حمص-سانا
للموسم السابع على التوالي احتضن ملتقى سيلينا للثقافة والفنون كبار الفنانين التشكيليين من سورية ولبنان في رحاب قرية عيون الوادي الجبلية، التي شكلت بتضاريسها وهدوئها وطبيعتها منبع إلهام تجسد بلوحات تنطق بالإبداع والجمال بروح إنسانية تستحضر ذكريات البلدين الشقيقين.
الملتقى الذي حمل اسم (ناس من ورق) تيمنا بمسرحية الرحابنة جمع ثمانية عشر فناناً وفنانة تشكيليين من سورية ولبنان، أثمروا لوحات من مختلف المدارس التشكيلية وبتقنيات فنية متنوعة عبروا من خلالها عن جوهر الموضوع، وهو ربط الإنسان بالمكان والزمان بما يخلق حالة من الوجودية الوجدانية.
مدير الملتقى الفنان التشكيلي علاء محمد أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن الملتقى الذي استمر على مدى أربعة أيام تميز بتنوع المدارس التشكيلية والانفتاح، ما خلق حالة لونية تقاطعت مع جمالية عيون الوادي حاضنة الملتقى الذي اهتم بهذا الجانب، فالفن أحد الموثقات التاريخية للإنسان وللحياة بشكل عام.
وأضاف محمد: إن الملتقى الذي شارك فيه اثنا عشر فناناً تشكيلياً من سورية وستة من لبنان خرج بلوحات عبر فيها كل فنان عن رؤياه وأحاسيسه بلغته الفنية، وهذا ليس بجديد على الشعبين السوري واللبناني اللذين يشكلان إرثاً واحداً في الفن والغناء والتشكيل والثقافة.
الفنانة التشكيلية الدكتورة سوسن الزعبي التي شاركت بلوحة حملت عنوان (ساروجة) عبرت عن سعادتها للمشاركة في الملتقى الذي أتاح الاطلاع على تجارب الفنانين المشاركين وتقنياتهم، وقالت: إن دمشق القديمة بسوقها التاريخي (ساروجة) حاضرة في أعمالها في كل مكان يستضيف الأصالة والجمال.
من جهته أوضح الفنان التشكيلي سائد سلوم أنه حاول من خلال اللوحتين الفنيتين اللتين شارك بهما في الملتقى واعتمد فيهما على مادة الأكريليك ممزوجة بأتربة من طبيعة المكان أن يظهر تفاعل الإنسان مع البيئة والحياة، ويبحث فيهما عن حوار بين الورد والحجر والإنسان وما يحيط به من أشياء وفق الأحداث المعاصرة.
وعبر الفنان التشكيلي رمضان النعسان عن إعجابه بروعة مكان الملتقى، حيث تتآلف الوجدانيات مع الطبيعة الساحرة لتوقد شعلة الفن وهو ما وظفه في لوحته، التي حاول فيها ربط المكان مع الإحساس ليصبحا وحدة فنية متكاملة.
ومن لبنان جاءت الفنانة التشكيلية سوزان شكرمون وهي أستاذة في كلية الفنون الجميلة موضحة أن كثيراً من أعمالها اعتمدت فيها على المدن وانكسارها، ولكن طبيعة عيون الوادي التي تشبه طبيعة الجبال اللبنانية الخلابة بريفها وهدوئها وبساطتها ترك أثراً طيباً في نفسها وجعلها تنحو باتجاه تصوير الجمال الذي جسدته في لوحتها التي حملت عنوان (ذاكرة العابرين)، لأن الأثر الفني الذي ستتركه لوحات الملتقى هو توثيق لذاكرة الأمكنة.
وفي ست وعشرين نافذة صغيرة احتضنتها لوحة واحدة للفنان التشكيلي عبد الناصر رجوب حاول من خلالها إظهار الجمال، من حيث الشكل والمضمون معتمداً فيها على الألوان الزيتية، موضحاً أن الملتقى فرصة للتعبير عن الفن الذي هو حاجة اجتماعية وروحية لبناء الإنسان، وهو أقصر طريق بين إنسان وإنسان.
الفنان التشكيلي موفق مخول الذي يشارك لأول مرة في الملتقى حاول من خلال عمله الفني التعبير عن حبه للمكان وناسه، وأن يبوح بألوانه الزيتية عن جوهر الإنسان وانفعالاته الحزينة أو السعيدة تجاه ما يحيط به وخاصة في حضن الطبيعة الغناء، واصفاً الملتقى بالفرصة النبيلة الناجحة لأنه يزرع فينا القيم الفنية والإنسانية والوطنية.
وشاركت الفنانة التشكيلية الدكتورة لينا ديب بلوحتين بتقنية الزيتي والأكريليك بعنوان (من وحي عيون الوادي) والفنان التشكيلي صالح الخضر بلوحة (ذاكرة الورق) والفنانان التشكيليان اللبنانيان شارل الخوري بلوحة تجريدية (وجوه وانفعالات مع الواقع ومايحيطه) وفاتن خليل بلوحة (عيون الوادي).
حنان سويد
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency