الشريط الإخباري

عدنان تنبكجي يمازج بين الإبداع والتراث من خلال تصميم لعبة شطرنج بثلاثة لاعبين

دمشق-سانا‏

خمسة وثلاثون عاماً أمضاها الحرفي عدنان تنبكجي شيخ كار الفنون النحاسية ‏والتشكيلية بالطرق على النحاس وتطويعه بين يديه لإنتاج تحف ومقتنيات تحمل روح ‏الطابع الشرقي، مازجاً بين الإبداع والتراث ‏ومتفرداً بابتكار أعمال مميزة تضاف إلى ‏سجله المهني الحافل، أبرزها تصميم لعبة شطرنج بثلاثة لاعبين مكونة من رقعتين جميع ‏تفاصيلها مستمدة من الحضارة السورية. ‏

تنبكجي المدرب بحاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية، والذي ورث المهنة عن جده ‏الذي كان يعمل سنكريا تلحيم التنك بدل النحاس قال في حديث لـ سانا: ” قررت أن أطور عملي وأضفي عليه الطابع الشرقي وأزينه بالحضارة السورية العريقة، وكان ‏ذلك من خلال تصميم لعبة شطرنج سورية مصنوعة من النحاس ‏المطلي بالذهب متاحة للعب من قبل لاعبين أو ثلاثة، جميع تفاصيلها مستمدة من ‏الحضارة السورية وكل المواد المستخدمة في تصنيعها من البيئة السورية الزاخرة بكل ما ‏هو جميل ومتفرد”.‏

وأضاف: “إن التصميم يضم طاولة نحاسية سداسية الشكل مؤلفة من طبقتين تحملها ‏أعمدة نحاسية مصممة على شكل الخيل العربي، في كل طبقة رقعة شطرنج وتربط بين ‏الطبقتين عروق من النحاس المزخرفة بالزخارف النباتية والهندسية، ويحمل كل عرق ‏صندوقاً مفتوحاً لوضع أحجار الشطرنج المقتولة أثناء اللعب”. ‏

ولفت إلى أن الرقعة الأولى مصممة من الرخام البلدي، ومؤلفة من 3 لاعبين والثانية ‏مصنوعة من خشب الجوز ومؤلفة من لاعبين مع وجود ثلاثة كراسي ملكية ‏نحاسية منجدة بالبروكار الدمشقي بألوانه السبعة، وجميعها مشغولة بدقة وحرفية يدوية ‏عالية.‏

وأشار تنبكجي إلى أنه تمت زخرفة كل كرسي من اليمين واليسار بالتيجان الرومانية، ومن ‏الأمام بتاج ملكي ومن الخلف بتيجان نحاسية تعبر عن الحضارات التي مرت على ‏سورية، وكلها مصنوعة من النحاس وملبسة بالذهب، مبيناً أنه تم وضع جدلة من النحاس ‏على محيط كل كرسي وتنجيده بالبروكار الملكي. ‏

وأوضح تنبكجي أنه صمم أحجار لعب الشطرنج من النحاس بشكل يناسب ثلاثة ‏لاعبين، إذ تم طلي أحجار اللاعب الأول بالذهب والثاني بالفضة والثالث بالبرونز، أما ‏فيما يخص المجسمات والتي تضم لكل لاعب ملكاً ووزيراً وفيلين وحصانين وقلعتين ‏وثمانية جنود، فقد استقى أشكالها من رموز الحضارات التي مرت على سورية، حيث قام ‏بتمثيل الملك بتمثال صلاح الدين الأيوبي وهو يحمل سيفه الدمشقي والوزير بالملكة ‏زنوبيا المشهورة بجمالها، واستخدم الفيل الآسيوي السوري الذي يعود لفترة ما قبل ‏الميلاد والحصان الذي يرمز إلى الخيل العربي الأصيل والقلعة التي ترمز إلى قلعة ‏دمشق، والجندي الذي يرمز إلى الجندي العربي السوري، وأيضاً إلى إبراهيم علي العطار ‏الذي قاد جيش غرناطة لمواجهة القشتاليين، وله نصب تذكاري في مدينة لوشيا ‏الإسبانية.‏

واختتم تنبجكي حديثه بالإشارة إلى أن هذا العمل نفذ في حاضنة دمر التراثية ‏بمساعدة فريق من أربعة عشر شخصاً، وكل مقوماته سورية بحتة كالرخام والجوز البلدي ‏والنحاس والبروكار والأيدي العاملة، وأن الهدف منه نشر الوعي الثقافي والحرفي بأهمية ‏الصناعات اليدوية التراثية السورية لكل دول العالم والحفاظ عليها، مبيناً أنه حصل على ‏صك ملكية بهذا التصميم من الاتحاد العام للحرفيين بعد وضع معايير محددة بإشراف ‏مجموعة من خبراء الحرف اليدوية من جامعة دمشق.‏

سكينة محمد وفداء حوراني

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc