ظريف: أهمية تبادل الثقة خلال المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1

فيينا-سانا
جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم التأكيد على أهمية تبادل الثقة خلال عملية المفاوضات التي تجري حاليا بين إيران ومجموعة /خمسة زائد واحد/ في العاصمة النمساوية فيينا حول البرنامج النووي الايراني.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ظريف قوله في تصريح له على حسابه في تويتر “لن أشارك في توجيه اللوم أو التلاعب… بل سأعمل بجهد صادق من أجل التوصل إلى اتفاق وأتوقع الأمر نفسه من مفاوضي مجموعة /خمسة زائد واحد/ الذين يسعون في فيينا إلى إبرام اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني قبل حلول 20 تموز الجاري”.
وردا على وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اعتبر في وقت سابق أن “من الحيوي التأكد من عدم تطوير إيران سلاحا نوويا” أشار ظريف إلى ضرورة “أخذ مخاوف جميع الأطراف في الاعتبار للتوصل إلى اتفاق”.
وكان كيري قال للصحفيين في فيينا التي من المقرر أن يلتقي فيها نظراءه الفرنسي والألماني والبريطاني وكذلك الإيراني “لدينا بعض الخلافات الكبيرة جدا ونحن بحاجة لرؤية ما إذا كان بإمكاننا تحقيق بعض التقدم”.
ويأتي هذا بعد أن أعلن مساعد وزير الخارجية وكبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي في وقت سابق اليوم أن تعداد الأقواس أو نقاط الخلاف في مسودة نص الاتفاق النووي الشامل بين إيران ومجموعة /خمسة زائد واحد/ انخفضت كثيرا مشيرا الى احتمال تمديد المفاوضات عدة أيام أو أسابيع لإيصال المفاوضات النووية إلى نتيجة وذلك خلال الجولة السادسة من مفاوضات إيران والدول السداسية الكبرى التي بدأت في الثالث من الشهر الجاري ومن المقرر استمرارها حتى العشرين منه.

عراقجي: نقاط الخلاف في مسودة نص الاتفاق النهائي انخفضت كثيراً

من جانبه أعلن عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية وكبير المفاوضين لإيرانيين أن تعداد الاقواس او نقاط الخلاف فى مسودة نص الاتفاق النووي الشامل بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد انخفضت كثيرا مشيرا إلى احتمال تمديد المفاوضات عدة أيام أو أسابيع لإيصال المفاوضات النووية إلى نتيجة.

وقال عراقجي في تصريح لوكالة فارس الإيرانية “إن مفاوضات سمية لن تعقد بحضور وزراء خارجية دول مجموعة خمسة زائد واحد بل ان الاجتماعات والمشاورات ستكون ثنائية لافتا الى انه تم انجاز الكثير بشأن النص وان العمل كان صعبا جدا ومعقدا”.
وأضاف “إن تقدم الطرفين كان جيدا حتى الآن في صياغة النص يمكن القول ان النص الذي أمامنا تم الاتفاق عليه بنسبة /60/ الى /70/ بالمئة فيما تبقى نسبة /30/ إلى /40/ بالمئة قضايا مفتاحية بحاجة إلى اتخاذ قرارات أساسية لمعالجتها”.
وتابع “يمكن القول إن عدد الاقواس انخفض كثيرا فى النص بحيث ازداد ما تم الاتفاق عليه أي اننا حققنا التقدم في النص ولكن لم نحقق تقدما ملحوظا في المضمون”.
وحول تمديد أو عدم تمديد المفاوضات النووية قال “إنه خلال اليومين أو الثلاثة القادمة سيتوضح ما إذا كانت المفاوضات بحاجة إلى تمديد بضعة أيام أو أسابيع “مؤكدا أن النقطة الايجابية هى جدية الطرفين فى المفاوضات للوصول إلى الاتفاق وأن كليهما يبذلان جهودهما في هذا السياق ويسعيان لتقديم الخيارات والحلول لحالات الخلاف.
وفي سياق متصل اعتبر عراقجي أن الوصول إلى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الايراني بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حتاج إلى قرارات سياسية صعبة وإرادة حقيقية معربا عن أمله بأن يتمكن وزراء خارجية مجموعة خمسة زائد واحد في اجتماعهم اليوم ن اتخاذها.
وقال عراقجيفي حديث لقناة العالم اليوم “إن الأسبوع القادم سيشهد مفاوضات شاقة ومعقدة وصعبة حيث ما زالت الخلافات قائمة في مواضيع أساسية و مهمة ونحن نسعى لتقريب وجهات النظر وتقديم حلول لها” مشيرا إلى أنه تم تقليل الخلافات في بعض المواضيع وفي بعضها تم تقديم حلول واقتراحات مختلفة لكن ما زالت موضع جدل وبحث.
ولفت عراقجي إلى أن موضوع نسبة وحجم تخصيب اليورانيوم والعقوبات والجدول الزمني لاعادة الملف الايراني إلى مسارها الطبيعي خارج مجلس الامن هي من ضمن مواضيع الخلاف إضافة الى موضوع مفاعل /اراك/ وموقع /فردو/ وغير ذلك.
وأوضح عراقجي أن المقترحات التي تقدم بها كل طرف لم يتم القبول بها من الطرف الآخر مشيرا الى ان الموقف الايراني واضح ومنطقي فيما يتعلق بنسبة وحجم التخصيب إذ ان الأساس في ذلك هو حاجة البلاد الحقيقية لتشغيل مفاعلات الطاقة الكهروذرية.
وأشار عراقجي إلى أن وقود مفاعل بوشهرسيتم توفيره خلال السنوات القادمة من قبل روسيا لذا فإن إيران ليست على عجلة من امرها لنيل اهدافها في هذا المجال إذ وضعت أفقا لها وتسير نحوه على مدى الـ /5/ سنوات القادمة موضحا ان هذا الموضوع من أصعب المواضيع التي يتم التفاوض حولها ولم يتم الوصول إلى اتفاق حتى الآن حول ذلك.
ولفت عراقجي إلى أن إيران تقدمت باقتراح حول مفاعل /آراك/ للماء الثقيل باحداث تغييرات تقنية للتقليل من القلق المحتمل حيال مفاعلات الماء الثقيل وبالتالي خفض مستوى البلوتونيوم في الوقود المستخدم إلى أقل حجم ممكن مشيرا الى ان الخبراء مازالوا يتفاوضون ولم يتم التوافق حول ذلك.
وحول وتيرة رفع العقوبات الغربية والتي تصر إيران على أن تكون سريعة أشار عراقجي إلى أن مجموعة خمسة زائد واحد تريد أن تكون على مدد زمنية أطول بينما طالبت إيران بفترات زمنية أكثر منطقية حيث ما زالت المفاوضات جارية بهذا الشأن.
وحول موقع فردو قال مساعد وزير الخارجية الإيراني “إن المفاوضات لا تزال جارية حول هذا الموضوع” مشددا على “أن إغلاق الموقع ليس واردا وقد قبل بذلك الجانب الغربي من قبل ولكن موضوع النقاش هو نوعية النشاط الذي يتم في الموقع”.
وأكد عراقجي أن الدبلوماسيين الإيرانيين لا يفكرون بإنهاء المفاوضات ويأملون دائما في الاستمرار بها والتوصل الى نتيجة مشيرا إلى أن لقاء ثنائيا سيعقد بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الأمريكي جون كيري الذي وصل إلى فيينا لافتا إلى أن موضوع المفاوضات في فيينا هو الموضوع
النووي الإيراني.
وأشار عراقجي إلى أن قضايا مثل العراق والعدوان الإسرائيلي على غزة حيث يتم ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين أمام مرآى ومسمع العالم تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لإيران وقال “إننا وإلى جانب مواصلة المفاوضات النووية فان الوزير ظريف سيتابع هذه المواضيع عن كثب كما ان وزارة الخارجية الايرانية ايضا تتخذ الاجراءات اللازمة في هذا الصدد” مبينا أن الوفد الايراني المفاوض المتواجد حاليا في فيينا يتابع فقط الموضوع النووي الايراني وليس من موضوع آخر على جدول الاعمال.
واعتبر عراقجي أنه في حال فشل المفاوضات النووية فإن إيران ستعود إلى وضع ما قبل اتفاق جنيف وستستأنف نشاطاتها النووية وسيستأنف الحظر وهذا ليس السيناريو المطلوب من أي طرف حيث يعلم الجانب الغربي تبعات العودة الى الاوضاع السابقة خاصة في المنطقة التي تعاني من ازمات وتعقيدات وتوترات مؤكدا أن تشديد العقوبات على إيران لن يساعد في حل مشاكل المنطقة لافتا إلى أن بلاده مستعدة لاي سيناريو ومنها فشل المفاوضات.
وأوضح عراقجي أن الطرفين متفقان على التوصل الى اتفاق وان يستمر التخصيب في ايران وان يتم رفع كل الحظر المرتبط بالبرنامج النووي ومواصلة مفاعل /اراك/ وموقع /فردو/ نشاطهما مع إدخال تعديلات لرفع القلق بشأنهما إضافة لبدء التعاون النووي السلمي مع إيران وأن تكون هناك أجواء جديدة في العلاقات
بين الطرفين بعد التوصل إلى اتفاق بما يخدم السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.