الشريط الإخباري

كتاب عن المتنبي في جديد سلسلة أعلام اليافعة

دمشق-سانا

كتاب “أبو الطيب المتنبي الطريق إلى المجد” للكاتب محمود محمد يوسف يلخص فيه بعض الجوانب الأدبية في حياة شاعر العرب الأشهر والمؤثرات الاجتماعية والسياسية والإنسانية التي دفعت به إلى كتابة أشعاره وذلك بأسلوب مبسط يتلاءم مع المرحلة العمرية للفتيان.

يبدأ الكتاب بتعريف لأحمد بن الحسين الجعفي الذي لقب لاحقا بالمتنبي والذي ولد عام 915 ميلادية وتوفي عام 965 ميلادية وعرف بذكائه وقوة حافظته وموهبته الشعرية وكثرة ترحاله ومدحه بعض الحكام وتفوقه في هذا الغرض الشعري الذي احتل ثلث ديوانه.

ويرى معد الكتاب أن المتنبي يستعير من الشعراء الأقدمين بعض المعاني لافتا إلى أن هذا الأمر طبيعي ومألوف ولاسيما أنه كان في أول الطريق كما أنه حفظ ديواني الطائيين أبي تمام والبحتري.

وعرف أبو الطيب المتنبي بحسب الكتاب بالفخر حيث يعدد صفاته وشمائله على أنه سليل الكرم والجود وهو ابن الصحارى والقفار وابن الجبال الذي خبر طرقها ووعورتها إضافة إلى فخره بعلو منزلته بين قومه وكثرة زواره وقوة بدنه وقدرته على استخدام أعظم سلاح مستشهدا بقوله..

“أنا ابن اللقاء أنا ابن السخاء .. أنا ابن الضراب أنا ابن الطعان
أنا ابن الفيافي أنا ابن القوافي .. أنا ابن السروج أنا ابن الرعان”.

وبعد أن خاض تجربة السجن في حمص خرج شاعرنا من سجنه منهكا وراح يبحث عن فارس قوي يساعده على تحقيق أحلامه وطموحه إلى المجد فتنقل بين حلب وأنطاكية وطبريا التي مدح فيها أميرها بدر بن عمار وخصه بقصيدة من عيون شعره قال فيها…

“أمعفر ليس الهزبر بصوته .. لمن ادخرت الصارم المسلولا
ورد إذا ورد البحيرة شاردا .. ورد الفرات زئيره والنيلا”.

ويوضح الكاتب أن المتنبي غادر ابن عمار فوجد في سيف الدولة الحمداني بغيته وكانا في سن متقاربة وأصبح أبو الطيب من شعراء بلاطه في حلب وأحبه وقربه وعلمه الفروسية واصطحبه في حروبه وغزواته حيث تميزت دولة بني حمدان بدورها في صد هجمات البيزنطيين المتكررة على الشمال السوري فكانت لا تمر سنة بغير تجهيز حملة حربية يهاجم بها سيف الدولة حصون البيزنطيين.

وفي أحد انتصاراته على البيزنطيين سأله سيف الدولة ألن تنظم قصيدة تؤرخ فيها هذا الانتصار يا أبا الطيب فنظم قصيدة من أروع قصائده قدم فيها انموذجا إيجابيا للقائد العربي الشجاع الذي يملك همة عالية ويريد من الجميع أن يكونوا مثله فقال…

“يكلف سيف الدولة الجيش همه .. وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه .. وذلك مالا تدعيه الضراغم”.

وفي الكتاب عرض لتجربة الشاعر المتنبي في مصر مع كافور الأخشيدي الذي ذهب إليه يرجو منه ملكا إلا أن كافور لم يلب طلبه فشرع اليأس يساور الشاعر ورأى أنه لابد من الرحيل عن مصر فخرج منها وأرسل كافور خلفه من يبحث عنه ولكنه لم يجده وقبل مفارقته مصر بيوم واحد قال قصيدته الدالية المشهورة التي هجا فيها كافور هجاء مرا ومنها…

“نامت نواطير مصر عن ثعالبها .. فقد بشمنا وما تفنى العناقيد
العبد ليس لحر صالح بأخ .. لو أنه في ثياب الحر مولود”.

وفي الكتاب أيضا بعض من نماذج الحكمة التي تدل على تجربة المتنبي العميقة في الحياة إضافة إلى دراسته في دمشق على يد نخبة من علمائها وشغفه بالقراءة والثقافة مستشهدا بقوله..

“الرأي قبل شجاعة الشجعان .. هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة .. بلغت من العلياء كل مكان”.

وفي كتاب أبو الطيب المتنبي الطريق إلى المجد الصادر عن الهيئة العامة للكتاب والذي يقع في 110 صفحات من القطع المتوسط مواضيع أخرى كالغزل والوصف والطرائف الساخرة إلا أن الكتاب لم يتوقف عند الظواهر السلبية في شعر المتنبي.

محمد سمير طحان