دمشق- سانا
تحت عنوان “مجتمع يقرأ .. مجتمع يرتقي” انطلقت احتفالية اليوم العالمي للكتاب التي تقيمها وزارة الإعلام بالتعاون مع اتحاد الناشرين السوريين في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وبدأت الاحتفالية بعرض فيلم وثائقي تناول رحلة الكتاب في سورية والتطورات التي لحقت به من عملية نشر بالطرق اليدوية والآلات البدائية وصولا إلى دخول المطابع الآلية، ودخول أول مطبعة إلى دمشق عام 1855 والنشاط الثقافي في سورية بعد جلاء المستعمر الفرنسي وبزوغ أسماء أدبية كبيرة في تاريخه المعاصر وصولا إلى تعدد المؤسسات الثقافية والإعلامية وإصدار الكثير من الصحف السورية اليومية والأسبوعية التي ساهمت في إغناء الحركة الثقافية والإعلامية السورية.
وأكد وزير الإعلام عمران الزعبي في كلمة له خلال الاحتفالية أهمية الكتب المدرسية والجامعية كونها كتبا وطنية تخاطب العقل الجمعي الوطني بالإضافة إلى تعليم القراءة والكتابة والقصص الوطنية الذي نشأ عليها الشعب السوري والتي أسهمت في بناء سورية.
وقال الزعبى.. “إن كل ما حدث فى سورية حتى هذه اللحظة لم يستطع أن يجعل السوريين أهل حزن بل أهل ثبات وصمود وأن الأهم في هذه المرحلة هو المحافظة على الهوية الوطنية والاستمرار في بناء الوطن والدفاع عنه”.
وأشار الزعبي إلى أن وزارة الإعلام ستساند اتحاد الناشرين الذي يعنى بالكتاب وتوزيعه ونشر الثقافة رغم ظروف الأزمة الحالية وإلى ضرورة البحث عن إمكانيات جديدة وابتكار طرق لدعم هذا الاتحاد ولا سيما أن شريحة الناشرين تعمل فى ظروف استثنائية.
وأوضح وزير الإعلام أن سورية التي تعرضت طوال السنوات الماضية لهذه الحرب الإرهابية تستحق من الشعب السورى الكثير وقال.. إن الدفاع عن فكرة سورية هو الدفاع عن فكرة حضارية وإبداعية وإنسانية وكل ما ينسب إليها من أبجدية وحضارة وتاريخ وكتب وشعر وأدب وبطولات ينضوى تحت عنوان الفكرة السورية الخالدة مضيفا.. “إن سورية جزء من الأمة العربية التى ستبقى واحدة رغم سلوك بعض الدول العربية وفى مقدمتها السعودية التى كدست السلاح منذ عشرات السنين لتقصف به الشعب اليمني وتدمر به بناه الاقتصادية والتحتية”.
واعتبر أن “الحرب الصهيونية” على اليمن وما يجرى في لبنان والعراق وفلسطين والتآمر على المقاومة ووجود تنظيم داعش الإرهابى هو تآمر على سورية لأنها قلب العروبة النابض ومركز وجوهر العروبة.
ولفت الزعبي إلى أن السوريين على يقين بأن المعركة مع الإرهاب وأعداء سورية ستنتهي بنصر الشعب السوري الذي أنجب نزار قباني ومحمد الماغوط وعبد السلام العجيلي وغادة السمان وكوليت خوري وغيرهم من المبدعين وأن الروح الوطنية السوية ستظل جامعة لهذا الشعب العريق لأن ما بينه أعمق وأكبر من أن يفهمه المتآمرون على سورية.
من جهتها أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في تصريح للصحفيين على هامش الاحتفالية أن التشجيع على القراءة هو جزء من الصمود والنضال ضد الإرهاب وقالت.. إن “الاحتفال بهذا اليوم يعيد الاعتبار لأهمية الكتاب والقراءة في عصر التقدم التكنولوجي” موضحة أنه رغم التطور العلمي والتكنولوجي لا يزال الكتاب محتفظا بقيمته.
وأضافت شعبان.. “يجب علينا كشعب عربي وكسوريين إعادة الاعتبار للقراءة والكتاب ورفع نسبة القراءة” مشيرة إلى أن شعار اتحاد الناشرين السوريين “مجتمع يقرأ .. مجتمع يرتقي” مهم لأنه من خلال القراءة يمكن لنا أن نسهم في بناء الحضارة الإنسانية وأن نكون أيضا في كل المجالات على الساحات الدولية.
وأشارت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية إلى أن اليوم السوري للكتاب ومعرض الكتاب الموجود اليوم في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة “هو بداية تلمس الطريق لإعادة التشجيع على القراءة” مؤكدة أهمية دور وزارات التربية والثقافة والإعلام في إعادة الاعتبار للقراءة داعية إلى تخصيص عدة دقائق للمطالعة في المدارس بهدف تعليم الطفل المطالعة لتكون جزءا من أسلوب حياته وتكوينه.
بدوره لفت رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم الحافظ في كلمته خلال الاحتفالية إلى أن الهدف من شعار الاحتفالية جعل القراءة عنوانا أساسيا لرقي أمتنا مؤكدا أن الناشر السوري استطاع أن يثبت أن الكتاب السوري حاضر دائما سواء قبل الأزمة التي يعيشها بلدنا أو في أثنائها.
وأشار الحافظ إلى أن الكتاب السوري جاب معارض الكتاب المحلية والعربية والعالمية مبينا أن معرض الكتاب في مكتبة الأسد خير برهان على ما كانت به سورية من ازدهار في صناعة النشر وقال .. “بعزيمة وإرادة كل الناشرين سنبقى على صمودنا في سبيل المحافظة على هذا الازدهار بشتى الطرق والوسائل”.
ولفت رئيس اتحاد الناشرين السوريين إلى أنه يحق لسورية أن يكون لها يوم خاص للكتاب السوري وأن تحتفل به جميع الجهات الرسمية والشعبية في كل عام وعلى أوسع نطاق مع إيماننا أنه بالكتاب والقراءة والمعرفة إضافة إلى الصمود والمحبة والتسامح سنصل إلى هدفنا وبر الأمان منتصرين على جميع الأزمات والمحن.
من جهته قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة في كلمته بعنوان “الكتاب وإعلاء كلمة الحياة” .. أن “فضاءات التوهج التي تشع من الكتاب ورقيا كان أم الكترونيا تحقق حضورها في ذات كل إنسان يقدر الحياة للحياة ولجمالها ومن أبرزها متعة القراءة وحيازة الفكر الوقاد وتجسيد منظومة القيم الأصيلة قديمها وحديثها وتكوين الشخصية الثقافية المتمسكة بمبادئها وخصائصها في إطار الانفتاح على العالم لقطف ما تحتاج إليه من ثمار”.
وأضاف جمعة .. إن “إعلاء الهوية الذاتية للإنسان يتكون من تربيته على الابداع الحر في صميم احترام ابداع الآخرين لخلق الشخصية المتجددة فما صنع العقول المفكرة والمبدعة في شتى المجالات إلا شغف بالمعرفة وتطوير أدواتها وصناعتها والإقبال على الإفادة من منظومتها الفكرية والاجتماعية والخلقية”.
وأكد رئيس اتحاد الكتاب العرب أن على أبناء الوطن ولا سيما المثقفين التوقف حيال ما آل إليه الكتاب ومبدعوه في مختلف الحقول المعرفية والأدبية والفنية لدراستها وتلافي إشكالياتها وآثارها السلبية في حياتنا ووضع الخطط اللازمة للخروج من أزمتنا على جميع الصعد في تصنيع الكتاب والحفاظ على الإبداع ومبدعيه والأخذ بأيديهم إلى شاطئ الهدوء والطمأنينة.
وفي نهاية الاحتفالية تم تكريم وزارة الإعلام والثقافة لدورهما في إرساء الهوية الفكرية والثقافية والوقوف إلى جانب دور النشر السورية العامة والخاصة للحفاظ على أهمية الكتاب السوري وتشجيع القراءة إضافة إلى تكريم عدد من رؤساء اتحاد دور النشر وبعض الناشرين لدورهم في المحافظة على استمرار الكتاب السوري رغم الصعوبات التي تعاني منها سورية حاليا.
حضر الاحتفالية وزير الثقافة عصام خليل ومعاونو الوزراء ورؤساء الاتحادات النقابية والمهنية العاملة بالشأن الثقافي والإعلامى والتربوي والتعليمي ومديرو المؤسسات الإعلامية والثقافية وعلماء الدين ورؤساء اتحادات دور النشر وحشد من المثقفين والمهتمين.
وكان مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو في عام 1995 اختار يوم 23 من نيسان من كل عام احتفالا باليوم العالمي للكتاب والمؤلفين بهدف تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء كما خصص اتحاد الناشرين السوريين هذا اليوم للاحتفال باليوم السوري للكتاب سنويا.