آداب عبد الهادي: ضرورة تخلص النقد من المجاملة والإطراء

دمشق-سانا

أكدت الأديبة الناقدة الدكتورة آداب عبد الهادي أهمية النقد في المحافظة على جودة الأدب ومنع تفشي الرداءة، مشيرة إلى ضرورة التخلص من المديح والإطراء، لأنه يؤدي إلى تردي جودة الأدب وإفساد ذائقة الأجيال.

وفي حديث لـ سانا قالت عبد الهادي: إن الأدب هو ما يربط بين الرواية والنقد والدراسات رغم اختلاف هذه المفاهيم، فالرواية لا يمكن أن تقوم دون بحث ودراسة، والنقد أيضاً هو بحث ودراسة وما يختلف بينهما هو المنهجية، مضيفة: إن النقد الأدبي علم موجه لدراسة الظواهر والإنتاجات الأدبية بمختلف أشكالها ومنها الرواية، لذلك فإن العلاقة وطيدة بين هذه المفاهيم.

وترى عبد الهادي أنه كلما كان النقد الأدبي جاداً وجيداً كانت النتاجات الأدبية جيدة، وكلما كان رديئا ساهم بظهور ظواهر أدبية غثة ولا يمكن لأي شخص أن يكون ناقداً، فالنقد يحتاج إلى موهبة ودراسة فهو علم مرتبط بالكثير من العلوم وخاصة علم النفس لأنه يدرس السلوك الإنساني والإنتاج الأدبي هو نتيجة للسلوك الإنساني، ومهمة الناقد هي البحث في هذا الإنتاج واستيضاح وإظهار جوانبه كافة الإيجابية والسلبية وإصدار الأحكام عليها.

وأشارت عبد الهادي إلى أن مسؤولية الناقد كبيرة وتفوق مسؤولية الأديب للمحافظة على جودة الأدب، فعندما يتخلى الناقد عن مسؤوليته لصالح المديح يساعد على انتشار الترهات، وبالتالي إفساد الذائقة العامة والمساهمة في إفساد الجيل وتردي جودة الأدب، لافتة إلى أن الناقد مسؤول أمام نفسه وأمام وطنه عن المحافظة على جودة تراثنا ووجودنا الأدبي الآن وغداً.

وقالت عبد الهادي: أنا لا أذهب إلى الكتابة بل هي التي تأتي إلي، حيث تداهمني فكرة بإلحاح، وعندما أجد أنها اختمرت في ذهني أقوم بتفريغها على الورق، سواء كانت هذه الفكرة رواية أم نقدا أم دراسة، موضحة أن أي عمل روائي حتى لو كان من الخيال فله أساس واقعي، ففي روايتها كوثر يشعر القارىء أنه يعرف الأمكنة تماماً وأن الأحداث ليست غريبة عنه، لكن قصة كوثر ليست حقيقية بل واقعية، أما امرأة من خزف فهي رواية رمزية تحاكي الواقع تماماً، حيث إن الكتابة تحتاج إلى خصوبة الخيال وسعة المعرفة.

وبما يخص تراجع الشعر بينت الأديبة عبد الهادي أن الذاتية هي من أهم الأسباب، فغالبية من يسمون أنفسهم شعراء لا يكتبون شعراً وإنما يصورون ما يعتمل بدواخلهم من مشاعر وأحاسيس بلغة ساذجة باهتة، وبحجة الحداثة يتم استخدام النثر أحياناً دون وجود مقومات الموهبة والثقافة، التي تهم القارئ وخاصة حاله وحالة وطنه، والشاعر اليوم معزول تماماً عن قضايا الناس، متقوقع في ذاته ظناً منه أنه العالم كله، لافتة إلى أن الشعراء الحقيقيين موجودون، لكن الغث الذي طغى على السطح دفع الكثير منهم إلى الانزواء والابتعاد.

وأوضحت عبد الهادي أن الرواية سجلت منذ نهاية القرن الماضي تفوقاً كبيراً على باقي الأجناس الأدبية، بما فيها الشعر وأنها استطاعت بجدارة معالجة قضايا المواطن النفسية والاقتصادية والاجتماعية وأن تكون قريبة منه تعكس وجهة نظره وميوله واتجاهاته وهذا ما عجز عنه الشعر مؤخراً مع العلم أنه وعبر الأزمان الفائتة هو من كان يقوم بهذه المهمة.

يذكر أن الأديبة والناقدة آداب عبد الهادي دكتورة في علم النفس وترأست العديد من الدوريات الثقافية منها نبض الشارع الورقية، وشاركت ببرامج ثقافية وتلفزيونية وكتبت عدداً من السيناريوهات التلفزيونية منها عناق الدم التاريخي والشيطانة والفجر وغيرها وعدداً من الروايات، منها الصقيع وإبراهيم وغيرها والعديد من الدراسات النقدية.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

فرع كتاب حماة يجمع أدباء مخضرمين بقاصين شابين في لقاء واحد

حماة-سانا استضاف فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب أربعة أدباء من أجيال مختلفة على مائدة شعرية …