الشريط الإخباري

افتتاح المؤتمر الفكري الثاني بدمشق

دمشق-سانا

ناقش المشاركون في المؤتمر الفكري الثاني الذي تقيمه جمعية سورية المدنية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية بعنوان سورية بين المدنية والتوحش دور الثقافة في التنمية المجتمعية وبناء الدولة المدنية ودور الفكر في تأهيل الإنسان السوري في مرحلة ما بعد الأزمة.

ورأى المهندس طارق الأحمد رئيس مجلس إدارة جمعية سورية المدنية فى افتتاح أعمال المؤتمر بقاعة رضا سعيد بجامعة دمشق أن حجم الإرهاب والعدوان الذى يطول شرائح سورية واسعة جراء الازمة من شأنه أن يزرع مخاوف من انتقال العنف أفقيا على مبدأ الفعل ورد الفعل ما يستدعى وقفة عقلانية تحول دون تمدد التوحش الذي يريد الأعداء زرعه في الإنسان السوري وإعادته لعصور سحيقة والتركيز على مدنية الدولة ضد المشاعر الفئوية والتفريقية.2

أما الباحث الدكتور طلال معلا عضو مجلس الامناء في الأمانة السورية للتنمية فاعتبر في محور “الثقافة ودورها في بناء مدنية الدولة” أن ثقافة أي مجتمع تحمل خصوصية بعينها تميزها عن غيرها وتشمل مختلف جوانب الحياة كما أنها احدى ركائز التنمية التي تعتمدها الدولة المدنية داعيا إلى التركيز على الاستثمار الثقافي بشكليه المادي وغير المادي وصناعة منتج يمكن تسويقه يحمل هويتنا.

كما رأى معلا أن الدولة المدنية تحتاج إلى رؤية ثقافية بالغة الوضوح تقوم على الحرية الفكرية للأفراد والمؤسسات والتواصل مع المجتمع المدني لانتاج المؤسسة الثقافية الفعالة القادرة على إحداث تغييرات نوعية على الصعيد المجتمعي.

بدورها الأديبة الدكتورة ناديا خوست أشارت خلال محور “المدنية وتحديات الحاضر” إلى أن المخطط الصهيوني بوصفه أحد أهم التحديات التي تواجهها المنطقة اعتمد على حجري زاوية أولهما الكيان الصهيوني الذى أعلن عن تأسيسه سنة 1948 والنظام السعودي الذي تشكل منتصف ثلاثينيات القرن الماضي واللذان يحملان نفس الهوية الفكرية الاقصائية وتقف الأصابع البريطانية الاستعمارية وراءهما.1

وأكدت خوست أن مواجهة التحديات تقتضى الشروع بالتنشئة الفكرية لجيل يتعرض لخطرين داهمين بين التغرب والتطرف ووضع خطط اقتصادية تحول “دون رهن الاقتصاد الوطني للخارج والخضوع لسلطة الدولار والحيلولة دون تسرب الافكار الوهابية” وعدم اعتبار الثقافة حاجة كمالية لدى الإنسان يمكنه الاستغناء عنها لافتة في الوقت نفسه إلى أن الانتصار على الأزمة يبدأ بالتخلص من مفرزاتها حتى لا تتسبب بأزمة قادمة.

أما الباحث الدكتور عماد فوزي الشعيبي رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية فأشار خلال محور الفوضى إلى ان هذا المصطلح الذي ظهر إلى حيز الوجود في سبعينيات القرن الماضي على يد جماعة فلسفية أمريكية انتقل إلى الممارسة السياسية بغرض تغيير شكل مناطق معينة بالعالم ديموغرافيا وسياسيا وإعادة تنظيمها حسب الرغبة الأمريكية.

ولفت الشعيبي إلى أن التحليل السياسي للأوضاع التي مرت بها المجتمعات الإنسانية عقب الحروب والمنازعات قاده إلى مصطلحين هما “عقلية الشح والندرة وعقلية الوفرة” مبينا أن “الواقع السوري الراهن يستلزم تجنب الأول وتعزيز الثاني على مختلف المستويات لاطلاق الطاقات والكفاءات البشرية والمادية وصناعة نقلة وطنية حقيقية تحصن المجتمع من أي عدوان آخر تحت مسمى مختلف”.3

وفي مداخلات الحضور اعتبر وزير التنمية الادارية الدكتور حسان النوري أن المجتمع السورى بدأ يعي دور المدنية كمفهوم شامل وضرورة اعطاء البعد المؤسساتي والعمل المدني دورهما داخل البلاد مؤكدا ضرورة التركيز على الطابع الثقافي لأي نشاط عام أو خاص للنهوض بالوعي لمقاومة التطرف الذي “اخترق أجزاء من المجتمع السوري نتيجة لضعف الثقافة والتعليم”.

أما الدكتورة أنصاف حمد فرأت أن المؤسسات داخل البلاد “لم تواكب الحداثة في مضمونها” ويتوجب إحداث نقلة نوعية في عملها لتنتصر في معركتها على الفكر الوهابي المتطرف الذى يستهدف أي دولة مدنية في المنطقة لأنها تعارض مخططه الفكري الاقصائي.

وطالب الفنان والمخرج فايز قزق في مداخلته بالعودة إلى القيم الثقافية السورية الأصيلة والمحافظة على فنوننا ومهننا التقليدية وعدم الانجرار إلى التغريب والشروع بدراسات لمعالجة ظاهرة الاستلاب الفكرى الذي تسببه وسائل الاتصالات الحديثة لجيل بأكمله عبر اخضاعه لفكر من خارج قيمنا وهويتنا والتصدي للدور السلبي الذي تؤديه هذه الوسائل في التواصل بين أبناء المجتمع الواحد.

وقدم خلال المؤتمر عرض تعريفي بجمعية سورية المدنية التي تأسست في شباط الماضي تضمن شرحا لدوافع تأسيسها وآليات عملها والنشاطات التي قامت بها خلال الفترة الماضية.

ويعقد مؤتمر سورية بين المدنية والتوحش في يومه الثاني غدا ورشات عمل للمشاركين للخروج بتوصيات ومقترحات في ختام المؤتمر.

انظر ايضاً

منذ عام 2021 حتى الآن… الأمانة السورية للتنمية تؤسس 19 تعاونية إنتاجية

دمشق-سانا عملت الأمانة السورية للتنمية بالشراكة مع الاتحاد العام للفلاحين