مشغولات يدوية متقنة صاغتها أنامل شابة كفيفة

دمشق-سانا

أنارت دربها بإبرة وخيط وتخطت من خلالهما الإحساس بالظلمة التي سكنت عينيها تدريجياً، لتمتهن الشابة الكفيفة ماريا زيادة صناعة المشغولات اليدوية، في مسعى منها لمساعدة زوجها في تأمين المصروف، وتحقيق حياة كريمة.

القدر الذي جعل ماريا تفقد بصرها كلياً بعد إنجابها لمولودها الثاني، لم يحرمها من البصيرة، ولا حنان ومحبة محيطها من أطفالها الصغار وزوجها الذي كان بمثابة الداعم الأول لها لجهة تأمين احتياجات عملها، إضافة لدعم الجمعية السورية للنساء الكفيفات.

وعن عملها بصناعة المشغولات اليدوية تذكر ماريا في حديث لـ سانا الشبابية أنها تستعين ببصيرتها ويديها لتلمس خيوط الصوف وشرائط الساتان والستراس والخرز وغيرها من الإكسسوارات، مؤكدة أن عملها يتطلب الدقة والجهد والوقت لإنجاز قطع مميزة.

قطعت ماريا مراحل عديدة خلال امتهانها لصناعة المشغولات، حيث طورت تجربتها عبر صناعة الورود على الفساتين الجاهزة والعمل بالصنارة في الجمعية السورية للنساء الكفيفات، ما جعل مشغولاتها تتنوع بين قطبة حراشف السمكة وحبة الحمص واللوز التي أضافتها إلى مشغولاتها من “طاقية الصوف واللحشات الملونة وألبسة الأطفال وأغطية الطاولات والهدايا واللوازم المنزلية” وغيرها وفق ما ذكرت.

ماريا التي قطعت أشواطاً في إنجاز مشغولاتها بحيث لا تتجاوز الثلاثة أيام للقطعة الواحدة، تطمح بعد أن شاركت بمعارض محلية لتمثيل وطنها في معارض خارجية وافتتاح محل خاص بها، ولا سيما أنها اكتسبت الخبرة الكافية، وحظيت باستحسان الناس لمعروضاتها من خلال المعارض والبازارات التي شاركت بها مع جمعية النساء الكفيفات.

وحول الدعم الذي تقدمه الجمعية لماريا ونظيراتها من فاقدات البصر توضح مدربة الأعمال اليدوية في الجمعية ناهدة جباوي أنه يشمل دورات مهنية للتدريب على الأشغال اليدوية والحرف التراثية، إضافة لدورات في اللغة الإنكليزية والكمبيوتر والطهي، بهدف إكساب نساء هذه الشريحة مهنة تساعدهن في تحسين وضعهن المعيشي، ضمن جو أسري لتوفير البيئة المريحة وعوامل نجاح العمل.

وعن الإبداع الذي لمسته ناهدة لدى السيدات الكفيفات عامة وماريا خاصة تشير إلى أن أهم ما يميز منتجاتها الإتقان وسرعة التنفيذ بكل قطعة تشتغلها.

وتبين رئيسة الجمعية السورية للنساء الكفيفات ميساء السقا أن دور الجمعية لا يقتصر على التدريب والمشاركة في البازارات والمعارض، بل السعي لتوفير فرص عمل للمتدربات بعد إنهاء تدريبهن، مع إتاحة الفرصة للراغبات في العمل ضمن الجمعية.

جيما إبراهيم

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

مشغولات يدوية متنوعة ضمن معرض في مدينة جرمانا

ريف دمشق-سانا مشغولات يدوية متنوعة من الكروشيه ومنتجات إعادة التدوير، ضمها معرض نظمته جمعية