الشريط الإخباري

صناعة الفخار… مهنة تراثية يتولى أفراد وجمعيات مسؤولية نقلها للأجيال

دمشق-سانا

صناعة الفخار بأنواعها من التحف وقطع الزينة وأدوات الاستخدام اليومي يعمل بها الحرفي محمد محفوظ منذ ربع قرن، بعد أن ورثها عن أجداده، ولم يكتف بذلك بل يسعى لتدريب الشباب ونقل هذا التراث العريق للأجيال.

وفي تصريح لـ سانا بين محفوظ أنه يدرب أكثر من 30 شاباً وشابة في منزل الحرف التراثية بحارة حنانيا في حي باب شرقي بدمشق، ويركز في اختيار المتدربين على من يمتلكون الشغف والحب لهذه الحرفة ومهارة إتقانها، حيث يقوم بتعليمهم أصول استخدام أدوات العمل من التربة الصلصالية التي يحضرها من بحيرة زرزر والعجانة والدولاب.

ويدرب محفوظ الشباب على طريقة العمل عبر تنقية الصلصال وغربلته، ثم وضعه في العجانة ليصبح طينة قابلة للعمل بها قبل أن يضعها على الدولاب، لإنتاج أشكال مختلفة من الأواني المنزلية كالخوابي والطناجر والتحف وغيرها من المنتجات التي تلقى إقبالا ورواجا كبيرا في السوق.

ويوصي محفوظ المتدربين بالتحلي بالصبر والتأني لأن هذه الصناعة تحتاج لمراحل عديدة قبل أن تجف وتشوى بالفرن وتصبح صالحة للاستعمال، لتكون جاهزة للبيع والعرض في فعاليات مختلفة، منها معرضا حاضنة دمر للحرف والزهور الدولي.

وأشار محفوظ إلى أن صناعة الأواني المطبخية الفخارية تلقى رواجا لدى شريحة من الأشخاص الذين يفضلون استخدامها بسبب فوائدها الصحية في طهي الأطعمة وحفظ مياه الشرب، لافتا إلى أن صناعة الفخار تطورت وبدأت تواكب العصر بعد أن كانت مقتصرة على صناعة الأدوات المنزلية، مع إدخال الرسومات والنقوش والأشكال الجمالية والزخارف البديعة التي تتواءم مع عصرنا الحديث.

وحول أهمية صناعة الفخار ودور الاتحاد العام للحرفيين في دعمها، أوضح رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية بدمشق فؤاد عربش أن الجمعية تقيم المعارض للتعريف بهذه الحرفة وغيرها من المهن التراثية، والتأكيد على أصالتها ونقلها للجيل القادم من خلال إقامة دورات تدريبية مجانية عبر لجنة دعم الحرف المشكلة بوزارة الصناعة، وبالتعاون مع وزارات السياحة والثقافة والشؤون الاجتماعية والعمل والأمانة السورية للتنمية ومؤسسة وثيقة وطن والاتحاد العام للحرفيين، بهدف استقطاب أكبر عدد من الشباب الراغبين بتعلم مجموعة من الحرف.

وأكد عربش أن الجمعية تشجع على تعلم مختلف الحرف التراثية، من خلال تقديم الحرفيين الخبراء والمدربين المهرة، لإيصال العمل التدريبي بجدية وبحرفية متوارثة وبطرق بسيطة.

سكينة محمد وأمجد الصباغ

انظر ايضاً

صناعة الفخار في دمشق

تصوير: أيمن نصر