الشريط الإخباري

فرقة بارمايا سفيرة الفن السرياني السوري للعالم

الحسكة-سانا

التنوع الذي تتميز به منطقة الجزيرة في سورية ساهم بوجود منابع للثقافة والفن ورفد التراث بالفلكلور المتنوع ومهمة الأجيال المتعاقبة الحفاظ عليه وعلى استمراريته من خلال إعادة إحيائه.1

وفرقة بارمايا للثقافة والفنون السريانية في مدينة القامشلي حملت هذه الرسالة لتكون سفيرة الفن السرياني السوري إلى العالم وعن بداية الفرقة وأهدافها قالت رمثا شمعون مديرة الفرقة لـ سانا تأسست الفرقة في مدينة القامشلي من قبل الفنان جورج قرياقس الذي كرم عدة مرات أهمها يوم الرقص العالمي في دمشق

2008 ومن وزارة الاعلام في برنامج ابن البلد ومن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عام 2004 واعتمدت الفرقة من قبل وزارة الثقافة /مديرية المسارح والموسيقا / عام 2009 لاهتمامها بهذا الفن السوري القديم بكل اشكاله وتطويره بما يتلاءم مع التطور الحضاري والثقافي للعصر مع الحفاظ على هوية الفن السرياني.
وأضافت شمعون أن الفن السرياني هو وريث الفنون المتعاقبة السومرية, الفينيقية,الأكادية،الكلدانية ،البابلية،الآشورية، الآرامية التي تمتد بجذورها التاريخية إلى أكثر من 5000 عام وحول تسمية الفرقة أوضحت أن بارمايا كلمة سريانية تعني بالعربية بار الابن ومايا المياه وجمعها يعني أبناء المياه.1
وأشارت إلى أن فرقة بارمايا تتألف من 100 عنصر تقريبا من الذكور والإناث وبفئات عمرية مختلفة وتستقبل عناصرها من عمر 7 سنوات حتى 12 سنة فرقة الأطفال ومن 13 سنة حتى 18 سنة فرقة الشباب او المتدربين ومن اكثر من 18 عاما فرقة المحترفين الذين يشاركون في الحفلات والنشاطات الخارجية وعددهم 40 شابا وشابة.
وأوضحت شمعون أن الهدف من هذا التقسيم العمري هو استمرارية الفرقة من خلال استمرار العناصر بتدرجهم من طفل الى شاب متدرب إلى محترف وتعلمهم من بعضهم بعضا ليصبحوا في مرحلة المحترفين.
وبينت مديرة الفرقة أنه خلال عشر سنوات شاركت الفرقة بالعديد من المهرجانات وحصلت على العديد من الجوائز أبرزها المركز الأول في مهرجان الشبيبة عام 2001 والمركز الاول في مهرجان الرقص الشعبي جامعة المأمون عام 2005 كما شاركت الفرقة في مهرجان خان الحرير بحلب عام 2005 ومهرجان تدمر الدولي 2007 وشاركت في مهرجان ادلب الخضراء للفرق الشعبية بجميع دوراته وحصلت على المركز الأول عام 2007 والمركز الثالث 2008 والمركز الثاني 2009 والمركز الثالث 2010 .1
كما شاركت في مهرجان الدوحة عاصمة الثقافة عام 2010 ومهرجان البحر المتوسط في قبرص واحيت امسية فلكلورية في لبنان في العام نفسه وشاركت في مهرجان الطيف السوري في دمشق 2012 وعيد النيروز في دمشق في شهر آذار الماضي.
ولفتت شمعون الى ان الفرقة منذ تأسيسها حافظت على تقديم لوحاتها بزي شعبي واحد هو الزي السرياني القديم وحول الصعوبات التي تواجه عمل الفرقة بينت أن ضعف الموارد المادية وخاصة خلال هذه الفترة هو العقبة الاساسية حيث ان الفرقة منذ تأسيسها تمول ذاتيا من خلال الحفلات التي تشارك بها وليس هناك عناصر متفرغة للعمل بالفرقة فقط لذلك عناصر الفرقة يسعون للتوفيق بين عملهم ودراستهم وتدربهم بالفرقة ما يشكل عبئا وجهدا عليهم.
وحول اللوحات والاسكتشات التي تقدمها الفرقة قال الفنان طوني شمعون أحد مدربي الفرقة..ان الفرقة تقدم لوحات تراثية من الفن السرياني حيث تصور فرقة بارمايا بأعمالها الفلكلورية الجمال المستمد من طبيعة بلادنا الجميلة وطقوسها الاجتماعية والمثيولوجيا التاريخية وتقدمها بنظرة عصرية مع المحافظة على روح التراث.
وتابع.. الموسيقا مستمدة من طقوس سيمفونية نينوى واستمراريتها مع الموسيقا السريانية وتطورها عبر الأزمنة والآلات المستخدمة هي الطبل بأشكاله الدائري والمربع والمزمار والناي والآلات النفخية الأخرى والالات الوترية من القيثارة والقانون والعود والجمبش والبزق.1
وأضاف.. إن الفرقة تقدم دبكات مستمدة من الطقوس المتبعة في المعابد القديمة والطقوس الاجتماعية والحياتية من الزراعة إلى الحصاد إلى الصناعة إلى روحانيات الحياة من حب وتضحية وجمال ومن البيئة الجغرافية ومن اشهر الدبكات التي تقدمها الفرقة دبكة الشيخاني وتعني باللغة السريانية الحرارة.. والبيريو
وتعني البراري وتقدم بالربيع في موسم حلب الاغنام.. والباكية وتعني الفتاة الدلوعة وتقدم من قبل الفتيات لكسب إعجاب الشباب.
وأشار إلى وجود أكثر من 40 دبكة والمستخدمة حاليا في الأعراس 17 دبكة وأضاف.. أن اللوحات التراثية بشكل عام تمثل الطقوس الاجتماعية مثل /لوحة السليقة ،لوحة الشعيرية، لوحة خمرة المحبين،لوحة الإنسان والطبيعة، لوحة الراعي، لوحة الروح والجسد، لوحة التنور، لوحة الفرسان، لوحة الحرب ،نينا.
وأضاف مدرب الفرقة.. بعد اختيار اللوحة نبدأ باختيار الموسيقا والحركات واعادة تسجيل الاغنية وتوزيعها لتناسب العصر وهنا تكمن الصعوبة فنحن نبحث في تراث عمره آلاف السنين ولكن بجهود جميع عناصر الفرقة من الراقصين والمدربين استطاعت الفرقة الاستمرارية وايصال رسالتها للعالم وتعريفه بالفن السرياني في سورية.
وذكر بيتر ابراهيم احد اعضاء الفرقة أنه منذ العام 2006 للشباب دور كبير في اعادة التراث والحفاظ عليه لذلك وجدت في فرقة بارمايا الفرصة للمساهمة بذلك وبدأ الأمر لدي كهواية ومع الاستمرارية اصبح هدفا ورسالة من اجل التعريف بالفن السرياني.
وأشارت كبرئيلا رشو عضو بالفرقة الى وجود حالة روحية متكاملة تعيشها عناصر الفرقة خلال تقديم اللوحة الشعبية الفلكلورية فالعودة الى الفن المقدم في ذلك العصر يعطي حالة من التواصل عبر الاجيال فمثلا العزف على الطبل والزرنايه /المزمار/ تقليد سرياني قديم في الاعراس استمر حتى اليوم حيث ساهمت الفرقة بإعادة احياء هذا التقليد.

تقرير: ايناس سفان