واشنطن-سانا
أعلنت الأمم المتحدة عن رفضها استخدام القنابل العنقودية من قبل نظام كييف، بعد أن اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بتزويد الأخير بها، رغم أن هذه الأسلحة محظورة دولياً وفق اتفاقية أوسلو 2008.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله: إنه يرغب بعدم رؤية استخدام مثل هذه الأسلحة في الميدان، فيما اكتفى متحدث باسم غوتيريش بالإشارة إلى أن الأخير لا يرغب في استخدام الذخائر العنقودية بشكل متواصل في ميدان المعركة، دون إبداء موقف حازم تجاه الأمر.
من جهة أخرى قال الخبير الاستخباراتي الأمريكي السابق، فيل جيرالدي، في تصريح لوكالة سبوتنيك: إن قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية يدل على “نفاق واشنطن”، فهذا لن يساعد كييف في ساحة المعركة، لكنه سيعرض حياة السكان المدنيين للخطر.
وأكد جيرالدي أن هذا القرار يدل مرة أخرى على نفاق إدارة بايدن، التي نددت في وقت مبكر من العام الماضي باستخدام مثل هذه الأسلحة ومحاولة نسبها إلى روسيا، مشدداً على أن الذخائر العنقودية لن تضمن النصر لأوكرانيا، التي خسرت هجوماً مضاداً مدعوماً من قبل الناتو، وأوروبا والولايات المتحدة، ولكنها ستقتل السكان المدنيين، وأجزاؤها غير المنفجرة ستكون لعنة على الأراضي الزراعية لسنوات عديدة.
واعتبر الضابط في الجيش الأمريكي، دانيال ديفيس، أن القنابل العنقودية التي ستقدمها واشنطن إلى كييف لن تساعد أوكرانيا على تغيير ميزان القوى، بسبب نقص تدريب وخبرة القوات المسلحة الأوكرانية، مضيفاً في مقال نشره في موقعه الإلكتروني حسب ما أوردت سبوتنيك: “إن توريد الذخائر العنقودية الفتاكة لن يغير نتيجة الهجوم الحالي”.
بدورها حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الأمريكية من أن نقل هذه الأسلحة إلى أوكرانيا “سيتسبب بمعاناة للمدنيين على المدى الطويل”، مؤكدة أنه على إدارة الرئيس الأمريكي بايدن أن تدرك أن أي قرار يتيح الاستخدام الواسع للقنابل العنقودية في هذه الحرب سيؤدي إلى نتيجة واحدة متوقعة وهي قتل المدنيين.
وذكرت المنظمة أن الذخائر العنقودية سلاح عشوائي يمثّل خطراً كبيراً على حياة المدنيين حتى بعد فترة طويلة من انتهاء العمليات القتالية، مؤكدة أن استخدامها لا يتوافق مع القانون الدولي.
وفي بريطانيا انتقد قراء صحيفة ديلي ميل البريطانية قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن تزويد نظام كييف بذخائر عنقودية، ونصحوه بألا ينسى تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة نوفوستي عن أحد القراء قولهم: “ليتذكر بايدن كلمات بوتين حول تدمير أسلحة الناتو”، كما قال قارىء آخر: “عار عليك يا بايدن.. هذا ليس نزاعنا، لكن الدماء ستكون على أيدي الأمريكيين”.
وشدد عدد من القراء على التأكيد على أنه لا حدود لعار بايدن، منتقدين الولايات المتحدة بألا تحاول بعد هذا القرار ادعاء الأخلاق والمبادئ وتعليمهما للآخرين.
وخلص قراء الصحيفة البريطانية إلى التأكيد على أن “الولايات المتحدة تخسر في هذه الأزمة، ولذلك تلجأ لارتكاب جرائم الحرب”.
وكانت دول عدة حظرت استخدام هذه الذخائر بموجب اتفاقية أوسلو 2008، لكن الولايات المتحدة وأوكرانيا لم تصدق عليها.
ووثق الجيش الروسي في السابق استخدام القوات المسلحة الأوكرانية بالفعل الذخائر العنقودية في قصف دونباس، وحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، فإن هذا يشير إلى أن مهمة القوات الأوكرانية هي قتل أكبر عدد من المدنيين.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency