تشكيلية شابة تنقل شغفها في حرفة المينا من صناعتها إلى تعليمها

دمشق-سانا

لم تكتف الحرفية رند الدبس بدراسة الفنون الجميلة، بل اتجهت بعد تخرجها إلى حرفة “المينا” التي تعرف بترصيع المعادن بالرسوم الملونة، وتعتبر من أقدم الحرف اليدوية وتعود صناعتها إلى آلاف السنين، لتشكل منها مشغولات متنوعة كالأساور والقلائد وغيرها بعد أن أضافت عليها تقنيات من روح العصر.

وتشرح رند ماهية الحرفة التي تعتمد على تلبيس المينا على المعدن من الفضة وخامات أخرى كالخشب والزجاج وغيرها، مشيرة إلى أن صناعة مشغولات المينا تتطلب الوقت والجهد وتحتاج لإجراءات تقنية حرفية عالية الجودة لتنتج لوحة أو مجسمات تراثية.

وعن بداية تعلمها للحرفة أوضحت أن فضولها وحبها للمينا دفعها للالتحاق بمحترف في حي باب شرقي للفنان جوني غاربيان وتدربت بشكل متقن حتى أتقنت الحرفة التي تتطلب الصبر والشغف والحب، لأنها رسم دقيق على سطح صغير.

وبعد أن أتقنت رند كل أسرار حرفة المينا انتقلت إلى تدريبها للهواة، ممن لديهم رغبة بتعلم هذه الحرفة بهدف حمايتها والحفاظ عليها من الاندثار، في محترف “غاربيان” وفي الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية، بجانب عدد من مدربات ومدربي الحرف الأخرى.

وتشير رند إلى أن حبها للحرفة وتعلقها بها جعلها ترغب بتعليمها للآخرين، وخاصة أن هناك إقبالاً من جيل الشباب على تعلمها رغم وجود بعض الصعوبات في تأمين المواد اللازمة للعمل، وغلاء أسعارها والافتقار لمصادر الطاقة الضرورية للعمل.

وعبر سنوات عملها في الحرفة قدمت رند مجموعة غنية من الأعمال منها لوحات مسطحة وقطع مجسمة، كما شاركت مع فريق المحترف والجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية بعدة معارض، سعت من خلالها لتكريس اسمها في مجال المينا وعرضت عبرها أعمالاً مميزة ما أسهم في تسويق مشغولاتها وتعريف الناس بما تقوم به من أعمال.

ومن الشباب الذين يتدربون مع رند تحدث محمد عمر حليمة “خريج آثار ومتاحف” عن محبته لحرفة المينا ورغبته بتعلمها، حيث وجد في المحترف المكان المناسب ليتقنها بعد التجريب والتدريب ويصنع أشكالا متنوعة، معرباً عن شعوره بالسعادة رغم الجهد الذي يبذله حتى يتمكن من إتقانها لإحياء تراث قديم، إضافة لما توفره من فرصة عمل تؤمن له مردوداً مالياً.

أمجد الصباغ وسكينة محمد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc