سبعة وثلاثون عملا فنيا تحية لأرواح شهداء سورية

طرطوس-سانا

يتضمن معرض الفنان التشكيلي محمد حمود الذي جاء تحية لأرواح شهداء سورية بمناسبة عيد الشهداء 57 لوحة فنية استخدم فيها الألوان الزيتية والإكرليك والرصاص والمائي إضافة إلى 16 عملا فنيا نحتيا من خشب الزيتون.

جسدت أغلبية اللوحات معاناة المواطن السوري خلال سنوات الأزمة والتضحيات التي يقدمها أبناء الوطن في سبيل عزته وكرامته بأساليب مختلفة يتناسب كل منها مع فكرة اللوحة أو العمل الذي قام الفنان بتقديمه إضافة إلى تجسيد المرأة التي ترمز إلى الأرض والأم وكل معاني العطاء في الحياة.

2

ويسعى حمود من خلال معرضه الذي افتتح اليوم في قاعة المعارض بالمركز الثقافي العربي في مدينة بانياس إلى عرض وجهة نظره الفنية حول ما يجري في سورية من أحداث وأعمال إرهاب وتخريب والصمود الكبير الذي يبديه الشعب السوري وجيشه العظيم في مواجهة كل التحديات والصعوبات.

ويطغى على الكثير من لوحات الفنان المقدمة في المعرض اللون الأحمر في رمزية إلى الحالة الاستشهادية لزهور وشباب سورية في سبيل بقاء الوطن حيث يؤكد الفنان أن غايته من إقامة المعرض في هذه الفترة حمل رسالة صمود الشعب السوري إلى مختلف أنحاء العالم والتأكيد على اننا شعب جدير بالحياة عصي على الانكسار والانهزام.

وفي لوحته التي حملت عنوان “وفاء للشهيد” يمجد حمود الشهادة والشهداء والنور المستمد من شهادتهم وقدسيتهم مجسدا فيها وفاء أسرة الشهيد لأبنهم البار من خلال اليد التي تخرج من قلب الزوج أو الأم أو الأخت لتقدم الأزهار عربون وفاء لروح الشهيد ودليل فرحهم باكتساب لقب ذوي الشهيد.

ويحاول حمود أن يبرز في لوحاته صمود الشعب السوري واستمراره في دعمه والأمل الذي نعيش عليه بأن الأزمة إلى زوال وأن الأحوال ستعود أفضل مما كانت من خلال الياسمين وسنابل القمح ونور الشمس الساطعة وتصويره لأبواب ونوافذ منازل مشرعة على الأمل بالرغم من كل الدمار الذي يحيط بها موضحا من خلال لوحاته أيضا أن الحياة في سورية مستمرة فلا يمكن أن تتوقف أبدا.

وتحظى ديمقراطية الغرب باستنكار كبير لدى الفنان حيث علق على جدار المعرض لوحته التي حملت عنوان “الديمقراطية” بالمقلوب لأنه يرى أن الديمقراطية التي يدعونها حطمت وخربت ودمرت دول الربيع العربي وحولت سكانها إلى أشلاء متناثرة.

ولم يغب عن ألوان الفنان ولوحاته موضوع القضية الفلسطينية الذي تناساه الكثير من العربان في الوقت الذي جاءت فيه “راشيل الأمريكية” لتدافع عن شعب مظلوم وتتضامن معه فكان مصيرها الدهس من قوات الاحتلال الإسرائيلي مبينا أن لوحته راشيل هي تكريم لهذه المواطنة الشريفة التي دفعها الحس الإنساني للقدوم إلى بلد غير بلدها والموت على أرضه دفاعا عن قيمها ومبادئها في الحياة.

ويجسد الفنان من خلال عدد من الأعمال الخشبية المصنوعة من خشب الزيتون صور الجماجم التي ملأت الأرض السورية بشكل عمودي حتى تبقى في ذاكرة السوريين دليلا على الإرهاب الهمجي الذي تتعرض له إضافة إلى عمل يجسد عملية قطع الرأس بالساطور مؤكدا أنه يحاول من خلال هذه الأعمال التأكيد على ثقافة الإرهاب الذي ينبذه الشعب السوري بكل فئاته.

والفنان محمد حمود درس الرسم في عدة مراكز فنية بدمشق منها مركز أدهم اسماعيل كما اتبع عددا من الدورات في مركز مجيب داوود للفنون التشكيلية شارك في 42 معرضا جماعيا في بعض المحافظات السورية وهذا هو المعرض الفردي السادس.

غرام محمد