سورية ستبقى عصية على قوى التآمر-الوطن العمانية

احتفل السوريون بعيد الجلاء قبل أيام، أخذوا منه معناه، إنها الطبيعة السورية التي هي سحر شعب عاش دائما من أجل وطنيته وعروبته، تقلب الأيام وعرف معناها، وهاهو اليوم يعيش أقسى التآمر عليه، دول بأكملها جاءت لقهره، لتغيير عالمه، لكنه لم يسلم ولن يسلم.

من الأمور التي دخلت في هذا الحيز ذلك الاتهام بوجود أسلحة كيماوية لدى سورية، تعامل السوريون مع هذا الحدث بالكثير من الصدق والمسؤولية، وهم دائما على هذا المنوال، فقدموا للأممية ما تحويه مخازنهم من سلاح يحمل هذا النوع. وهكذا تعامل العالم بأن قام بتدمير ما قدمته سورية، تم الخلاص منه فكانت سورية على صدقها، وعلى موقفها الإنساني بل على خدمة الانسان ولمصلحته بالدرجة الأولى.

حدث كل ذلك، فيما كانت الاتهامات موجهة إلى سورية كونها قامت باستعمال هذا النوع من السلاح المحرم. وبالرغم من الاثباتات التي قدمتها روسيا من ان من استعمله هم الارهابيون الذي قدموا في احدى المرات نموذجا عن تصورهم لهذا السلاح وكيفية قتله للأرواح سواء كانت بشرية أو حيوانية عبر وضع أرنبين في اناء ثم تسليط الغاز القاتل عليهما. ورغم ظهور هذا النموذج على الملأ إلا أن الأميركي كاد ان يفعلها بالهجوم على سوريا لولا أن اظهرت قوى الممانعة حزمها في مقاتلة أي اعتداء عليها.

طويت صفحة كادت أن تكون كارثية على البشرية، وكان ان طوي معها ايضا خلاص دولي من السلاح الكيماوي المتوفر لدى السوريين. لكن اللعبة الخبيثة للقوى الارهابية، أو بالأحرى لمحركها وممولها، أبت إلا أن تعيد الكرة باتهام سوريا باستعمال غاز الكلور هذه المرة، وكانت بذلك تحاول ان تجيش الموقف الدولي من جديد عبر هذه الأكذوبة الكبيرة، مع أن قوى الارهاب هي من حصل على هذا الغاز، وقامت دولة او اكثر من الدول الممولة لها بمدها به تحت غطاء من السرية المطلقة من أجل العودة لاتهام سورية بأنها من استعمله.

لكن الكذبة لم تنطل على أحد، وأظهرت التحقيقات أن السوريين قدموا جل ماعندهم من هذا السلاح الى المجتمع الدولي، بل هم تخلصوا منه لأنهم ليسوا بحاجة إليه من الناحية الانسانية، بل لايمكنهم بأي حال من الأحوال توجيهه باتجاه شعبهم حتى لو كان ضد كل أشكال الارهاب.

مرة أخرى تظهر سورية التزامها بما قدمته، وبأنها لم تعد تملك من هذا السلاح، بل أنها قدمت كل ما تمكله الى المجتمع الدولي الذي قام بتدميره، بل وكتب تقارير في هذا الشأن تؤكد أن السوريين قدموا كل ماعندهم وأنهم أنهوا كل علاقتهم بالسلاح الكيماوي وغيره من أنواع السلاح الجرثومي.

من الواضح أن القوى المتآمرة على سورية تسعى دائما الى الضغط على المجتمع الأممي من أجل تجييشه من جديد للهجوم على سورية التي مازالت تذوق الأمرين من المؤامرة الدولية عليها، فأكثر من ثمانين دولة بين صغيرة وكبيرة، عظمى وغير عظمى، تهاجم وتقتل وتفتك وتدمر وتستبيح الأرض السورية. وتوظف إمكانياتها المادية من أجل تسخير وسائل الإعلام والشبكات العنكبوتية في تزييف الحقائق، لكننا على ثقة أنه مثلما فشلت المؤامرة الأولى، ستفشل أيضا كل المؤامرات اللاحقة، وستبقى سورية ممانعة عصية على قوى التآمر والإرهاب.

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …