تونس-سانا
قامت السلطات الأمنية التونسية مؤخرا بمنع 150 مراهقا خططوا للسفر الى سورية عبر تركيا باستعمال تراخيص أبوية مزورة وأخرى تم امضاؤها تحت التهديد للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية حسب الشكاوى المقدمة من عائلاتهم.
ونقلت صحيفة الشروق التونسية عن مصدر أمني تونسي قوله..ان الشكوك حول وجود تجاوزات من قبل العشرات من المراهقين للحصول على تراخيص أبوية انطلقت حين قامت دورية امنية بمطار تونس قرطاج بمنع مراهق لا يتجاوز عمره 16 سنة من السفر الى تركيا وكان حينها مضطربا ومنزعجا ما جعل شكوك الأمنيين تتجه نحوه حيث قام احد عناصر الأمن في المطار بالاتصال بوالده الذي كان خائفا من ابنه.
وأوضح المصدر ان والد الشاب المتهم في القضية اعترف لرئيس الدورية الأمنية انه اضطر إلى إمضاء الترخيص الابوي لابنه بعد ان هددهم بحرق المنزل وقتل كل افراد العائلة ان لم يحصل على وثيقة السفر مؤكدا انه على اثر هذه الحادثة تم اتخاذ إجراءات أمنية صارمة لمراقبة هذه التجاوزات الخطيرة.
وقال المصدر الأمني.. ان الاجهزة الامنية في تونس فتحت على الفور ملفا للتحقيق في قضايا اجبار عدد كبير من العائلات على امضاء تراخيص ابوية مبينا انه تم اكتشاف وجود حالات اخرى من العائلات التي تعرضت إلى ضغوطات من ابنائهم المتطرفين مشيرا في هذا الصدد الى قيام والدة مراهق تونسي يبلغ من العمر 17 سنة برفع قضية عقوق ضد ابنها الذي اعتدى عليها بالعنف وقام بإهانتها من اجل اجبارها على امضاء ترخيص ابوي ليستطيع استخراج جواز سفر والالتحاق بتنظيم “أنصار الشريعة” الإرهابي في ليبيا.
وأكد المصدر ان الأجهزة الأمنية قامت باتخاذ اجراءات مشددة ضد المراهقين الراغبين في السفر الى ليبيا او سورية للالتحاق بالجماعات الارهابية هناك قائلا.. انه تقرر حضور الولي مع ابنه أثناء السفر وخاصة في الرحلات المتعلقة بتركيا أو المغرب.
وأضاف أن الاجراءات شملت ايضا ادارات منح جوازات السفر الى المراهقين حيث تم اعلامها بالتثبت رسميا من التراخيص الابوية مشيرا الى انه تم التأكد من وجود تراخيص مزورة نجح عدد من الشباب المراهقين في السفر بها واستغلالها للحصول على وثائق رسمية.
وشدد المصدر الامني على ضرورة ايقاف نزيف تسفير الشباب التونسي لرميهم في حضن الارهابيين وبيعهم للتنظيمات الارهابية مقابل مبالغ مالية قائلا.. ان أحد الآباء ويدعى م.ع قام ببيع ابنيه من زوجته الأولى لشبكة تسفير المقاتلين الى سورية مقابل 40 الف دينار ليعلم مؤخرا انهما قتلا ودفنا هناك.
من جهة أخرى تطرق المصدر الى استغلال شبكات تسفير الشباب المراهقين وخاصة الذين يعيشون مشاكل عائلية واجتماعية على غرار طلاق الوالدين او الظروف المادية الصعبة موضحا ان الجماعات المتطرفة تقوم بدراسة اوضاع ضحاياهم قبل التغرير بهم وغسيل أدمغتهم واستغلالهم للقتال في ليبيا أو سورية مؤكدا ان المئات من هذه الشبكات مازالت تنشط خلسة في تونس.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية التونسية مؤخرا ان الوحدات الامنية تمكنت من القبض على 150 عنصرا من شبكات تسفير الشباب الى سورية مشيرة الى ان الأجهزة الأمنية تلاحق شبكات أخرى تسببت في سفر نحو ألف مواطن تونسي في الفترة الأخيرة بمقابل مالي يسلم إلى عائلاتهم.