حمص-سانا
إعادة تدوير البراميل المعدنية الفارغة وتحويلها إلى قطع أثاث فنية واقتصادية لزوم المنازل والمقاهي والحدائق العامة وغيرها، مهنة ابتدع الحداد بشير محمود إتقانها.
بشير الذي حول شغفه بمهنة الحدادة التي زاولها منذ أعوام مع أحد الشركاء إلى صنعة لا تخلو من الإتقان والجمال والغرابة في بعض القطع التي صنعها، حيث ابتكر ساعة معدنية من قاعدة البرميل، كما قام بصنع آلة معدنية للحصول على الأوراق المعدنية التي تستخدم في إكسسوار لبعض القطع المعدنية.
وفي حي العباسية بحمص في حديقة البيت الذي استأجره، ووسط صعوبات بالغة في تأمين مصدر التمويل اللازم يتابع الحداد بشير وهو أب لطفلتين عمله بكل حب وشغف لإنتاج المقاعد المعدنية والمغاسل والخزن والمظلات والطاولات بعد أن يقوم بقصها وتنجيدها ودهنها بألوان جذابة.
وفي حديثه لمراسلة سانا قال بشير: إن فكرة إعادة تدوير البراميل وتحويلها لأثاث من مقاعد وكراسي، جاءت بطلب من أحد الزبائن صاحب صالون تجميل في الورشة التي يعمل بها، مستعيناً بصور أحضرها من الفضاء الإلكتروني حينها أبدى بشير حماسته وإعجابه الكبير بما شاهده ونجح في تنفيذها بزمن قياسي خلال أيام لتلمع في ذهنه فكرة إعادة التدوير ضمن ورشة خاصة به، ساعده في ذلك زوجته وأخيه ماليا لإحضار عدة العمل الخاصة بالمهنة فأنجز أثاثاً معدنياً متكاملاً لزوم كافيه من المقاعد المزدوجة والمفردة والطاولات التي تصلح لتكون في الوقت ذاته أحواض سمك أو أي بيئة أخرى، إضافة لصنع شلالات مياه من البراميل.
وأوضح بشير أنه تلافى السلبيات التي واجهته خلال مراحل العمل تدريجياً حتى أصبح إنتاج القطعة الواحدة لا يستغرق منه بضع دقائق مع الالتزام بالدقة بالرغم من أنه لايملك القدرة المادية لامتلاك بعض الآلات المتطورة وغالية الثمن في مجال مهنة الحدادة ويكتفي بالمتوافر حالياً، مبيناً أنه في حال تم تقديم الدعم اللازم من بعض الجهات الرسمية أو الاقتصادية فإنه قادر على استقطاب الشباب الراغبين بالعمل بتدريبهم وإكسابهم حرفة وإنتاج قطع جميلة واقتصادية وإرضاء جميع الأذواق.
ومن الصعوبات التي تواجه الحداد بشير آلية حصوله على البراميل الخردة وغلاء ثمنها، كما أن للبرميل شروطاً يجب توافرها ليصلح إعادة تدويره من نظافة ملمسه، وألا يكون فيه رواسب زائدة، وتعرجات أو صدأ، حيث يستخدم في إعادة تدويره ترانس اللحام الإلكتروني لتحديد درجة اللحام، إضافة لصاروخ القص وآلة البخ للدهان وغيرها.
ويرى بشير أن بلدنا غنية بالطاقات الفكرية الخلاقة إذا ما أحسن استثمارها ودعمها، وبأن مهنة الحدادة فيها إبداع وابتكار بالرغم من خطورة شرارة اللحام أو المقص، حيث لا مجال للخطأ، ولكن بالحب والشغف ننتج الأفضل دائماً، حيث لا حدود للإبداع وفق وصفه.
تمام الحسن
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency