الشريط الإخباري

الوطن والإنسان أهم مواضيع مهرجان الجامعة السورية الخاصة

دمشق-سانا

تضمن المهرجان الشعري الذي أقامته الجامعة السورية الخاصة في معهد الشهيد باسل الأسد أمس مجموعة من القصائد التي عبرت عن معاني الحب والتضحية والوفاء للوطن وشارك فيه مجموعة من الشعراء هم محمد خالد الخضر والدكتور نزار بريك هنيدي والدكتور راتب سكر والدكتور محمد توفيق يونس.

وقال الدكتور عامر غبرة عميد كلية الهندسة البترولية في الجامعة ان هذا المهرجان “يدل على أن الإنسان السوري على مختلف تحصيله العلمي يحب الثقافة ويمتلك في داخله نزوعا مهما إليها وما زال قادرا على التعامل مع الشعر والأدب وتحدي الأزمات” مبينا أنه سيبقى كذلك لان كل ما مر عليه عبر التاريخ لم يغير من حضارته وشخصيته الثقافية.2

وألقى الشاعر راتب سكر مجموعة من القصائد الشعرية جاءت بأسلوب حديث ملتزما بموسيقا التفعيلة وقضايا الإنسان الاجتماعية والإنسانية إضافة إلى عاطفته التي تجلت واضحة في كل القصائد حيث قال في قصيدته “لهفة المعشوق وحنينه”:

لجواد من صهيل .. تاه دهرا في الصحارى من غياب لغياب .. أغمض العين طويلا في ملاهيها أرى من عدوه وقعا حزينا .. تسرح الرؤيا.. كتطريز الأناشيد بأوراق كتاب.

وعبر الإيحاءات الدالة جاءت قصائد الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي ملونة بمواضيع انسانية وفق رموز دل بها على واقع مرير يعيشه الإنسان ويعاني خلاله دون أن يهمل موسيقا التفعيلة الممتزجة بالألفاظ والمعاني كما جاء في قصيدته “على مقعد الحديقة” التي قال فيها:

على مقعد في حديقة رأيت العواصف .. تجلس محنية الظهر تقرأ ابراجها في صحيفة.. رأيت طيورا بلا أجنحة.. تقص الحكايات.. عن كائنات مخيفة.. تحلق دون وقود.. وتبني بيوتا لها.. في أعالي الشجر.

أما قصيدته “القليل القليل” فعبر فيها عن انعكاسات الإنسان المتفائل الذي سيبقى فرحا رغم كل ما ينتابه من قهر ومن إحباطات معتمدا على ذلك باستحضار ذكريات قديمة يمكن أن تستنهض الهمم وتشعل الأمل كقوله:

بالقليل من الفرح المتبقي لنا .. سنغني جلال الغروب .. بالقليل من الذكريات التي تعشش بين غصون الكلام سنسعى إلى أن نعيد اكتشاف الدروب.1

في حين ألقى الشاعر محمد خالد الخضر عددا من قصائده “التي تصدت للمؤامرة على سورية وعبرت عن هموم شعب يرفض الذل والإهانة وذلك عبر التزامه بقصيدة الشطرين الخليلية وبالألم والأمل اللذين تعيشهما سورية” بأسلوب إبداعي جمع فيه بين الحب والوطن كقوله في قصيدة “غزل الصقور”:

كانت تغازله وتفرد شعرها .. فأتى سناها للوفاء دليلا

مد الأصابع كي يلم عبيرها .. ويشم من عطر البهي جميلا

قالت له: هذا أنا لا تنثني .. قاوم لاجلي مارقا ودخيلا

دعني أنا والشام حرمة ماجد .. يأبى الردى كي لا يعيش ذليل.ا

وفي قصيدته التي جاءت بعنوان ابن سورية اعتبر الخضر أن التراب والأرض ما أقدس ما يمكن أن يقاوم من أجله الإنسان وعلى الشاعر أن يلتزم بتطلعات شعبه ضد أي غزو أو مؤامرة تهدد وطنه وبلاده حيث جاءت القصيدة باسلوب التفعيلة المزركشة بالصور الدلالية حيث قال:

أنا ابن سورية. ويرخص كل غال لانتسابي أنا ذلك الصوفي.. أعبد أرض أجدادي وأركع للتراب.

وأما الشاعر محمد توفيق يونس فجاءت قصائده ملتزمة بالهم الوطني والجرح الإنساني عبر نثر فني ارتقى إلى مستوى الشعر وعوض عن الموسيقا بدلالات تشكلت كصور تشكيلية رأى فيها قضايا إنسانية مختلفة كقوله في قصيدة “يا وطني”:

لي أن ألامس .. ثغر الفجر وكأني أقول للضوء .. أحقا رأيت وجه حبيبتي لي أن أسير مع الطبيعة وكأني صدي يؤرقه أنين الرماد.

كما عبر في قصيدته “هذا أنا” عن تداعيات عواطف انسانية تعتمل داخل الشاعر بعد علاقاته الاجتماعية في البيئة والتي كثيرا ما تنجم عنها المعاناة والحزن والهم فقال:

هذا أنا .. لا أحمل إلا ظلي وحلم تكشف في التفكر والهوى .. وتعتق في الحب وفي الحقيقة.

وجاءت القصائد التي القيت متباينة ومختلفة في الشكل والأسلوب متضمنة النمط الخليلي الذي التزم الشطرين ونمط التفعيلة ونمط النثر إلا أنها كانت ملتزمة بقضايا الإنسان على مختلف أشكالها.

كما كانت مستويات النصوص الشعرية في حالتها المتفوقة وجاءت بانعكاس عدد من البيئات المختلفة وطرائق حياتها الإنسانية.

شذى حمود