حمص-سانا
يختار الشباب السوري اليوم مشاريعهم الاستثمارية وفقاً لمقدراتهم المادية المحدودة وكفاءاتهم العلمية، بهدف ضمان نجاحها واستمراريتها وتطويرها بالمستقبل.
والشابتان سارة ويارا العباس اختارتا مشروعهما لزراعة الورود ونباتات الزينة، كونه لا يحتاج إلى رأسمال كبير كما أنه ينسجم تماماً مع الدراسة الجامعية للشابة سارة كطالبة في كلية الزراعة بالجامعة، حيث بدأت المشروع منذ نحو عام لتنضم إليها أختها يارا التي تدرس (ماجستير) في كلية السياحة بجامعة البعث، والتي دفعها شغفها بأعمال الزراعة ونباتات الزينة عموماً إلى هذا المشروع بتفاصيله الجمالية المتجددة.
وسعت سارة إلى توظيف خبرتها الأكاديمية في هذا المشروع الذي بدأته بزيارة لأحد محال بيع الورود ونباتات الزينة، مستفسرة عن أكثر الأنواع رواجاً وإقبالاً من قبل الناس، فبدأت في الشتاء الماضي بزراعة بعض ورود الصالونات الداخلية وبعض الشجيرات كالليمون القزمي، إضافة إلى اقتناء بعض أنواع السماد والمبيدات للعناية بها، ومع قدوم الصيف ازدادت الأنواع غنى بالورود المحلية مثل تم السمكة والمنثور والحبق والأقحوان والكازانيا والجوري بأنواعه وألوانه والياسمين والغاردينيا وغيرها من الأنواع التي تلاقي رواجاً من قبل مختلف شرائح المجتمع.
ولتسويق المنتجات تم استئجار محل متواضع في أحد تفرعات شارع الخضري في حي النزهة بحمص، الذي يشهد حركة تجارية نشطة من قبل الأهالي بالمدينة حيث أوضحت الشابتان أنه بالرغم من الضائقة الاقتصادية والمعيشية الصعبة فإن تجارة الورد ونباتات الزينة تلقى اهتماماً واقبالاً لدى الكثيرين.
وتقول الشابتان: إنهما يبيعان بأسعار مقبولة وبنسبة ربح بسيطة، ما ساهم بتسويق المنتجات بيسر وسهولة منذ بداية المشروع، مؤكدتين أنه مع بداية تأسيس المشروع انتابهما خوف وقلق من عدم نجاحه، ولكن مع الانطلاق بالخطوة الأولى “تشجعنا وزادت حماستنا للاستمرار به وتطويره من خلال تنويع المنتجات وتوسيع حيز الورود الصناعية المصنوعة بطريقة الهاند ميد من الساتان والشيفون وبعض الإكسسوارات، التي يزداد عليها الطلب من قبل الطلبة الجامعيين في مراحل التخرج ونيل الشهادات العليا وخلال حفلات التخرج التي باتت تقليداً اجتماعياً له طقوسه وزينته من مختلف أنواع الورود”.
المشروع ضاعف من الخبرة العملية للشابتين لجهة التعرف على سبل المحافظة على حياة النباتات والورود لفترة أطول، وطريقة إكثارها وتأقلمها مع مختلف الأجواء، كما شكل للشابة سارة فرصة مثمرة لتطبيق المعرفة النظرية الأكاديمية على أرض الواقع، حيث يتم التعاون وتنظيم الوقت بين الأختين لرعاية الورود والنباتات لمشروعهما حسب قولهما.
ودعت الشابتان سارة ويارا جميع الشباب إلى السعي لتحويل أي فكرة خلاقة إلى مشروع استثماري، ولاسيما تلك التي تكتفي برأسمال بسيط في ظل الوضع الراهن، وخاصة الأفكار التي تحتفي بكل ما هو يدوي وإبداعي.
تمام الحسن
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency