الشريط الإخباري

(محترف حنة)..  مشروع لإحياء التراث بإعادة تدوير الأشياء في ريف حمص الغربي

حمص-سانا

وسط قرية المشتاية المعروفة بجمال طبيعتها ضمن وادي النضارة بريف حمص الغربي، اتخذت معلمة الفنون ندى صليبي ركنا لمشروعها “محترف حنة” في غرفة جانبية من بيتها الريفي.

ويتميز مشروع “محترف حنة” بفكرته حول إحياء التراث بالاعتماد على إعادة التدوير بصورة فنية مبتكرة تحاكي روح العصر، إضافة إلى جعله المشروع مركزا للتدريب على مختلف الفنون، حيث يستقطب الطلاب الراغبين بالتدرب من جميع الأعمار.

وتوضح المعلمة صليبي أن المشروع يعمل على إحياء التراث الفني القديم في الريف الغربي للمحافظة، من خلال تدوير القماش والخيوط وأشياء أخرى وتعليم التريكو والكروشيه والتطريز وفن الرُّقع مع الخياطة بشكل جديد ومُبتكر وموافق لمتطلبات العصر، من خلال سيّدات من أعمار متفاوتة يتعلّْمن ويعملْن وينتجْن، إضافة إلى تدريب الأطفال واليافعين على عدد من الفنون والأشغال اليدوية.

وتقول صليبي: إن فكرة إنشاء محترف حنة ولدت إثر مشاركتها في معرض للمشغولات اليدوية بدمشق القديمة عام 2010، ثم تبلورت في العام 2014 ليبصر مشروعها النور وليغدو مدرسة للتدريب على مختلف الأعمال اليدوية والحرف البسيطة، وأطلقت صليبي اسم أمها “حنة” على المشروع وفاء لها كونها مدرستها الأولى قبل أن تدرس الفن التشكيلي، والتي زرعت فيها حب العمل والابتكار.

وتبين صليبي أنها سعت دائماً لإنصاف مادة التربية الفنية وغرس قيم الإبداع والجمال في نفوس الطلاب، ولتطوير سبل إعطاء هذه المادة بالمدارس وإعلاء شأنها، فكان المشروع رسالة يجب أن تستمر عبر الأجيال، حيث خصت الأطفال بحصة كبيرة لتدريبهم على مختلف أنواع الفنون وإعادة التدوير بهدف تعزيز وعي الطفل وارتباطه ببيئته وتراثه، وتقول: “العمل اليدوي صياغة فنية نبيلة للوقت وحوار حياة مع خامة تختلط فيها كل الأحاسيس والمشاعر، في توق لبلوغ النهاية، وإحياء للأقمشة التالفة والخيوط وبقايا الطبيعة في صورة تنطق بالإبداع والجمال”.

وسبق لمشروع محترف حنة أن استضاف في الربيع قبل الماضي سيدات من دمشق وبعض المحافظات بالتعاون مع إحدى الجمعيات التي تعنى بالسياحة والتراث، وقاموا بجولة سياحية في المنطقة وتدربوا على إنجاز بعض المشغولات التراثية وكيفية إنتاج الخيوط لشغلها على طريقة الكروشيه، واطلعوا على طريقة صناعة البسط العربية الملونة دون نول، كما نفذت صاحبة المشروع صليبي ورشات عمل لعدد من السيدات في بعض القرى النامية بالمنطقة للتدريب على المشغولات اليدوية.

وتوضح صليبي أنه بسبب صعوبة النقل والتنقل بالمنتجات، لم يحظ المشروع بالمشاركة في عدد من المعارض الخارجية التي وجهت له الدعوة، إلا أنه كانت له مشاركاته المحلية، من خلال فعاليات السوق التراثي لدير مار جرجس بالمشتاية في مهرجان القلعة والوادي الذي يقام في صيف كل عام، كما يتم وبشكل دائم عرض منتجات محترف حنة في أحد الفنادق السياحية بمنطقة الوادي من خلال تخصيص ركن ثابت له لمشاهدتها من قبل السياح، إضافة إلى متابعة جميع نشاطات ومنتجات المشروع عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولا تزال صليبي تحتفظ بالعديد من القطع التراثية من أمها وجدتها، فلا ترمي شيئا، بل تنسقها وتؤرشفها، ولاسيما الأقمشة بأنواعها لصوغها من جديد وإنتاج قطع فنية أكثر جاذبية وجمالا، وكثيرا ما تصمم مشغولاتها فتلزمها أدوات غير موجودة بالمشروع، فتستعين ببعض أصحاب الحرف لصنعها لزوم إنجازها، إضافة إلى دعم الأصدقاء لها وتزويدها بالقماش المتنوع المستعمل وملحقاته.

ويحظى مشروع “محترف حنة” في المشتاية بوادي النضارة بشعبية واسعة من أبناء الوادي والقرى المجاورة، فيرتاده الكثير من عشاق الحياة الريفية البسيطة، ليستمتعوا بمشاهدة إعادة صياغة بعض مفردات البيئة الغنية بأشكال تحافظ على التراث الجميل.

تمام الحسن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency