم مؤسسين ورشا صغيرة تشكل نواة لمعامل قادمة.
ويؤكد عدد من الصناعيين المشاركين في معرض صناعة الألبسة الولادية والنسائية والرجالية موداتكس أنهم يعملون بكل ثقة وتصميم وإرادة لاقلاع العجلة الصناعية في مدينتي حلب ودمشق للحفاظ على سمعة المنتج السوري الذي فرض حضوره في أسواق العراق وليبيا والجزائر ومصر ودول الخليج العربي رغم الظروف الصعبة الحالية.
ويشير مندوب غرفة صناعة حلب محمد حماض المشارك بالمعرض الذي حمل عنوان رمضان والعيد والمقام بالتعاون بين غرف صناعة دمشق وريفها وحلب واللاذقية لنشرة سانا الاقتصادية “إلى مواجهة الصناعيين لمعوقات العمل ومنها استخدام الأمبيرات الضخمة نتيجة الانقطاع الطويل وغير المنظم للتيار الكهربائي وهي ميزة تختص بها مدينة حلب حيث يتم تجميعها في منطقة الراموسة وتغذي تجمعات كبيرة بالكهرباء رغم أن استخدامها يؤدي إلى رفع تكلفة الإنتاج إضافة إلى تأمين يد عاملة خبيرة ومدربة بعد ما تعرضت له معامل حلب من تدمير وسرقة وهجرة الأيدي العاملة ذات الخبرة ما أدى إلى انخفاض كمية الإنتاج إلى النصف في بعض المعامل ووصل الأمر ببعضها الآخر إلى الإغلاق”.
وأقام الصناعي عماد الدبق المتخصص بصناعة الجلديات والأحذية ورشة في مدينة اللاذقية بعد تدمير الإرهابيين معمله بحلب موضحا أنه يسعى لتكون هذه الورشة نواة لمعمل كبير ويصف العمل خلال هذه الفترة “بالجيد” قياسا بالفترة السابقة حيث يسوق إنتاجه محليا وكمية قليلة منه يصدرها إلى بيروت.
ويؤكد الصناعي علاء تشتش صاحب معمل للألبسة الرجالية أن تدمير معمله الذي كان يشغل مئة عامل في الليرمون بحلب وسرقة الإرهابيين لآلاته وإرسالها إلى تركيا دفعه لتأسيس ورشة صغيرة في أحد الأحياء السكنية في مدينة حلب يعمل بها عشرة عمال ينتجون ألف قطعة أسبوعيا مشيرا إلى أنه إضافة للمعاناة من انقطاع الكهرباء هناك صعوبات في النقل وارتفاع أجوره الأمر الذي يحمل الصناعة المزيد من التكلفة.
ويتجاوز الصناعي أحمد بلول من دمشق مشكلة الأيدي العاملة من خلال تدريب بعض الراغبين بالعمل على نفقة المعمل ومن ثم زجهم في الورشات فيما يشير صاحب معمل للألبسة الرجالية والسبورات بدمشق إلى أنه يصدر إلى عدد من الدول العربية ويسعى إلى مواجهة صعوبات تامين مستلزمات الإنتاج مثل الخيوط ذات النوعية الجيدة والأقمشة الممتازة غير المتوفرة في الأسواق المحلية من أسواق خارجية.
ويلفت مدير عام هيئة تنمية وترويج الصادرات ايهاب اسمندر إلى سعي الصناعيين الجاد لإعادة بناء صناعة الألبسة الوطنية وخاصة أن العديد منهم “يبدأ من الصفر مرة أخرى بعد أن كان لديه معمل كبير وعدد عماله يتجاوز المئة عامل بينما الآن تراجع عدد العمال وانخفض الإنتاج إلى عشرة بالمئة عما كان ينتجه في السابق” مؤكدا ضرورة العمل بروح التعاون والتكامل وتعزيز التنافسية التي تشكل عنصرا أساسيا لتحقيق النجاح وفق أفضل المواصفات القياسية العالمية.
ثناء شحرور- ابتهال مصطفى