دمشق-سانا
تبحث الشاعرة راميا بدور عن التميز في الكلمات والتفرد في المعاني، وتجسد في أشعارها حالات تتعلق بالإنسان والوطن لتكون رقماً صعباً في الساحتين الشعرية والفنية من خلال كلمات أغانيها التي تكتبها بريشة رسام وبأحاسيسها الرقيقة وحروفها المفعمة بالحب والبساطة والعفوية.
واستطاعت الشاعرة بدور أن تنال السبق مؤخراً في أن يغني من كلماتها المطرب الكبير هاني شاكر، لتكون بذلك صاحبة أول عمل يغنيه أمير الغناء العربي بغير اللهجة المصرية والتي اعتبرت تعاونها معه تجربة مهمة أضافت بريقاً خاصاً لمسيرتها الفنية والشعرية.
وفي مجال الشارات الغنائية تتميز قصائد بدور بالتنوع والاختلاف فهي تمزج الفصيح بالعامي، والوجداني بالوطني والإنساني حتى باتت أعمالها في مسلسلات مثل تخت شرقي وأيام الدراسة وهواجس عابرة والدبور أيقونات يستعيدها الجمهور بشكل منفصل، ناهيك عن كتابتها لعدد من الفنانين السوريين والعرب، إضافة إلى مقالاتها الصحفية والنقدية.
الشاعرة بدور تحدثت لـ سانا عن آخر أعمالها الشعرية الغنائية والتي كانت مع الفنان الكبير هاني شاكر في أغنيته “يا ويل حالي” التي لحنها الملحن اللبناني هيثم زياد قائلة: “إن الأغنية كانت جاهزة وهي بطريقة “ديمو”، بحيث يتم تجهيز الكلام واللحن لتصبح جاهزة لإرسالها للفنان لكي يسمعها، حيث قام ملحنها بإرسالها للفنان هاني شاكر الذي أبدى إعجابه بكلماتها وألحانها وغناها بأسلوبه وحصدت ملايين المشاهدات خلال فترة وجيزة من إطلاقها على طريقة الفيديو كليب”.
وعبرت بدور عن سعادتها بهذه التجربة، والتي وصفتها بالجميلة والغريبة في الوقت نفسه باعتبار أن الجمهور العربي ليس معتاداً على الفنان شاكر بأن يغني بلهجة غير اللهجة المصرية، وهذه التجربة هي الأولى له في غنائه بلهجة بلاد الشام، واصفة إياها بالمهمة والمميزة في مسيرتها الشعرية والفنية.
وعن إمكانية أن يكون هناك تعاون ثان مع الفنان شاكر، أشارت صاحبة شارة مسلسل أيام الدراسة إلى أن الأمر وارد جداً باعتبار أن الفنان عندما تتكون لديه فكرة عن النفس الشعري الموجود عند الشاعر يتحمس أكثر لتكرار التجربة، وخاصة أن الأغنية التي غناها لاقت رواجاً كبيراً بين الجمهور العربي، إلا أن هذا التعاون يمكن أن يكون باللهجة المصرية باعتبارها تكتب بلهجات أخرى متعددة.
وعن اختيارها التركيز على كتابة الشارات الغنائية، بينت بدور أن الشارة الغنائية عنصر مهم جداً في شهرة المسلسل، حيث إن الكثير من الأعمال الدرامية لاقت شهرة واسعة بسبب شاراتها الغنائية، وأحياناً تكون أهم من العمل باعتبارها تجسد هوية العمل التي أصبحت في السنوات الأخيرة عنصر جذب مهما لمشاهدة العمل الدرامي ومتابعته، لافتة إلى أنها لم تختر التركيز عليها، وإنما جاءت بالصدفة البحتة، وكانت المدخل في مسيرتها الشعرية الغنائية.
وعن الفرق بين كتابة الشارة والأغنية، أوضحت صاحبة شارة مسلسل تخت شرقي أنه يكاد يكون معدوماً، أما النفس الدرامي فيكون حاضراً وبقوة أثناء كتابة شارة المسلسل، إضافة إلى الالتزام بفكرة النص، حيث يقوم الكاتب أو الشاعر بتخيل فكرة العمل ويجسده بأغنية، فالفرق هو أن الشارة تكون بمحتوى معين، أما الأغنية فأنا أقوم بكتابتها بشكل يتعلق بالحالة التي أعيشها ولا تحتاج إلى وقت طويل.
ولفتت بدور إلى أن الشارات الغنائية الدرامية هي الأحب إلى قلبها، وعلى الكاتب أو الشاعر أن يكون على علم ودراية بما هو دارج على الساحة ويكتب على أساسه لإرضاء الجمهور، باعتبار أنه ليس بالضرورة أن الشيء الذي تحبه هو المطلوب والمرغوب، لأن الغاية ليست فقط معنوية وإنما أيضاً مادية.
وباعتبار أنها متنوعة في كتابتها لأغان وطنية وإنسانية واجتماعية ترى بدور أن على الشاعر أن يكون متنوعاً في كتاباته الشعرية والغنائية، وأن يكون قريباً من الناس ليستطيع كتابة جميع الحالات، وليحقق ذاته كشاعر، مستشهدة بكتابتها قصيدة بعيد المرأة العربي لتغنيها فنانة فلسطينية.
وبينت صاحبة الأوبريت الوطني شمس الحلم أن الساحة الفنية السورية تمتلك الكثير من الشعراء الشباب الذين يكتبون الشعر الغنائي، لكن المتواجدين على الساحة قلائل جداً باعتبار أن الفنان أو الملحن أو الموزع عندما يتعاونون مع أي شاعر أو كاتب يكتب بطريقة جميلة يبقى هو الأهم بالنسبة لهم ولا يلتفتون أبداً لغيره، حيث إن الشاعر الجديد يجد دائماً صعوبة في اختراق دائرة الوسط الفني أو الغنائي.
وحول دور وسائل التواصل الاجتماعي في كسر هيمنة شركات الإنتاج على التسويق لأسماء معينة رأت بدور أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكسر من هيمنة الإنتاج فحتى الآن هناك أسماء معينة تقترح على شركات الإنتاج أو هي التي تختارها بناء على نجاحها بعدة أعمال غنائية، حيث تكون فرصة الجدد ضعيفة إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي فسحت المجال للفنان ليصل إلى بعض شركات الإنتاج ليحصل على فرصة مع شركة إنتاج معينة.
وعن تعاملها المتكرر مع الموسيقار رضوان نصري أشارت صاحبة شارة مسلسل حريم الجاويش إلى أنه عندما يقتنع الملحن بموهبة الشاعر يرغب بتكرار التجربة معه لقناعته بأنه يلبي الفكرة التي يريدها، معبرة عن أمنتيها بالتعامل مع عدد من الملحنين السوريين والعرب الذين يمتلكون رصيداً مهما في تاريخ الأغنية العربية ومع المطربين العرب الكبار الذين يمتلكون أصواتاً جميلة وقوية.
وعن جديدها أشارت بدور إلى أنها تمتلك عدداً كبيراً من الأغاني لنجوم سوريين وعرب، وأصوات شابة جديدة على الساحة الغنائية، إضافة إلى مشاركتها بكتابة لوحات لأكثر من عمل في رمضان، ناهيك عن ديوانها الشعري الجديد الذي سيبصر النور قريبا.
شذى حمود
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen