أمين عام حلف الناتو: اتخاذ القرار بإقامة ما يسمى منطقة عازلة في سورية ليس من صلاحياتنا

أنطاليا-تركيا-سانا

جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ موقف الحلف القائم على أن إقامة ما يسمى منطقة عازلة في سورية وفق ما تطالب بعض الجهات والدول الإقليمية ليس من صلاحيات الحلف.

وقال ستولتنبرغ في اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو الذي عقد اليوم في مدينة أنطاليا التركية إن “الحلف لن يتخذ القرار بإقامة منطقة عازلة في سورية خلال اجتماعه” موضحا أن هذه المسألة ليست من صلاحيات الناتو وقد تم تناول هذا الموضوع أكثر من مرة خلال مختلف الاجتماعات وفي مختلف الأوقات ولكن الحلف ليس هو من يقرر مسألة إقامة منطقة عازلة أو عدمها في سورية.

يشار إلى أن النظام التركي وبدعم من أنظمة الخليج سعوا بشكل مستمر إلى دفع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين إلى العمل لإقامة ما سموه مناطق عازلة شمال سورية بهدف تجميع الإرهابيين التكفيريين فيها وجعلها منطلقا لعدوانهم على الشعب السوري وتبرير تدخلهم العسكري المباشر إلى جانب الإرهابيين فيما ردت الإدارة الأمريكية بأن الموضوع “مكلف بشريا ولوجيستيا ويحتاج إلى دراسات معمقة”.

وحول المشاركة في تحالف واشنطن المفترض ضد تنظيم داعش قال الأمين العام لحلف الناتو إن “الحلف لا يشارك بشكل مباشر في عمليات هذا التحالف مع أن جميع الحلفاء يشاركون في الغارات الجوية التي يشنها في العراق وسورية” موضحا أن الناتو “ليس هو الجهة التي تقود التحالف وتتخذ القرارات”.

ودعا ستولتنبرغ إلى تطبيق كامل لاتفاقيات مينسك لحل الأزمة في أوكرانيا ومراقبة نظام وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة معتبرا أن “وقت العمل حان وهناك حاجة ملحة للتطبيق الكامل لاتفاقيات مينسك”.

وحول العقوبات المفروضة على روسيا قال الأمين العام لحلف الناتو “مازلنا نؤيد العقوبات على روسيا بسبب أفعالها تجاه أوكرانيا ومع ذلك نحتفظ بنافذة الحوار السياسي مفتوحة معها”.

بدوره دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تصريحات له قبيل اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو إلى “ترتيبات دفاعية أوضح بين دول الخليج والولايات المتحدة والحلف الأطلسي” من أجل مكافحة ما سماه الإرهاب.

وقال كيري “اعتقد أن جميع الدول الأعضاء في الحلف على قناعة بأن وضع ترتيبات دفاعية أوضح مع دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول الصديقة وبين الولايات المتحدة سيكون أساسيا لمساعدتها على التصدي للإرهاب” معتبرا أن هذا “النوع من الاتفاقات يمكن أن يساعد على مكافحة بعض الأنشطة التي تجري في المنطقة والتي تزعزع جميع هذه الدول”.

ووفقا لمراقبين فإن هذه التصريحات تأتي في إطار المحاولات الأمريكية لتوقيع المزيد من صفقات الأسلحة وإقامة اتفاقات أمنية أكبر مع ممالك ومشيخات الخليج التي سيعقد زعماوءها اليوم اجتماعا مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن.

وحول الوضع في أوكرانيا قال كيري إن “الوقت حاسم من أجل أن تتحرك روسيا والموالون لها في شرق أوكرانيا” على حد تعبيره من أجل “الالتزام باتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه لوقف المعارك في هذا البلد”.

وأضاف أنه من الحاسم أيضا السماح لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالدخول إلى مناطق النزاع لمراقبة تطبيق الهدنة.

وكان كيري التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في مدينة سوتشي أمس حيث أكد الجانبان أهمية التزام أطراف الأزمة في أوكرانيا بتطبيق اتفاقية مينسك.

وتم توقيع اتفاقيات مينسك فى 12 شباط الماضى بعد مفاوضات أجراها قادة دول رباعية النورماندى وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلا أن القوات الأوكرانية تواصل خرقها لهذا الاتفاق.

يشار إلى أن اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو في أنطاليا سيبحث قضايا عدة منها الأوضاع الأمنية في ليبيا والعراق كما من المتوقع أن تطلع فيدريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي الوزراء على مقترحات الاتحاد الأوروبي بشأن إطلاق مهمة عسكرية للإمساك بقوارب مهربي البشر في المتوسط وتدميرها وهي القوارب التي تستخدم في نقل المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر في البحر المتوسط.

ومن المتوقع أن يركز وزراء خارجية دول الناتو خلال لقائهم في أنطاليا على موضوع محاربة تنظيم داعش الإرهابي بالدرجة الأولى بدلا من الأزمة الأوكرانية التي كانت في صلب اجتماعات الحلف لأكثر من عام إضافة إلى مناقشة ما إذا كان الحلف سيحتفظ بوجوده في أفغانستان بعد انتهاء مهمة التدريب التي ينفذها حاليا حتى نهاية 2016.

انظر ايضاً

بقائي: على أمين حلف الناتو الجديد التصرف بمسؤولية تجاه حالة انعدام الأمن المتزايدة المفروضة على العالم

طهران -سانا دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الأمين العام الجديد لحلف “الناتو” …