الشريط الإخباري

الهوية الوطنية… ندوة في اتحاد كتاب حمص

حمص-سانا

تتضافر العناصر المكونة للهوية الوطنية، ولكنها لا تزال تحتاج إلى رؤى وأفكار حول بلورتها وفهمها بالشكل الصحيح وبما يكرسها من جهة وينهض بها من جهة أخرى، وهو ما تناولته الندوة الفكرية التي نظمها فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب، بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين الأكاديميين، وجاءت بعنوان “الهوية الوطنية، أفكار حول الهوية”.

ولفتت مديرة مدرسة الإعداد الحزبي الفرعي بحمص الدكتورة ميادة رزوق إلى أن الهوية السورية هي مظلة كل السوريين من كل الطوائف والمناطق والأعراق والعائلات، وهي جزء لا يتجزأ من الهوية العربية، كما تعني الانتماء للأرض أي للوطن الذي هو مجموعة من القيم والأخلاق التي يجب أن تنعكس أفعالاً تفضي إلى استقراره والدفاع عنه واحترام قوانينه.

وتوقفت عند مفهومي العروبة كهوية ثقافية وحضارية، والهوية الإسلامية كهوية دينية ثقافية لا تقصي الآخر، لافتة إلى دور الأسرة الفاعل في بناء المجتمع وتكريس مفهوم الهوية الوطنية والانتماء الوطني.

وارتأت أن مواجهة التحديات الخارجية الهادفة إلى زعزعة استقرار الدول العربية وتقسيمها تكمن في تكريس الانتماء كحالة وعي وليس مجرد شعور، وتعزيز المفهومين الحضاري والثقافي للعروبة والاستثمار الأمثل للعولمة.

بدوره قدم الكاتب والباحث يزيد جرجوس وجهة نظره حول الهوية التي يرى أنها مجموعة من العناصر والصفات التي تتقارب فيها مجموعة من البشر على المستوى الجماهيري، وتشمل الأرض واللغة والتاريخ والحضارة والثقافة، وكل تلك الأمور المعاشة تبني لديهم الشعور المشترك والطموح أو ما يسمى الانتماء.

ورأى جرجوس أن الهوية تتشكل من طبقات تبدأ من الفرد فالعائلة فالمنطقة فالدين وصولاً إلى الوطن والقومية فالإنسانية.

وتوصل الباحث إلى أن الهوية هي فعل تجميع بطيء، وهي رغبة في التلاقي وليست دافعاً للرفض، وأنه علينا كسوريين تطوير هويتنا من خلال استثمار التكنولوجيا بما هو بناء لحضارتنا وليس هداماً لها.

وقدم الباحث والناقد عطية مسوح شرحاً عن مراحل تطور الهوية القومية ومحاولات المفكرين والنهضويين العرب في إبراز ملامحها.

واستنتج مسوح أن الهوية تتجلى بجانبين متلازمين، الأول أن ندرك من نحن، والثاني أن نعرف كيف نقدم أنفسنا للآخر، وأن الهوية الوطنية مرتبطة إضافة إلى العناصر الأساسية التي تؤلفها بعناصر موروثة وأخرى مكتسبة، ولكي تظل هويتنا في حالة تطور ونهوض عصري علينا تغليب العناصر المكتسبة على الموروثة.

ونبه الباحث مسوح إلى أن تنشيط الهوية الفردية ضمن المجتمع والاهتمام بالطاقات والقدرات والمواهب هي ركائز النهوض بالهوية الوطنية، إلى جانب مواكبة العولمة التي أصبحت أمراً واقعاً لكن بالوعي بإيجابياتها والابتعاد عن سلبياتها التي تشكل خطراً على الفكر والهويات القومية.

حنان سويد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen

انظر ايضاً

نحن والآخر بين التقليد والتغريب… محاضرة باتحاد كتاب حمص

حمص-سانا لعبت التكنولوجيا والاحتكاك مع الغرب دوراً كبيراً في تغيير ثقافة مجتمعاتنا العربية، وأصبح التقليد …