مواقف تعبر عن هوية أصحابها-الوطن العمانية

يوما بعد يوم تؤكد الولايات المتحدة وصبيها المدلل كيان الاحتلال الإسرائيلي أنها أصبحت تمتلك أدوات وأذرعا إرهابية، وكذلك واجهات وأقنعة مزيفة لإضفاء شرعية بحاجة إلى شرعية، تنفذ أجندات الهيمنة والتوسع في العالم بوجه عام وفي المنطقة بوجه خاص، وتلك الأدوات والأذرع تمثلت في تنظيمات إرهابية بمسميات وأشكال متعددة، ولدت من رحم الأم تنظيم القاعدة، في حين تمثلت الواجهات والأقنعة في شكل داعمين إقليميين، تنفذ ما يمليه عليها السيد الأميركي والإسرائيلي، ومن خلال مسار الأحداث في المنطقة وخاصة في سورية والعراق أن لها وظيفة واحدة وهي رعاية الإرهاب وتمويله لإنجاح المشروع الصهيو ـ أميركي، وبالتالي غدت تلك الأدوات المتمثلة في تنظيمات الإرهاب والواجهات والأقنعة وجهين لعملة صهيو ـ أميركية إرهابية واحدة.

فالتنظيمات الإرهابية مما يسمى “داعش والنصرة والجيش الحر والجبهة الإسلامية وأحرار الشام ولواء المثنى وفيلق الشام وجيش الإسلام وغيرها، وصولا إلى ما يسمى جيش الفتح” لها وظيفة واحدة وهي قذف كرات الإرهاب الحارقة إلى أوسع نطاق ممكن في المنطقة وحرق أخضرها ويابسها، وإبادة وتهجير أكبر عدد ممكن من الشعوب العربية المستهدفة التي أثبتت تاريخيّا ـ ولا تزال تثبت ـ أنها مع دولها وحكوماتها ضد الاحتلال الإسرائيلي ومشاريع الهيمنة والاستعمار وضرب مقومات الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة، بالإضافة إلى قيام هذه التنظيمات والأدوات الإرهابية بإحداث تدمير هائل في البنى الأساسية وقطع أوصال النسيج الاجتماعي، فيما الوظيفة الأخرى يجب أن يتكفل بها الوجه الثاني من العملة المتمثل في الداعمين الإقليميين، وتتمثل في التمويل والدعم اللوجستي للوجه الأول من العملة، وإقامة الغطاء الشرعي لشرعنة العملة الصهيو ـ أميركية الإرهابية في المنطقة.

وبالنظر إلى وجْهَي عملة الإرهاب الصهيو ـ أميركية، لم يكن “داعش” وحده الذي أنشأته أجهزة الاستخبارات الأميركية، ينوب عن كيان الاحتلال الإسرائيلي في استكمال مشروعه الاستعماري التوسعي في المنطقة، عبر إبادة سكانها وتهجير من ينجو منهم نحو البحر ليلقوا مصيرهم المحتوم إلا من كُتِبَ له عمر جديد، ونهب ثرواتها وسرقة تاريخها الحضاري والإنساني، بل إن وجْهَي العملة السالف بيانهما هما من ينوب لتحقيق الأحلام التلمودية الإسرائيلية ومشروع ما يسمى “الشرق الأوسط الكبير”.

وما دامت أدوار إضفاء الشرعية مرتبطة بالميدان، فإنه ليس مفاجئا أن يأتي قرار طرف من أطراف الوجه الثاني من العملة الإرهابية رافضا حضور مؤتمر جنيف الثالث الذي يُحَضِّر له ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية؛ لأن هذا الطرف مثل بقية الأطراف الأخرى المكونة للوجه الثاني من العملة لا يملك قراره أساسا، وينطبق عليه القول السائر “لا يحل ولا يربط” فهو مجرد أداة من الأدوات المأجورة تابعة لغرف عمليات الاستخبارات الصهيو ـ غربية وتدار من قبلها، حيث جاء هذا الرفض تراجعا عن قرار سابق بالموافقة على حضور مؤتمر جنيف الثالث، دفعت إليه السيطرة “المؤقتة” للتنظيمات الإرهابية في كل من إدلب وريفها وتحديدا جسر الشغور، وفي القلمون، حيث كانت الأحلام والأوهام تسبق الواقع، وتحاول القفز بباطلها فوق حقائق المكان والزمان، وإلغاء الفرق بين من يملك قضية وطنية كبرى ومسؤولية أخلاقية، ويمتلك الأرضية الشرعية والقانونية، وبين من هو خاوٍ خائب مأجور لا يملك إلا تلك الحفنة من الدولارات التي استؤجر بها، فقد كان الرهان على إقامة (إمارات) للإرهاب في إدلب وريفها وفي القلمون ودير الزور والرقة وحلب والحسكة وغيرها، في حين تبين أن هذه الإمارات أشبه بجبال ملح بمجرد ما تسقط عليه دفقة ماء ذاب، وهذا هو واقع هذه الإمارات لأنها بنيت على باطل ودمار وخراب وإرهاب وتآمر ودسائس، عمادها إرهابيون وتكفيريون وأصحاب سوابق جلبوا من أصقاع العالم، وبالتالي قرار رفض الأدوات والمأجورين حضور مؤتمر جنيف الثالث من عدمه لا يملكونه، وإنما هو قرار سيدهم الذي يديرهم.

رأي الوطن

mms

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …