وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية تطلقان خطة صون عنصر صناعة العود والعزف عليه

مشق-سانا

نظراً للالتزامات المقدمة لعناصر التراث الثقافي ووضع وتنفيذ خطط صونها بالاشتراك مع المجتمع المحلي والجهات المعنية من حكومية ومجتمعية للارتقاء بصناعة العناصر الثقافية وتناقلها، أطلقت اليوم وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية عبر ورشة متخصصة خطة صون عنصر صناعة العود والعزف عليه المدرج على قوائم التراث الإنساني في اليونيسكو عام 2023، وذلك في خان أسعد باشا بدمشق القديمة.

وتهدف الورشة التي تستمر لمدة يومين إلى تفعيل الحوار المجتمعي في سبيل صون التراث اللامادي، ووضع ملامح أولية لخطة صون العنصر الذي أدرج كعنصر مشترك مع إيران على قوائم اليونيسكو لتتم مناقشتها، ومناقشة مستقبل خطط الصون وإمكانية انضمام بلدان عربية وأجنبية مهتمة إلى الملف المشترك للعنصر.

الورشة التي شاركت فيها جهات أكاديمية من المعهد العالي للموسيقا والجامعات السورية، ومعاهد موسيقية حكومية وخاصة، وصناع آلة العود، وعازفون ومؤلفون موسيقيون، وجمعيات ثقافية وموسيقية، وطلاب من الجيل الشاب، ومهتمون بالتراث والموسيقا ووسائل الإعلام، تسعى لربط وتشبيك الجهات المعنية لعنصر العود من حيث الصناعة والعزف، وتحديد الأدوار والمسؤوليات الخاصة لكل جهة.

وفي بداية الورشة تحدثت مشرفة مشاريع التراث اللامادي في الأمانة السورية للتنمية ريم الإبراهيم عن مشاريع الأمانة في حفظ وصون التراث بشقيه المادي واللامادي، مستعرضة أهم بنود اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي اللامادي.

وفي تصريح لمراسلة “سانا” قالت الإبراهيم: إن إطلاق ورشة خطة صون هذا العنصر الثقافي ما هو إلا استمرار لما بدأته الأمانة والتزامها بمتابعة آليات الصون، والعمل اليوم مع فئات أشمل من صناع العود وعازفيه من جميع المحافظات والقطاعات المختلفة، كما أنه تجسيد لفكرة إشراك المجتمع المحلي والجهات العاملة لوضع خطة صون منبثقة من العاملين والخبراء، وهو ما تسعى إليه الأمانة ليتم فيما بعد التشارك مع الجانب الإيراني في هذا المجال.

بدورها تحدثت مديرة مديرية التراث اللامادي في وزارة الثقافة المهندسة رولا عقيلي في تصريح مماثل عن رؤية وأهداف وآليات وزارة الثقافة في الحفاظ على التراث اللامادي، واستعرضت أهم المشاريع المتعلقة ببرنامج حماية وصون التراث الثقافي اللامادي والترويج له، ومنها حصر وتوثيق عناصر التراث والتعريف به وبأصالته.

وقالت عقيلي: إن الهدف الأساسي لورشة اليوم هو إشراك المجتمع الحامل والممارس لهذا العنصر للخروج بخطة صون مناسبة ومتوافقة معه، لذلك تمت دعوة أهم صانعي العود وعازفيه من جميع المحافظات.

وقال الموسيقي كنان أدناوي مؤلف وعازف عود: إن أهمية هذه الورشة تأتي من كونها ستضع الخطوات الأساسية للحفاظ على هوية آلة العود السوري، وتطوير صناعته وتوحيد جهد الصناع على إخراج شكل وصوت جديد للعود السوري.

وقالت غيثاء النقري مدرسة تربية موسيقية وعازفة عود: بحكم تدريسي للموسيقا في حمص لاحظت توجه الأطفال والمرأة بشكل عام لتعلم العزف على الآلات الغربية، وآمل من هذه الورشة لحظ تفعيل آلة العود بين الأطفال والأوساط النسائية، وأن تكون هناك مدرسة سورية تعنى فقط بآلة العود السوري والحفاظ عليه.

أما علي حسن صانع عود من طرطوس، فأشار إلى التحديات التي تواجهه، ومن أهمها استيراد الخشب المخصص والأنسب لصناعة العود من الخارج.

وتخللت الورشة في يومها الأول جلسات حوارية، شارك خلالها الحضور رؤاهم وتطلعاتهم، وأهم التحديات التي تواجههم في عملية صون عنصر آلة العود للخروج بخطة تضمن الحفاظ على هذا العنصر الثقافي الأصيل.

وستتابع الورشة أعمالها يوم غد من خلال عقد جلسات حوارية تفاعلية، وطرح أفكار حول صون العنصر وطنيا والتشبيك مع الجانب الإيراني، والاتفاق على البنود الأولية لخطة الصون المشتركة.

يذكر أنه تم إدراج عنصر “صناعة العود والعزف عليه” في كانون الأول عام 2022 كعنصر تراثي مشترك مع إيران، ما يعزز روابط الثقافة بين البلدين ويرسخ فكرة الجسور الثقافية المشتركة التي تجمع الجماعات الإنسانية بغض النظر عن الانتماء أو الموقع الجغرافي للممارسين.

مريم حجير

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية تطلقان خطة صون عنصر صناعة العود والعزف عليه