الشريط الإخباري

ورشات عمل فنية ضمن فعاليات مهرجان أرسم حلمي التشكيلي

اللاذقية-سانا

تميزت أيام مهرجان أرسم حلمي التشكيلي الأول بإقامة العديد من الفعاليات الثقافية من محاضرات وورشات عمل إلى جانب معارضه المتنوعة وذلك بهدف ربط الفن بالحياة وتعميم الخبرات التشكيلية والفنية من خلال استضافة عدد من المحاضرين للإضاءة على محاور متميزة في السياق العام للمهرجان.

وألقى الفنان التشكيلي علي مقوص محاضرة عن حياة الفنان السوري الكبير نذير نبعة المعروف بتجربته الفنية الزاخرة شارحا شغفه بتأمل الطبيعة والتجول في البساتين منذ طفولته الأولى واكتشاف اساتذته في المدرسة لموهبته ودراسته في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتأثر أعماله بالبيئة المصرية فجسد الفلاح والصعيد والعامل المصري إضافة إلى تأثره بشواطئ الفرات جراء عمله في دير الزور و التي ظهرت في أعماله كتشكيلات حملت أصالة إحساسه السوري الصادق.

2

وأشار مقوص إلى أن نذير نبعة تميز بتنوع اساليبه وتقنياته وإحساسه العميق بانتمائه لبيئة إنسانية وتاريخ معرفي وثقافي ظهرت جميعها بشكل جلي في مشروع تخرجه من مدرسة الفنون في باريس مستعرضا عددا من أعماله ومراحل تطور تجربته الفنية ليصل إلى آخر مشروع انجزه والذي حمل اسم تجليات وأطلق على صالة العرض التي أقيم بها بدمشق.

كما ألقى النحات ماهر علاء الدين محاضرة عن الحضارات التي مرت على سورية ودور النحت بها كعنصر من عناصر الفن مسلطا الضوء على الفن الآرامي والإغريقي والروماني التي ظهر فيها فن النحت من خلال الآثار الموجودة في سورية كمملكة ماري وإيبلا وأوغاريت وهي ممالك عمورية كنعانية من العصر الآرامي الممتد من 2900 حتى 629 قبل الميلاد مشيرا إلى أن النحت في هذه الفترة كان قريبا من الآلهة أما في العصر الإغريقي فنلاحظ وجود “تمرد أكبر” في المنحوتات المنفذة فنراه منسجما مع حياة الناس بشكل أكبر بالإضافة لتطرقه إلى تفاصيل الجسد فاظهر جماليته وأعطاه حقه في البعد الفلسفي مؤكدا أن النحات السوري كغيره من النحاتين العالميين استفادوا من هذه التجارب من خلال إسقاطات على أعمالهم النحتية التي أظهرت روح الأساطير القديمة مع مزجها بلمسات حداثوية معاصرة.

أما الدكتور صلاح صالح باحث في الثقافة البصرية فبين أساليب القراءة في فنون الأطفال وفهم العالم في عيونهم لننطلق بشكل أساسي لاعتماد الفن كنافذة أساسية لاستعراض العالم ومحاولة تغيير الإنسان بوصفه مشروعا قابلا للتطوير ليصار إلى تغيير العالم من خلال زاوية النظر كخطوة أولية.

5

ورشات العمل نالت حصة كبيرة من اهتمام رواد المهرجان من داخل وخارج جمعية ارسم حلمي القائمة على الحدث فورشة الرسم بالحصى التي أشرف عليها الفنان نزار علي بدر نالت حظوة كبيرة لدى الأطفال الذين تعرفوا على فن جديد عليهم نسبيا ويتحدث عنه الفنان بدر قائلا نطلق على هذا الفن اسم صف الحصى حسب لونها وحجمها بحيث نعتمد كليا على الألوان الطبيعية ومنشأ هذه الصخور هو حجارة جبل صافون أي الجبل الأقرع المعروفة بأشكالها وملمسها الناعم ويعتبر هذا النوع من الفنون جديدا على المجتمع المحلي وهو غير مكلف اجمالا ويحتاج مخيلة واسعة وقدرة على تنفيذ الأشكال المطلوبة بسرعة وبداهة دون استخدام أي آلة مساعدة.

4

كذلك أشرفت الشابة إيمي سليمان على ورشة الأوريغامي المتخصصة بطي وثني الأوراق حيث فتح الباب لاشتراك مختلف الأطفال من سن الثالثة وحتى الثالثة عشرة و طرح تنفيذ وجهي ثعلب وكلب بأسلوب بسيط ومتقارب وسهل على الأطفال الذين انسجموا مع أصدقائهم في وضع سيناريوهات وحوارات للأشكال التي نفذوها ضمن الورشة حيث أوضحت إيمي أن الأوريغامي ينبه الطفل إلى سهولة التعامل مع الورق وإمكانية الاستفادة منه بشكل آخر في حال قرر رمي مجموعة كبيرة منه.

3

الورشة الأخيرة كانت للمربية ردينة حيدر التي تقمصت دور الجدة لرواية عدد من الحكايات التراثية المرتبطة بمفهومنا الشعبي والموجهة للأطفال والكبار معا وتلفت ردينة إلى أن الحكايات كانت تروى بشكل يومي ضمن أيام المهرجان بأسلوب بسيط بعيد عن التهريج لتقديم شخصية الجدة بشكل متوازن يوفر حالة الأمان والاستقرار المعروفة عنها.

وتقول حيدر الفن والحكاية مرتبطان بشكل متين كما أن الجدة حاضرة في ذاكرة الطفل بشكل كبير كرمز للحنان والحب وبذلك ينسجم الطفل بسرعة وتصل إليه أفكار الحكايا التي تركز بشكل كبير على دعم ارتباطهم بجذورهم الثقافية فاخترنا مجموعة من الحكايا المعروفة في المنطقة والتي تحفز الخيال لدى الطفل وتنيمه.

يشار إلى أن مهرجان أرسم حلمي انطلق في السادس والعشرين من الشهر الجاري في دار الأسد للثقافة ويستمر حتى نهاية الاسبوع الحالي.