دمشق-سانا
أخذ المايسترو طاهر مامللي بيد جمهور دار الأسد للثقافة والفنون ليغوصا معاً في كنوز ما قدمه من تلوين وتنويع بين أغان وموسيقا درامية شكلت ذاكرة التلفزيون السوري والعربي عبر حفل “نوستولوجيا 2” الذي يقام برعاية شركة سيرياتيل.
وقدم مامللي الحفل بعد أن جمع نوتاته الموسيقية ونثرها على جمهوره الذي غصت به قاعة الأوبرا حباً وحنيناً لزمن مضى، برفقة أوركسترا أورفيوس ليحتفي بالذكرى العشرين لتأسيس مركز الإغاثة والتنمية.
وتضمن الحفل فيلماً قصيراً بطله الطفل خضر أحد المستفيدين من مشروع تصنيع وتركيب الأطراف الصناعية الذي يوفره المركز مجاناً للأشخاص المحتاجين.
فيما روى رئيس مجلس الأمناء ومؤسس المركز شادي فاضل قصة الشعار “حيث تكون .. نكون” ولونت موسيقا مسلسل “أحمر” مطلع الحفل وأضاءت الفنانة ليندا بيطار بأخرى “قناديل العشاق” و”ندهت للشام حطي الملح فوق الجرح” و”عصي الدمع شيمتك الصبر”، ومد مامللي بالأصوات الشابة جسر وصول بين ضيعة ضايعة والخربة ووراء الشمس، وأسقط بقعة ضوء على سيرة آل الجلالي وربط “الأحلام الكبيرة” التي أدتها بيطار أيضاً بالفصول الأربعة التي وقفت على حافة الانتظار تغني “يا ليل” لتنهي بالتغريبة الفلسطينية ويبقى المارون بين الكلمات العابرة ينتظرون الزمن القادم على مقامات العشاق.
ولفت مامللي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عشية أمس على هامش الأمسية إلى أن هذه الحفلات فرصة لتقديم أصوات محلية جديدة بما يشكل إلهاماً لجيل الشباب الذي يمكن أن تحقق انتشاراً في العالم العربي.
ويرى مامللي أن الحرب والأزمات التي مرت على سورية تسببت بفقدان الكوادر الفنية والهجرة، مطالباً بضرورة إحداث مؤسسة تعنى بدعم الإنتاج الموسيقي والغنائي وتسعى لتحسين الظروف الإنتاجية على مستوى الأغنية والموسيقا السورية والاستثمار الثقافي.
وأشار مدير الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون المايسترو أندريه معلولي إلى أن أوبرا دمشق تعد صلة الوصل بين الإبداع والمجتمع الأهلي ليكون ركناً أساسياً في الحياة الثقافية، مؤكداً أهمية تضافر الجهود في التعاون على إنجاز منتج إبداعي يروي للعالم عن الشعب السوري قصصاً بأسلوب أكثر عمقاً وألقاً من خلال العمل الموسيقي وارتباطه بالمجال الإنساني.
وربط رئيس مجلس الأمناء ومؤسس المركز شادي فاضل بين العمل الإنساني الذي يقدمه المركز ومشروع الموسيقي طاهر مامللي روحياً كحالتين سوريتين تتطلعان لإظهار الإبداع والقوة في الإنسان، فالمركز يصر على إعادة الحياة في جسد فاقدي الأطراف ودمجهم في المجتمع، أما مامللي فيسعى لتسليط بقع من الضوء على المواهب السورية الشابة التي تحاول شق طريقها بأداء فني حقيقي.
رئيس قسم الرعاية والفعاليات في شركة سيريتل أحمد شاهين أشار إلى أن رعاية سيرتيل لحفل المايسترو مامللي السابق شجعتهم ليكون هذا التعاون الثاني بينهما وتقديم الدعم في الذكرى العشرين لتأسيس هذا المركز الإنساني.
ومن جهته مخرج العرض المؤلف والموزع الموسيقي هاني طيفور أشار إلى أن هذا الحفل انعكاس لحفل “نوسالتجيا 1” الذي قدمه مامللي على خشبة مسرح أوبرا دبي.
أماني فروج
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency