الشريط الإخباري

غرقٌ في المستنقع-صحيفة الثورة

لا يمكن الاعتماد طويلاً بجدية على أن داعمي المعارضات السورية يشكلون وسيلة التوحيد لمواقف هذه المعارضات..؟! كأن نقول مثلاً الائتلاف عند قطَر والمجلس عند تركيا والسعودية تعمل اليوم لخلق مجموعة جديدة…

لطالما شكّل تعدد هذه المعارضات وتباين مواقفها وتنابذها، العقدة الأهم والأغلظ في امكانية قيام حوار سياسي سوري – سوري. المشكلة الأعوص، وأنا أحصر كلامي هنا بالمعارضة السياسية، أن الدول الداعمة في موقفها من المسألة السورية تعاني من عدة مشكلات، منها:‏

أنها غير متفقة بين بعضها ! وربما تتجاوز خلافاتها التي استمرت تعلن عن نفسها رغم محاولات التكتم والإخفاء، خلافات المعارضات نفسه، أو تمثلها تماماً بسبب تشابه الصانع مع المصنوع.‏

إنها من ناحية ثانية لا تعوّل -هي نفسها الدول الداعمة- كثيراً على تنظيمات المعارضة التي خلقتها، أقول: تنظيمات ولا أقول معارضين – ولا تثق بمقدرتها وتعوّل أكثر على التنظيمات المسلحة الإرهابية وبشكل خاص منها جبهة النصرة، أكثر من داعش. حتى وإن تصورنا الولايات المتحدة أنجزت مع الأردن وتركيا والسعودية مهمة تدريب معارضة تستجيب لرغباتهم. سيظل الفعل الحقيقي في الميدان للتي صنعتها مسبقاً بكل تنوعاتها وتشتتها والتي تجمعها يافطة الإرهاب.‏

ثالثاً وهو الأهم – برأيي – أن الدول الداعمة بمعظمها أصيبت باللعنة السورية ولا تستطيع أن تصوّر مستقبلاً لها في المنطقة تحصد من خلاله نتائج جهودها في تدمير سورية. في حين استمرت سورية «النظام والحكومة والجيش» على إثبات موجودية حقيقية بات يعرفها الجميع.‏

يحاولون إغراق الحالة السورية بجحافل الإعلام تتبجّح بانتصارات المسلحين وتشمت بتراجع، أي تراجع يحصل للقوات النظامية، وتتغنى بخذلان يتصورونه لسورية من حلفائها. انتبهوا إلى انتصارات هذه الجحافل الإعلامية في تحليلاتها واستنتاجاتها، فهي تقوم وتحلل وتربط وتتماهى وكل شيء… على أساس: توزيع سورية إلى مناطق صراع للنفوذ، ليس بينها أبداً سورية يقاتل من أجلها الجيش العربي السوري ؟!‏

منذ البدء عبّرت سورية ومن خلال الرئيس الأسد عن مستنقع يُعدّ لإغراق المنطقة من خلال محاولات إغراق سورية، وهو الحاصل حتى اليوم إلى حد كبير، والمستقبل ينذر بما هو أسوأ، ولاسيما بعد بطولات السعودية ومن معها من جبناء العرب وقد وجدوا باباً للبطولة من خلال اعتدائهم الإجرامي على اليمن المنهك.‏

في هذا المستنقع تخوض قوارب للنجاة ليست أكثر فشلاً من القوارب التي تمضي بالعرب إلى عبودية القرن الواحد والعشرين على الشاطئ الآخر للمتوسط.‏

على قارب كامب الأميركي ديفيد للنجاة بدول الخليج، الملك السعودي سليمان «حكيم زمانه» يرفض اعتلاء ظهر القارب ويرسل ولي عهده الجديد !! أتراه هو الذي قرر أم ولي العهد الذي تصرف ؟! وبمن ترحب الولايات المتحدة أكثر ؟؟!! وأطرف ما في الحكاية ما برر به «الجبير» وزير خارجية السعودية سر غياب الملك سليمان عن الكامب بأنه سيكون مشغولاً بالوضع الانساني في اليمن حيث يبدأ سريان الهدنة !!! هل ثمة أسمج من ذلك ؟!‏

بقلم: أسعد عبود

انظر ايضاً

المبادرات والحلقات المفرغة…صحيفة الثورة

لا وضوح فعلياً في المبادرات المحتملة التي يتم الحديث عنها حول المســــألة السورية، وضمن ذلك …