دمشق-سانا
من عمر الست سنوات بدأت موهبة الرسم عند الفنانة الشابة هند محفوض، حيث حظيت باهتمام والديها اللذين دعما موهبتها برعاية وحب كبيرين، لتكمل الرحلة بتعلم مبادئ الخط العربي، فكانت لوحة آية الكرسي أول عمل زخرفة نباتية لها بأسلوب الخط الديواني.
وتحدثت هند 30 عاماً خريجة كلية الفنون الجميلة لـ سانا عن موهبتها في الرسم وفن الزخرفة النباتية التي سعت لتطويره من خلال دراستها الأكاديمية، فضلاً عن تعلم الخط العربي، حيث أتقنت أنواعه المختلفة من الكوفي والثلث والنسخ والرقعة والديواني والفارسي.
ووظفت هند موهبتها في مشروع صغير من خلال ورشة في منطقة السبع بحرات مع مجموعة من زملاء المهنة الذين يقومون بالبيع المباشر والتسويق لمنتجاتهم الفنية عبر صفحتها على الفيس بوك، والتي تلاقي اهتماما من قبل متابعي هذا الفن ونالت استحسان كثيرين يطلبون لوحات لهم.
وأصبحت مزاولة الرسم والزخرفة بأنواعها الهندسية والنباتية مصدر دخل لها ولأسرتها يساعدها في حياتها اليومية، مشيرة إلى عراقة الزخرفة الإسلامية والتي استخدمت لتزيين المساجد والبيوت والمخطوطات واللوحات القرآنية والسجاد وغيرها.
وتشير هند إلى أن فناني الزخرفة في بلدنا مالوا للزخرفة النباتية، واستخدموا التحوير والتبسيط وغالباً ما اعتمدوا على تكرار وحدة هندسية أو زخرفية للوصول إلى شكل نهائي جميل متناسق ومتناظر.
وتميز هند بين الزخرفة الإسلامية الهندسية التي تعتمد على الأشكال الهندسية المتداخلة، والزخرفة الإسلامية النباتية أو التوريق المستمدة من الطبيعة، ونجد فيها الأوراق والأزهار والبراعم، مشيرة إلى أن كل لوحة تقوم برسمها تأخذ منها وقتاً وجهداً كبيرين بالرسم والتحبير والتكرار، إضافة إلى التلوين لأن الألوان هي التي تعطي الروح إلى اللوحة، ومن المهم أن تكون جاذبة ومريحة للعين ومتناسقة لتعطي جمالية تجذب الناظرين إليها وتمنحها تأثيراً ممتداً يصل إلى أعماق النفس البشرية، لتعكس الفرح والحب والبهجة، وهذا ما حاولت تقديمه من خلال رسوماتها.
ورسمت هند صورة لغلاف كتاب الأيقونة السورية للباحثة إلهام محفوض، ورسمت لوحات للقديس يوحنا الدمشقي والسيدة العذراء، كما قدمت مجموعة من أعمالها في بازار سورية الأم الذي عرض في التكية السليمانية، من بينها رسومات على الفخار مستوحاة من حضارة شرق آسيا.
كما كان لهند مساهمات في أعمال ترميم شهدتها بيوت وأوابد دمشقية، منها المدرسة المحسنية والتي تعود إلى مئتي عام تقريبا، من خلال ترميم السقف بالزخرفة النباتية والهندسية، إضافة إلى الرسوم الجدارية والتي هي عبارة عن رسم على الكلسة “فريسك”، ورسم ستائر تظهر للعيان كأنها نسمة من الهواء الطلق قامت بتحريكها استخدمت فيها ألواناً ترابية مستخرجة من بيئتنا المحلية، وتمت معالجتها بإضافة مواد لاصقة داعمة مثل الغراء النباتي المستخرج من الشجر.
كما عالجت هند مشاكل السوس والتشققات الموجودة بسقف المدرسة من خلال حقنه بالكحول ووضع الغراء ومواد صمغية تناسب نوع الخشب المستخدم، انطلاقاً من إيمانها بأن للخشب روحاً خاصة، وعلينا الحفاظ على هويته الأثرية والحضارية، واحترام خصوصية العمل الذي تركه لنا الأجداد.
وعن مشاريعها المستقبلية بينت أنها ستنظم دورة لتعليم الرسم والزخرفة ليبقى هذا الفن موجوداً ولا يندثر، ولا سيما مع وجود أكاديميين قادرين على إعطاء هذا الفن بدقة وموضوعية، معتبرة أن من يمتلك هواية الرسم والزخرفة النباتية عليه أن يطورها باستمرار لكي تواكب التطور والحداثة.
جيما إبراهيم
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency