الشريط الإخباري

علماء يحذرون من تغييرات مقلقة تكشف مدى تدهور المناخ حالياً

نيويورك-سانا

حذر علماء من ارتفاع درجة حرارة الأرض بسرعة أكبر بكثير مما كان متوقعاً، مع استمرار تحطيم العديد من السجلات المناخية للأرقام القياسية.

ودقّ العلماء ناقوس الخطر بعد أن شهدت الأرض ارتفاعاً في درجات الحرارة وسخونة المحيطات بشكل غير عادي، وتسجيل مستويات قياسية مرتفعة من تلوث الكربون في الغلاف الجوي، ومستويات قياسية أخرى منخفضة من الجليد في القطب الجنوبي.

ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية عن بريان ماكنولدي الباحث بكلية علوم البحار والغلاف الجوي والأرض في جامعة ميامي قوله في حسابه على موقع تويتر: “إن الأشخاص الذين يتابعون الأمور المتعلقة بالمناخ بانتظام لا يصدقون أعينهم، فهناك شيء غريب يحدث”، واصفاً ارتفاع درجات حرارة المحيطات والجو بـ “الجنون”.

ولفت علماء آخرون إلى أن السجلات تعد مقلقةً، إلا أنها متوقعة بسبب الارتفاع المستمر في تلوث الكوكب الناتج عن التدفئة، ووصول ظاهرة المناخ الطبيعي النينيو التي تؤثر في التدفئة العالمية.

بدورها قالت جينيفر مارلون عالمة الأبحاث بكلية ييل للبيئة: “إن هذه التغييرات مقلقة للغاية بسبب ما تعنيه بالنسبة للأشخاص خلال فصل الصيف المقبل وكل صيف بعد ذلك، حتى نخفض انبعاثات الكربون بوتيرة أسرع بكثير مما نفعله حالياً”.

وبات العالم بالفعل أدفأ بمقدار 1.2 درجة مئوية مقارنةً مع العصور ما قبل الثورة الصناعية، مع توقعات بأن تكون السنوات الخمس المقبلة الأكثر حرارة على الإطلاق.

وبحسب العلماء فإنه يبدو أن هذا العام سيكون واحداً من أكثر الأعوام سخونةً حتى الآن، حيث تظهر البيانات العالمية ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية بشكل غير مألوف.

ووفقاً لتحليل صدر اليوم من قبل خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، شهدت الأيام الـ 11 الأولى من شهر حزيران الجاري أعلى درجات حرارة مسجلة لهذا الوقت من العام بفارق كبير.

ووجد العلماء أيضاً أن هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها درجات حرارة الهواء العالمية خلال شهر حزيران مستويات ما قبل الصناعية بأكثر من 1.5 درجة مئوية.

وتم تسجيل أرقام قياسية في درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، ففي كندا اجتاحت موجة حر خانقة بشكل غير عادي معظم أنحاء البلاد، وساهمت درجات الحرارة في اشتعال حرائق الغابات المبكرة غير المسبوقة التي اجتاحت منطقة أكبر بنحو 15 مرةً من المعدل الوسطي لهذا الوقت من العام في كندا، وأرسلت دخاناً ضبابياً ملوثاً إلى الولايات المتحدة.

كما تم تحطيم العديد من الأرقام القياسية للحرارة في سيبيريا في وقت سابق من الشهر الجاري، بينما تواجه أجزاء من أمريكا الوسطى بالإضافة إلى ولايتي تكساس ولويزيانا درجات حرارة مرتفعةً جداً.

كما ترتفع درجة حرارة المحيطات إلى مستويات قياسية ولا تظهر أي علامة على التوقف.

ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي كان الشهر الماضي الأكثر سخونةً على الإطلاق بالنسبة لمحيطات العالم، وفي عام 2022 حطمت محيطات العالم أرقاماً قياسيةً في درجات الحرارة للعام الرابع على التوالي.

وتشير البيانات الحالية إلى أن الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية يعيش حالياً أدنى مستوياته المسجلة في هذا الوقت من العام، ما يثير قلق بعض العلماء بأنه إشارة إضافية إلى وصول أزمة المناخ إلى هذه المنطقة المنعزلة.

وفي نهاية شهر شباط الماضي وصل الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى أدنى مستوى له منذ بدء توثيق السجلات في سبعينيات القرن الماضي، حيث بلغت مساحته 691 ألف ميل مربع.

أما عن مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الهواء الذي يتم إطلاقه من حرق الوقود الأحفوري فبلغت رقماً قياسياً في شهر أيار الماضي، حسبما ذكر علماء من وكالة إدارة المحيطات الجوية الوطنية ومؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا في بيان أصدروه بداية الشهر الجاري.

وأشار العلماء في بيانهم إلى أن الرقم القياسي البالغ 424 جزءاً في المليون يمثل صعوداً مستمراً إلى مناطق لم تشهدها الأرض منذ ملايين السنين.

وأكدت وكالة إدارة المحيطات الجوية الوطنية أن مستويات تلوث الكربون التي تساهم في أزمة المناخ أعلى الآن بأكثر من 50 بالمئة مما كانت عليه قبل بدء الثورة الصناعية.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency