دمشق-سانا
برنامج إلكتروني فريد من نوعه صممه الشاب عمر رياض دعاس، متجاوزاً مشكلته البصرية المزمنة إلى فضاء الإبداع العلمي، حيث تتجسد قوة العقل والإرادة والحدس السليم معتمداً في ذلك على حاسوبه الشخصي، بعد أن حول شاشته الصغيرة إلى نافذة تتسع بالطموحات والإمكانات والحلول البرمجية.
عمر الحاصل على إجازة في التربية الخاصة من كلية التربية بجامعة دمشق تمكن من تحقيق حلمه بوضع برنامج يحمل بصمته الخاصة، ويتحرى من خلاله حالات الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم ليحصل بعد رحلة عمل دؤوب على شهادة الملكية الفكرية من وزارة الثقافة في سورية.
وفي حديث لنشرة سانا الشبابية أكد عمر أن رحلة العمل بدأت مطلع الشهر الثاني من هذا العام، واستمرت ثلاثة أشهر انتهت بتصميم برنامج “إدراكية” الذي يتضمن مجموعة من الاختبارات الإدراكية لتشخيص حالات صعوبات التعلم، حيث أفضت الاختبارات إلى تسجيل نتائج دقيقة لحالة الطفل المستهدف.
وقال: “أطفال صعوبات التعلم هم أطفال يتمتعون بدرجة ذكاء ضمن المستوى الطبيعي، ولا يعانون من مشكلات حسية، سمعية، أو بصرية إنما يفشلون في التحصيل الدراسي بسبب وجود مشكلات إدراكية لديهم وهي العمليات التي تدخل في عملية التعلم مثل الذاكرة والإدراك والتفكير وإستراتيجيات التعلم”.
وبين أن الدافع الشخصي لديه كان وراء هذا الهدف، إذ إن التحدي البصري الذي رافقه كان بمثابة مشكلة حقيقية ولا سيما عند تطبيق الاختبارات الورقية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، الأمر الذي كان يستدعي تطبيق مقياس معين لتوصيف حالة الطفل وتحديد برنامج علاجي له.
وتابع: المستفيد الأول والأخير من هذا البرنامج هم أسرة الطفل من ذوي صعوبات التعلم إذ يكشف لهم عن مشكلاته التعليمية، ويضع خطة علاجية للمشكلة وبالتالي توفير عدد لا محدود من المختصين القادرين على حل مشكلات هؤلاء الأطفال، لأن من مميزات البرنامج أنه يمكن الاختصاصي العامل مع هذه الشريحة من التحول إلى معالج محترف.
وأشار إلى أن ما يميز “إدراكية” عن غيره من البرامج التي تم تصميمها في الوطن العربي أن آخر مرحلة من تطبيق الاختبار في تلك البرامج تتلخص باستخراج النتائج النهائية فقط، دون إيضاح الخطوات المنهجية خلال رحلة الاختبار وهو ما يتميز به “إدراكية”.
وذكر عمر أنه جعل من برنامجه وسيلة سهلة بين أيدي الفاحصين، إذ يتم صب الاهتمام الأكبر على استجابات المفحوص دون الانشغال عنها بالعمليات الحسابية التي تجري أثناء التطبيق، إضافة إلى التنبيه لوجود تفسيرات خاصة باستجابات المفحوص التي قد ينشغل عنها، ومن ثم تقديم تقرير خاص بحالة الطفل الدقيقة والخطة العلاجية المناسبة.
من ناحيته تحدث الدكتور ماهر محمود آغا مدير مركز (صدى التخصصي) عن الفرق بين الاختبارات الورقية التقليدية والاختبارات الإلكترونية قائلاً: “لمسنا مجموعة من الفروقات بينهما، فالتحول من التطبيق الورقي الذي كنا نستخدمه فيما سبق إلى الاختبارات الإدراكية الالكترونية اختصر علينا الكثير من الوقت والجهد، وساعد على الحفاظ على المعلومات من الضياع والتلف قدر المستطاع، وذلك لأننا أصبحنا نمتلك نسخاً إلكترونية بين أيدينا وهو ما يكفل في الوقت نفسه سرية البيانات والمعلومات”.
أحلام الغباري
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc