قصص بمواضيع اجتماعية واقعية لفرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في المحطة الثقافية بجرمانا

ريف دمشق-سانا

الأمسية القصصية التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب والمحطة الثقافية في جرمانا شارك فيها عدد من كتاب القصة، بمواضيع اجتماعية واقعية ومتنوعة وبأسلوب احتوى مقومات القص وأشكاله الفنية.

رئيس فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور الناقد غسان غنيم الذي افتتح الأمسية رأى أن القصة تختصر حالة وجودية، وتقدم النصوص الأخرى التي تجمع أكثر من جنس أدبي مثل السرد والشعر، ومن خلال التكثيف، فهي فن صعب وحالة تألق حقيقي تصل بالملتقي إلى الدهشة والتنوير.

الأديب والمسرحي محمد الحفري قدم بدوره عددا من قصصه القصيرة التي عبرت عن واقع اجتماعي حقيقي، يصف بعض حالات الأزواج والبيوت، وما يدور من تخلف وأغلاط فيها تصل إلى حد الاضطهاد المتبادل والقتل، إضافة إلى قصة ذاتية بأسلوب اعتمد الالتزام بتركيب القصص بشكل متوازن، والحرص على عنصر التشويق ومسك الحدث ليصل إلى ما يرغب بتوصيل أفكاره.

على حين كانت قصة عماد نداف الكابتن جديدة الطرح ملتزمة بفنية الأحداث التي ربطها بالبطل فقدم الواقع دون أن يستطرد بالمتلقي إلى أفكار أخرى فعالج قضايا مختلفة مع سير السرد الفني لينهي قصته بعملية قتل غريبة لكنها مأخوذة من الواقع، إضافة إلى قصة خليل المزهر التي تغير فيها أسلوب الطرح والتصوير.

وفي الوقت عينه ألقى الدكتور محمد عامر مارديني قصتين بأسلوب ساخر، فكانت كاسر بروكسي شديدة الالتصاق بالواقع، إلا أنه صورها بفنية عالية تشد المتلقي وتسلط الضوء على عدم إعطاء المبدعين حقوقهم، إضافة إلى قصة تبليغ تعبئة التي نقل فيها كثيرا من الحالات الاجتماعية التي تعيشها المرأة والرجل بأسلوبه الساخر الذي ربط المتلقي بالحدث حتى النهاية.

وفي مداخلته قال الناقد عمر جمعة: ذهب القاصون الثلاثة إلى تقنية توظيف الفنون المتجاورة التي تعزّز من فعل القص وتجعله أكثر قبولاً وتأثيراً، ولا سيما أن القصص التي قرئت اشتركت في ناظم واحد جمعها لتكون بحق قصصاً ساخرة فيها مسحة من الكوميديا المحببة، فالكاتب محمد الحفري اتكأ على الحوار في اقتراب واضح من الفضاء المسرحي، حتى اللهجة العامية التي استخدمها في هذا الحوار أضافت بعداً جمالياً، فيما استفاد الكاتب عماد نداف من الدراما في تصعيد أحداثه وشكل ومضمون شخصياته، ولاسيما في قصة “الكابتن” التي انبنت على مشهدية بصرية أكثر منها ذهنية، أما الكاتب الدكتور محمد عامر مارديني، والمعروف أنه كاتب ساخر، وربما تتضمن أغلب مجموعاته التي أصدرها هذا النوع من القص، فقد أمتعنا كثيراً بقصتيه اللتين اقتربتا من الواقع وأنشأتا تماسا مباشراً معه، بلغة واقعية تضجّ بالكوميديا الساخرة، وسرد آسر يجبرك على متابعته حتى الكلمة الأخيرة.

وقدم عدد من الأدباء والنقاد الحضور مداخلات نقدية متنوعة أشارت إلى مستويات القصص التي ألقيت، وتميزت برفعة التكوين وقوة العاطفة والتعامل مع المتلقي بفنية عالية، دون التخلي عن الواقع.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أمسية قصصية لفرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع المحطة الثقافية في جرمانا

ريف دمشق-سانا أقام فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع المحطة الثقافية في جرمانا …