السويداء-سانا
الإرادة والتصميم والإيمان بالقدرات والثقة بالنفس ودعم الأهل هذا ما ارتكزت عليه الشابة نغم نصر، لإثبات ذاتها بلغة العمل وترك بصمة وعنوان للتميز في صناعة التيجان بمحافظة السويداء.
الشابة نغم التي أصبحت معروفة بين الناس ترجمت شغفها بهذا المجال وموهبتها منذ صغرها، وعملت على تنميتها عبر التجربة والاكتشاف وصولاً للانطلاق الفعلي بعملها قبل نحو 10 سنوات، كما روت خلال حديثها لسانا الشبابية.
نجحت نغم باستثمار موهبتها بعمل شيء مميز ومختلف لأن تصنيع التيجان يدويا قليل وإن وجد أشخاص يطبقونها، لكن ليس لديهم قدرة على تصميم أي تاج يطلب منهم كما ذكرت، مبينة أنه بفضل الخبرة التي اكتسبتها والممارسة اليومية لعملها أصبح بإمكانها تصنيع أي تاج يطلب منها بأي تصميم وتفصيل مع ابتعادها عن التقليد والروتين، ليكون لها بصمة وتفرد واختلاف عن الموجود، ولتكون العروس أيضاً مختلفة ومميزة.
نغم التي تحب التجديد والابتكار وتسعى دائماً لإدخال أشياء وتصاميم جديدة ترفض أن تبيع القطع التي تصنعها، حيث تؤجرها فقط نظرا للوقت والجهد الكبيرين في إنجازها كما أوضحت، إضافة للخصوصية التي تحملها بحيث تكون فكرتها وليدة اللحظة مثل اللوحة كنوع من أنواع الفنون بحيث لا تكرر التصميم، وإن تكرر يكون بألوان وتفاصيل مختلفة.
وفن صناعة التيجان بالنسبة لنغم هو تفريغ للطاقة السلبية وشحن للذات بالطاقة الإيجابية مثل الموسيقا والرسم، وخلال قيامها به ينتابها شعور جميل لا يوصف وخاصة عندما ترى نتيجة عملها على العرائس عندما تدخل البهجة إلى نفوسهن.
وبينت نغم أنها تقوم بدراسة كل عروس لاختيار التاج المناسب لها آخذة بعين الاعتبار شخصيتها ومقاسات وجهها وفستانها ولونه وتسريحة شعرها وغيرها من التفاصيل المهمة بالنسبة لعملها.
وأوضحت نغم أن السبق والتفرد الذي حققته في هذا المجال يحملها مسؤولية أكبر للحفاظ على عملها والاستمرار بتطويره، بحيث يكون مكسباً لها لجهة زيادة رصيدها الاجتماعي ومحبة الناس لها وثقتهم بها وترك ذكرى جميلة في حياتها وحياة الآخرين.
وبحسب نغم فإنها شاركت سابقاً بالعديد من المعارض، حيث كان وقتها يسمح بذلك لكن حالياً تعمل ضمن مشروعها الخاص وتعرض على الانترنت، مبينة أنها العام الماضي وخلال تواجدها في روسيا عرضت نحو ألف قطعة (أون لاين) من إنتاجها، إضافة لشحن تيجانها على مدار سنوات لعدد من دول العالم.
وتؤمن نغم بأن كل من يعمل بمحبة ينجح لكن ليس المهم النجاح بالنسبة لها بقدر الحفاظ عليه وعلى اسمها ومحبة الناس لها، مؤكدة أنه يجب على كل شخص دائماً أن يبحث عما في داخله ويستثمر موهبته بعمل شيء مختلف دون اللجوء للتقليد، وعليه أيضاً الصبر حتى بلوغ الهدف.
نغم التي تدين بنجاحها لوالديها وشقيقها الداعمين الأكبر لها ترتكز على مقولة “إن الإنسان ابن بيئته”، حيث كانت حريصة على الانطلاقة من بلدها، كاشفة عن وجود طموح لديها مستقبلاً لتصميم المجوهرات وتصنيع التيجان بها.
ووفقاً للشابة نغم فإنها قبيل عملها بتصنيع التيجان بدأت بتصنيع الإكسسوارات التقليدية وتعليم هذا الفن للشابات والسيدات وتنظيم ورشات عمل بهذا الخصوص، إضافة لقيامها بتدريب مجموعة (أنا أستطيع) من متلازمة داون من بلدة القريا على هذه المهنة.
يذكر أن نغم نصر المنتسبة لجمعية الحرفيين السوريين إضافة لعملها درست الإعلام وتقوم حالياً بتدريس اللغة الانكليزية.
عمر الطويل
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency