دمشق-سانا
تكريما للشهادة والشهداء أقامت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس امسية مرتلة في الكنيسة المريمية بدمشق تحت عنوان “يولد يوم الممات”.
وتروي الأمسية التي أحياها كورال “الكنارة الروحية وأوركسترا أورفيوس” حكاية الشهيد والشهادة وتؤكد على أن الشهادة طريق مفتوح “تختبر فيها السعادة والألم معا” وأنها ختم بقائنا أمناء مهما قست الظروف واشتدت الصعاب.
وتضمنت الأمسية تراتيل وترانيم عن دمشق وأهلها وأنطاكية وحمص والاسكندرية وقديسيها والفصح المجيد.
وأشار غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في كلمته في ختام الأمسية إلى أن الشهيد “يكتب أزلية عشقه بروحه ويمضي بدم قلبه ويمسح بدموع محبيه غشاوة الدمع عن عين الوطن”.
وقال “من دمشق من بوابة الحاضر إلى التاريخ ونافذة الأوابد إلى دنيا اليوم من جارة الأبدية التي تستظل كنائسها بفيء الأموي وتغفو مساجدها على رائحة بخور الكنائس.. إن الشهادة في سبيل الأوطان كانت ولاتزال خير تعبير عن ماهية عيش واحد في ثرى سورية وفي أديم هذا المشرق”.
وأضاف البطريرك يازجي نحن أبناء هذه الديار أخوة في الإنسانية وأخوة في التاريخ وأخوة في الجغرافيا والإيمان بقدرة الوطن على صهر كل مكوناته في بوتقة المواطنة وأخوة تراب الشرق والشهادة والدفاع عن تراب الوطن.
وأعاد البطريرك يازجي كلمات المثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع “التراب الذي شرب دم الشهداء لم يسأل اذا كان هذا الدم مسيحيا أو مسلما .. الدم واحد هو دم الحقيقة وعندما نتمكن ونحن نفعل ذلك ان نسكب دماءنا رخيصة على تربة الوطن فلا بد أن تنبت دماؤنا شجرة يانعة قوية تتحدى عواصف الباطل ليبقى الحق في الدنيا”.
وتابع البطريرك يازجي “من الشام الشاهدة على هداية بولس والكبيرة كبر قاسيون والصخرة العصية امام عواصف التاريخ نقول أما آن لعواصف الباطل أن تغرق في بردى.. أما آن للعالم أن يستفيق ويصحو وللبشرية أن تستوعب أن هناك أرهابا وتكفيرا يستهدف هذا الشعب.. أما آن لكواليس الأمم أن تسمع الصوت عاليا في قضية المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والآباء الكهنة المخطوفين منذ اكثر من عامين أما آن لهذا المجتمع الدولي أن يتساءل لماذا تغلق سوقه حصارا على شعب وتفتح في آن معا سوق سلاحه على مصراعيها”.
وأضاف “نحن أبناء هذه الأرض لم نخلق على هامش البشر ومن هنا فليسمع العالم كله.. دماوءنا ليست أرخص من دماء أحد وقطرة دم إنسان بريء يقتل تزن براميل النفط وأسواق المصالح”.
وأكد البطريرك يازجي أن وطننا لم يخلق ليكون “مرتعا” لأيديولوجيات متطرفة بل خلق ليكون مرتعا للنور مشددا على ضرورة “تعميد” الخطاب الديني مسيحيا كان أو مسلما في جرن الخطاب الوطني والمرجعية للوطن وفي بوتقة العيش الواحد بين سائر أبنائه.
وشدد البطريرك يازجي على تمسك المسيحيين بارضهم وجذورهم وقال “المسيحية مزروعة وباقية في أرضها بقاء دمشق في ظل قاسيون وبقاء الثلج في ذرى لبنان”.
ودعا البطريرك يازجي الله تعالى أن يحمي كل عين تسهر على أمن هذا الوطن قيادة وجيشا وشعبا وان يبارك كل مسعى للحوار والتلاقي وأن يرحم شهداء الوطن ويحمي السيد الرئيس بشار الأسد.
حضر الأمسية وزراء الشؤون الاجتماعية والسياحة والدولة لشؤون البيئة والصحة والثقافة وأمينا فرع دمشق وجامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظ دمشق وعدد من أعضاء مجلس الشعب وعدد من رؤساء وممثلي الطوائف المسيحية بدمشق والسفير البابوي بدمشق وحشد من الفعاليات الثقافية والاقتصادية والعلمية والشعبية.